المصابون بمتلازمة الملل يعانون من نفس أعراض المصابين بالإرهاق
آخر تحديث GMT03:02:48
 العرب اليوم -

المصابون بمتلازمة الملل يعانون من نفس أعراض المصابين بالإرهاق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المصابون بمتلازمة الملل يعانون من نفس أعراض المصابين بالإرهاق

الإرهاق
القاهرة ـ العرب اليوم

قد يبدو توفر الكثير من وقت الفراغ أثناء فترة العمل أمرا ممتعا، حيث إن ذلك يتيح للمرء أن يشاهد لساعات مقاطع الفيديو المحببة لديه على موقع "يوتيوب" مثلا، أو أن يقوم بتقليم أظافره بدلا من أن يتعجّل للتنقل بين الاجتماع والآخر، أو أن يكافح من أجل الوفاء بتسليم ما هو مطلوب منه قبل انتهاء المواعيد المحددة لذلك. ولكن مثلما يمكن أن يسبب الإفراط المزمن في العمل الشعور بالإرهاق، فمن الممكن أن تتسبب قلة العمل المزمنة أيضا في الشعور بالملل".

ويعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة الملل من نفس الأعراض التي يعاني منها المصابون بمتلازمة الإرهاق، حيث يشعرون بالإنهاك والكسل والفراغ. ومن المفارقات أن الملل يعد مرهقا للغاية، وخصوصا عندما يحاول المرء أن يبدو مشغولا بينما لا يكون مثقلا بمهام شاقة إضافية، أو لإعطاء انطباع بأنه غارق بالفعل في عمل مهم.

ويقول عالم النفس في قطاع الأعمال، أندرياس هيمسينج، إن "عدم القيام بأي شيء له معنى يعني (في مخيلة المرء) أنه نفسه ليس له معنى"، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأشخاص الذين تكون لديهم حاجة قوية للقيام بعمل هادف، والقيام به بصورة جيدة.

ويضيف هيمسينج أن الفكرة القائمة على أنه "في حال لم يعمل المرء فإنه سيفقد مكانته في المجتمع" لها آثار صحية، موضحا أنه "من الواضح منذ أعوام كثيرة أن الشعور بالفراغ الداخلي يسبب أضرارا عاطفية"، حيث إن المرء لا يشعر بالملل واللا مبالاة فحسب، ولكنه يشعر أيضا بالاستياء والإحباط وبأنه على حافة الهاوية.

ولا تقتصر هذه المشاعر على مكان العمل فحسب، حيث "يظهر الممل تأثيره السيء بعد انتهاء العمل"، بحسب ما يقوله بيتر آر فيردر، الذي قدم المصطلح مع مستشار الأعمال السويسري فيليب روثلين، في عام 2007 في كتاب صدر باللغة الألمانية يحمل اسم "قلة العمل: التشخيص هو الملل، عندما يتسبب الشعور بالملل في جعل المرء مريضا".

ولا يمكن للمرء أن يقوم ببساطة بإلغاء مشاعره مثلما يقوم بإطفاء الأنوار عندما يغادر المكتب مثلا. ولا يدرك الكثير من الأشخاص أن شعورهم بالضيق والفتور والتهيج والتعب والانسحاب في المساء، قد يكون مرتبطا بعملهم.

من ناحية أخرى، "يترك الكثير ممن يعانون من الملل وظائفهم لاسباب عاطفية في مرحلة ما ويتطور لديهم نوع من القبول المستسلم لظروف عملهم"، وذلك بحسب ما يقوله ديرك فيندموت، وهو مدير "معهد العمل والصحة" التابع لاتحاد التأمين ضد الحوادث الاجتماعية الألماني، وهي جمعية مظلة تضم شركات تأمين معنية بدفع تعويضات للعاملين في القطاع الصناعي الخاص والقطاع العام.

بعبارة أخرى، يعرفون أن وظيفتهم في الواقع ما هي إلا هراء، ولكنهم يقولون لأنفسهم: "لا بأس. فأنا ليس لدي أي مشاكل: حيث أحصل على إجازات منتظمة وأجني قدرا جيدا من المال" إلا أنهم لا يخدعون إلا أنفسهم، وهو الأمر الذي لا يفلح على المدى الطويل. ويقول فيندموت إنه بدلا من التقليل من أوجه القصور المتعلقة بالوظيفة، من الأفضل تغيير الأمور .

ومن الممكن تحقيق ذلك فقط من خلال أن يكون المرء صادقا مع نفسه وأن ينقل مخاوفه إلى رئيسه في العمل. ويقول فيردر: "عالج المشكلة، قم بتغيير مهامك داخل الشركة، واحصل على المزيد من التدريب، أو اترك وظيفتك. تلك هي الخيارات المتاحة أمامك، ولا يعد أي منها غاية في السهولة"، ولا سيما لأن المرء يقوم -على الأرجح- بمزاولة عمله الحالي لفترة كبيرة من الوقت.

ويضيف: "يمكنك أن تخبر رئيسك في العمل بشيء مثل (أرغب في أن أقوم بشيئ آخر بين الحين والآخر، وهو أمر يحتاج إلى تلقي المزيد من التدريب)، أو (أرغب في أن أظل مع الشركة، ولكن هل يمكنني أن أعمل في قسم مختلف؟)".

وبحسب فيندموت، فمن الممكن أن يساعد نظام "التناوب الوظيفي"، الذي تتغير فيه الأنشطة التي يقوم بها العاملون كل ساعة أو كل يوم. أو يمكن للمرء أن يحاول توسيع مسؤولياته، وذلك على سبيل المثال عن طريق القيام بمهام تسبق مهامه الحالية في آلية العمل وأخيرا يوصي همسينج بتقليل ارتباط المرء العاطفي بعمله "لتعويض الشعور بالملل وتغذية احترامه لذاته من خلال شيء آخر غير عمله."

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

14 نوعاً من الأطعمة لمحاربة الإرهاق المزمن

دراسة تؤكد أن 46 % من الشباب الموظفين يصابون بالإرهاق بسبب العمل

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصابون بمتلازمة الملل يعانون من نفس أعراض المصابين بالإرهاق المصابون بمتلازمة الملل يعانون من نفس أعراض المصابين بالإرهاق



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab