ينبغي على النساء كافة، وبصرف النظر عن مستوى المخاطر، التركيز على الوقاية من مرض السكري، ولكن هل يمكن لواحد من اختبارات الدم أن يكون بمثابة "الكرة البلورية السحرية" التي تتنبأ بالمستقبل، محذرة من المخاطر الصحية التي قد تنتظرك في حياتك لاحقًا، يقول العلماء إنهم اكتشفوا أن أحد اختبارات الدم قد يقدم هذه الخدمة بالفعل فيما يتعلق بمرض السكري.
ويمكن لهذا الاختبار أن يساعد في التنبؤ بما إذا كانت السيدات، حتى اللواتي ليست لديهن أي علامات تفيد بالإصابة بذلك المرض، قد تتطور الحالة الصحية لديهن في المستقبل إلى هذا الطريق.
اختبار جديد
في دراسة نشرت على الإنترنت في 21 يونيو "حزيران" الماضي على موقع "جورنال أوف كلينيكال ليبيدولوجي" مجلة علم الدهنيات الإكلينيكية، أظهر الباحثون، أن اختبارًا يحمل اسم "ليبوبروتين أنسولين ريسيستانس" يقوم في الكثير من الحالات، بوظيفة جيدة من حيث التنبؤ بأي السيدات اللواتي سيتعرضن لمرض السكري في المستقبل، كما تقول الدكتورة سامية مورا، إحدى مؤلفات الدراسة والأستاذة المساعدة لدى كلية الطب في جامعة هارفارد.
وفي كثير من الحالات، كان هذا الاختبار أكثر دقة من التدابير التقليدية الأخرى، مقارنة بمؤشرات مثل:
التاريخ العائلي للإصابة بمرض السكري.
مؤشر كتلة الجسم.
مستويات الغلوكوز في الدم.
ويقول الدكتور باولو هارادا، أحد مؤلفي الدراسة وطبيب أمراض القلب والباحث المشارك في "مركز ليبيد ميتابولوميكس" Center for Lipid Metabolomics الملحق بمستشفى بريغهام النسائية التابعة لجامعة هارفارد، أشار اختبار "ليبوبروتين أنسولين ريسيستانس" بصورة صحيحة إلى ارتفاع المخاطر لدى نسبة 6 في المائة إضافية من النساء اللواتي أصبن بمرض السكري من النوع الثاني خلال فترة إجراء الدراسة، وفي الوقت نفسه، حدد الاختبار المذكور أن نسبة 8 في المائة أكثر من السيدات اللواتي، قلّ لديهن خطر التعرض للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، ومن شأن توافر مثل هذه المعلومات الجيدة بشأن المخاطر، أن يساعد الأطباء على مساعدة النساء في جهود الوقاية من المرض.
رصد مقاومة الأنسولين
ويشبه اختبار "ليبوبروتين إنسولين ريسيستانس" إلى حد ما اختبار الكولسترول، بسبب أنه يختبر الدهون في الدم، بيد أن هذا الاختبار يذهب لما هو أبعد من ذلك بخطوة؛ إذ إنه يركز على الجسيمات الفرعية متناهية الصغر التي تنقل الدهون جنبًا إلى جنب مع البروتينات المسماة "ليبوبروتين"وبعض هذه البروتينات يمكنها الإشارة إلى وجود مقاومة مبكرة للأنسولين في الدم، كما تقول الدكتورة مورا.
يمكن لمقاومة الأنسولين أن تؤدي إلى تطور الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري. وعند الإصابة بمقاومة الأنسولين، فإن العضلات، والكبد، والخلايا الدهنية لا تستجيب للكميات الطبيعية من الأنسولين في الدم، ويصف بعض الناس الأنسولين بأنه المفتاح الذي يفتح الباب ويسمح للغلوكوز بالمرور إلى خلايا الجسم.
وفي محاولة للتعويض عن مقاومة الأنسولين، ينتج الجسم المزيد من الأنسولين. لكن على الرغم من مستويات الغلوكوز الطبيعية في الدم، فإن الناس المصابين بمقاومة الأنسولين ترتفع لديهم مخاطر الإصابة بمرض السكري بعد عدد من السنوات في مستقبل حياتهم. ويمكن لاختبار ليبوبروتين إنسولين ريسيستانس، التعرف على هذه المشكلة الأيضية في وقت مبكر، حتى مع وجود نتائج لاختبارات الغلوكوز تؤكد أن مستوياته طبيعية.
وعرض مقاومة الأنسولين غير المُـعالج يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري، الذي يحدث عندما يفقد الجسم المقدرة على إنتاج ما يكفي من الأنسولين كما يفقد القدرة على الاستجابة للأنسولين المنتج بالفعل، ومن ثم يبدأ السكر في التراكم في الدم، وضع الاختبار قيد الاستخدام يقول الدكتور هارادا "النساء اللاتي قد يستفدن من اختبار "ليبوبروتين إنسولين ريسيستانس" هن اللواتي يتعرضن لخطر متوسط من الإصابة بمرض السكري، على سبيل المثال، قد يكون لديهن عامل خطر وحيد للإصابة بمرض السكري، ومن شأن الاختبار أن يمنحهن تقديرًا أكثر دقة بشأن المخاطر الحقيقية لديهن، والتنبؤ بالمخاطر العالية للإصابة بالمرض قد يدفعهن لأن يكنّ أكثر صرامة فيما يتعلق بجهود الوقاية من الإصابة بالمرض؛ نظرًا لأنهن يعلمن أنه يتعين عليهن أن يتعاملن مع الأمر بكل جدية، والاختبار لن يكون مفيدًا بدرجة كبيرة بالنسبة للنساء اللواتي يتعرضن للمخاطر الفائقة أو المتدنية للغاية من حيث الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، كما يقول الدكتور، فالنساء المعرضات لمخاطر الإصابة الفائقة بالمرض قد اتخذن تدابير أكثر صرامة بالفعل حيال الوقاية من المرض، وبالتالي من المرجح بدرجة طفيفة أن يكون الاختبار مهمًا بالنسبة للسيدات المعرضات للمخاطر بدرجة متدنية للغاية.
وفي حين أن الاختبار متاح اليوم، كما تقول الدكتورة مورا، فقد يكون من السابق لأوانه كثيرًا أن تطلب النساء من الطبيب إجراء ذلك الاختبار بسبب الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث بهدف تحديد ما إذا كانت تكاليف إجراء الاختبار لها ما يبررها في الفوائد المرجوة من ورائه.
خطوات بسيطة للوقاية من خطر السكري
وتقول الدكتور مورا، بالإضافة إلى تقديم المعلومات بشأن أهمية وقيمة اختبار "ليبوبروتين إنسولين ريسيستانس"، سلطت هذه الدراسة الضوء على نقطة مهمة أخرى، ألا وهي "الرسالة الأكثر أهمية هي أن هناك طريقًا طويلة للغاية تسبق تطور الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري"، بسبب أن نمط الحياة الصحي قد يكون من الوسائل الفاعلة للغاية في الوقاية من ذلك المرض، ولا ينبغي على النساء انتظار نتيجة اختبار الدم غير الطبيعية أو إجراء اختبار "ليبوبروتين إنسولين ريسيستانس" لاتخاذ إجراءات الحد من مخاطر الإصابة بالمرض. ينبغي للوقاية من مرض السكري أن تبدأ المرأة مبكرًا، من خلال التغيير في نمط الحياة، مثل:
- الحفاظ على الوزن الصحي للجسم.
- تناول النظام الغذائي المتوازن.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
إن إجراء التغييرات الصغيرة والتدريجية على أسلوب الحياة من شأنه أن يقرّبك من هدف الوقاية من الإصابة بالمرض. وهذه التغييرات تشمل:
- تقليل حجم ما تتناوله من أغذية.
- المشي بدلًا من قيادة السيارة.
- اختيار الوجبات الخفيفة الصحية.
- استبدال المشروبات السكرية بالماء.
إن البدء في تطبيق هذه الخطوات الأربع السهلة يمكن أن يساعد في إجراء بعض التحسينات الكبير على الصحة والتقليل من مخاطر الإصابة بمرض السكري.
أرسل تعليقك