كشفت دائرة صحة ذي قار، اليوم الثلاثاء، عن معلومات جديدة فيما يتعلق بمرضى السرطان في المحافظة، وفي تصريحات نشرت اليوم، أوضحت الدائرة أن الأعداد تفوق 7500 مصاب، فيما لا تلبي العلاجات والأدوية المتاحة سوى 25% من الطلب الكلي للمرضى، فضلا عن الحالة المعيشية الصعبة لأغلب المصابين الذين لا يقوون على شراء أدوية من الصيدليات التجارية.
وأطلق عشرات الإعلاميين والناشطين والمواطنين العراقيين، خلال اليومين الماضيين، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على انتشار الأمراض السرطانية في ذي قار تحت وسم "#سرطان_الناصرية".
وأتت تلك الحملة للتركيز على مدى خطورة المرض وأعداد المصابين به في تلك المحافظة، وطالب الناشطون بضرورة وضع حلول عاجلة للمرضى، وإنهاء معاناتهم، والكشف عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء ارتفاع حالات الإصابة بهذه الأمراض الخطيرة في ذي قار.
وأوضح مدير صحة المحافظة، الدكتور عبدالحسين الجابري، في تصريح نشره موقع "العربية.نت"، أن عدد الإصابات السرطانية في ذي قار لا يتجاوز المعدل العام في المحافظات الأخرى.
وقال الجابري، "إن التلوث البيئي ومخلفات الحروب، التي مرت على المحافظة، تشكل ما نسبته 35% من أسباب انتشار المرض، أما النسبة المتبقية وهي 65% فأسبابها مجهولة أو غير معروفة".
كما لفت إلى أن عدد الإصابات عام 2012 بلغ 4300، بحسب أسماء المرضى المسجلين في مركز الأورام السرطانية، أما العدد هذا العام فقد تجاوز 7587 حالة، وأضاف، "نسعى لبناء مركز متخصص لعلاج المرضى، حيث تم إقرار صرف مبلغ مليار دينار عراقي لهذا الهدف من قبل مجلس المحافظة ومحافظة ذي قار".
الرئة في المرتبة الأولى
وقال معاون مدير مركز الأمراض السرطانية وشعبة السيطرة على أمراض السرطان في ذي قار، الدكتور باسم عبد الرزاق، "إن مرض السرطان هو من أكثر وأهم الأمراض انتشاراً في العالم، والعراق حاله كحال بقية الدول يعاني من هذا المرض"، مؤكدًا أن "نسبة الحالات فيه مقاربة لبقية الدول المجاورة، إلا أن التخصيصات الطبية، والأدوية المرسلة من وزارة الصحة العراقية إلى ذي قار شحيحة".
وكذلك أوضح عبد الرزاق أنه بحسب كشوفات دوائر البيئة في المحافظة فنسب التلوث غير مرتفعة، لكنه يشكل دون شك أحد العوامل التي تسبب السرطان، واشار الى أن "أعداد المرضى تختلف من سنة إلى أخرى، لكنها تتجاوز 1000 حالة سنوياً في عموم البلاد".
وأوضح أن سرطان الرئة يأتي في المرتبة الأولى، يليه سرطان الثدي، ومن ثم السرطانات الأخرى كالمثانة والأمعاء، وشكا عبد الرزاق من قلة الكوادر الطبية، مضيفاً: "نعاني من عدم اهتمام الحكومة المركزية في مجال الأورام السرطانية ونقص الأدوية، ما يفاقم المشكلة الطبية".
مليار دينار عراقي
وفي المقابل، تعهد الأمين العام لمجلس الوزراء، حميد الغزي، بمتابعة ملف السرطان في محافظة ذي قار بالتنسيق مع وزارة الصحة والجهات المعنية، وكان مجلس المحافظة، وفي اجتماع طارئ له، الأحد، قد قرر إنشاء مركز متخصص لعلاج أمراض السرطان وتخصيص مليار دينار لشراء الأدوية والعقاقير الخاصة بالأمراض السرطانية.
وقال رئيس المجلس رحيم الخاقاني، إن المجلس قرر بالإجماع إنشاء مركز متخصص لعلاج أمراض السرطان ضمن موازنة العام الحالي، وذلك بعد التنسيق مع وزارة التخطيط الاتحادية في بغداد.
كما لفت الخاقاني إلى أن المجلس قرر أيضاً تخصيص مبلغ مليار دينار عراقي لشراء العقاقير والأدوية الخاصة بعلاج مرضى السرطان وتأمينها في المستشفيات والمراكز المختصة، وأشار إلى أن الاجتماع خلص كذلك إلى مفاتحة الجهات المعنية لإجراء الفحوص اللازمة ومعرفة سبب انتشار الأمراض السرطانية في المحافظة ووضع الحلول الممكنة للوقاية منها.
وأكد أن الحكومة المحلية، ممثلة بمجلس المحافظة والمحافظة، ستخاطب وزارة الصحة لرفد مستشفيات المحافظة بالمزيد من الأطباء المتخصصين بعلاج هذا النوع من الأمراض وهما اثنان فقط.
قد يهمك أيضًا
علماء في الإمارات يعلنون عن علاج يعتمد على البكتيريا لمحاربة أنواع السرطان
"سُم العقرب" أحدث العلاجات المُستخدمة في مكافحة مرض "السُّل"
أرسل تعليقك