تعقد جمعية المعهد الدولي لتضامن النساء "تضامن" يوم السبت المقبل وبالتعاون مع لجنة تحضيرية موسعة تضم عددًا من الطبيبات والصيدلانيات والأكاديميات والمهنيات في قطاع الطبي والصحي، مؤتمرًا (مؤتمر أنيسة) تحت رعاية دولة رئيس مجلس الأعيان الأستاذ فيصل الفايز، للتعرف على واقع النساء العاملات في هذا المجال، وذلك يوم السبت المقبل الموافق 20/5/2017.
وتشير آخر الأرقام بشأن النساء العاملات في القطاع الصحي، والصادرة عن النقابات المهنية لعام 2015، بأن النساء يشكلن ما نسبته 21.6% من الأطباء، و 61.4% من أطباء الأسنان، و 79.3% من الممرضين، و 81% من الصيادلة.
وسيتخلل المرتمر عرضًا لعدد من أوراق العمل المتخصصة بهدف التعرف على مسيرة النساء وصاحبات الإنجاز والرائدات منذ دخولهن الى هذا القطاع الهام، والتعرف على طبيعة وظروف عملهن وإحتياجاتهن وتطلعاتهن، ولفتح آفاق الحوار بين الحركة النسائية والمجتمع المدني الأردني من جهة، والنساء المهنيات والعاملات في المجال الطبي والصحي من جهة أخرى.
ويأتي تنظيم هذا المؤتمر كمقدمة لسلسة لمؤتمرات تالية متخصصة في قطاعات ومجالات عمل النساء المختلفة، ضمن مشروع تمكين النساء من أجل القيادة والذي تنفذه "تضامن"، وسيتم تكريم عدد من صاحبات الإنجاز والحائزات على جوائز، والرياديات في قطاع المهن الطبية والصحية تقديرًا لريادتهن وتميزهن وإنجازاتهن.
واشار التقرير الإحصائي السنوي لعام 2014 والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة الى أن أعداد الأطباء ذكورًا وإناثًا والمنتسبين للنقابة حتى نهاية عام 2014 بلغ 19477 طبيبًا وطبيبة، شكلت النساء ما نسبته 17.2% وبعدد 3348 طبيبة. علمًا بأن مجلس نقابة الأطباء والمكون من 13 عضوًا جاء خاليًا من التمثيل النسائي.
وبتوزيع الطبيبات على التخصصات المختلفة، فإننا نجد بأن تخصص الطب العام جاء بالمركز الأول (2273 طبيبة) وتلاها تخصص النسائية والتوليد (330 طبيبة) وتخصص طب الأطفال (204 طبيبة) وتخصص طب الأسرة (79 طبيبة) وتخصص الباطنية (76 طبيبة) وتخصص العيون (73 طبيبة) وتوزعت باقي الأعداد على التخصصات الأخرى فيما لا يوجد أية طبيبة بتخصصات العظام وجراحتي الأعصاب والدماغ.
وبحسب الجدول ومصدره نقابة الأطباء الأردنيين، فإن 989 طبيبة يعملن في القطاع العام و 822 طبيبة في القطاع الخاص فيما تعمل 1537 طبيبة لحسابهن الشخصي (صنفت تحت بند آخرون).
وتشير "تضامن" الى أن المواقع الالكترونية لكل من نقابة الأطباء الأردنيين وجمعيات الجراحة الأردنية والتقرير السنوي لوزارة الصحة، جميعها جاءت خالية من أية معلومات أو أرقام حول أعداد الطبيبات الجراحات الأردنيات. ومع ذلك فإن "تضامن" تعتقد بأن أعدادهن قليلة جدًا مقارنة بالتخصصات الطبية الأخرى وذلك لأسباب عديدة وأهمها العادات والتقاليد الاجتماعية التي تعتبر تخصص الجراحة لا يناسب النساء خاصة الجراحات الدقيقة كجراحة الإعصاب والدماغ.
وفي ظل غياب هذه المعلومات، فقد أجرت "تضامن" تحليلًا لقائمة الأطباء والطبيبات الجراحين المعتمدة في أكبر شبكة طبية في الأردن لعام 2014 وهي مجموعة الخليج للتأمين (gig)، حيث تبين بأن عدد أطباء وطبيبات الجراحة المعتمدين بمختلف التخصصات بلغ 516 طبيبًا وطبيبة، من بينهم 15 طبيبة جراحة وبنسبة لم تتجاوز 0.03%.
وتركزت طبيبات الجراحة على تخصصات جراحة وأمراض العيون (8 طبيبات) وجراحة الكلى والمسالك البولية (3 طبيبات) وجراحة الأنف والأذن والحنجرة (طبيبتان) والجراحة العامة (طبيبتان).
فيما خلت جميع أنواع الجراحة الأخرى من وجود أية طبيبة جراحة، وهي جراحة الأورام والثدي، وجراحة الأطفال، وجراحة القلب والصدر، وجراحة الأوعية الدموية، وجراحة الأعصاب والدماغ، وجراحة العظام والمفاصل، وجراحة الجهاز الهضمي، وجراحة التجميل والترميم، وأخيرًا جراحة القولون والمستقيم.
وتضيف "تضامن" بأن وجود الطبيبات الجراحات معدومًا في التخصصات الدقيقة، حيث تواجه النساء تحديات ومعيقات خلال دراستها الطب وقبل التخصص من قبل الأهل والمجتمع، وحتى من قبل زملاء الجامعة أو أعضاء هيئة التدريس، تصب في مجملها بأن هذه التخصصات هي للرجال فقط وأن المرأة لا يمكنها العمل أو تلاحظ المنافسة، والأهم من ذلك هو إقناعهن بأن المرضى لن يتقبلوا فكرة إجراء عمليات جراحية لهم من قبل النساء.
إن الصورة المرسومة مسبقًا عن النساء الطبيبات وهي صورة نمطية بكل تأكيد، تضع النساء في مواجهة مسبقة مع نظرائهن من الرجال، ويكون الخطأ الأول الذي ترتكبة الطبيبة الجراحة هو الخطأ الأخير، فيما يتغاضى المجتمع عن أخطاء الأطباء الذكور.
من جهة ثانية، تقول أول رئيسة للكلية الملكية للجراحين في بريطانيا الدكتورة كلير ماركس بأن هنالك حاجة للتركيز على التطوير المهني للطبيبات الجراحات، علمًا بأن عدد الطبيبات الجراحات في بريطانيا لا يتجاوز 800 طبيبة وبنسبة 11% من مجموع أطباء الجراحة. وأشارت الى عدم المساواة بين الجنسين في تخصص الجراحة وفق تقرير لـ بي بي سي.
وبلغ عدد المستشفيات الحكومية والخاصة في الأردن 104 مستشفيات خلال عام 2015 وإرتفع عدد الأسّرة الى 13143 سرير مقارنة بـ 12407 أسّرة عام 2014، وعلى الرغم من هذه الزيادة إلا أن عدد السكان لكل سرير إرتفع الى 727 شخصًا مقابل 710 أشخاص عام 2014، وذلك حسبما جاء بتقرير "الأردن بالأرقام 2015" والصادر عن دائرة الإحصاءات العامة.
وتضيف "تضامن" الى زيادة عدد الصيدليات في الأردن عام 2015 حيث بلغ 2461 صيدلية مقارنة مع 2298 صيدلية عام 2014، فيما أرتفع عدد السكان لكل صيدلية من 3831 ليصبح 3884 شخصًا عام 2015. كما إرتفع عدد الأطباء لكل 10 الآف مواطن ليصبح 25.6 طبيب/طبيبة حيث كان 22.1 طبيب/طبيبة عام 2014.
وخلال عام 2015 بلغ عدد الإدخالات لمستشفيات وزارة الصحة لوحدها 369.5 ألف حالة، وعدد الإخراجات (أحياء) 363 ألف حالة، فيما أجريت 89.1 ألف عملية جراحية، و 76.3 ألف عملية ولادة، وكان معدل إشغال الأسّرة السنوي 65.1%.
وإرتفع عدد الأطباء والطبيبات العاملين في وزارة الصحة عام 2015 بنسبة 12.3% مقارنة بعام 2014، حيث وصل عددهم الى 4809 أطباء/طبيبات. كما إرتفع عدد الممرضين والممرضات بنسبة 4% ووصل عددهم الى 7322، فيما إنخفض عدد القابلات القانونيات بعدد 47 قابلة وأصبح عددهن 1399 قابلة مقارنة مع 1446 قابلة عام 2014.
ويعود تسمية المؤتمر الى انيسة شقير هي المرأة التي شقت دروب العمل المهني في المجال الصحي في وقت مبكر جدًا وفي ظروف صعبة، وتقدمت بثبات مازجة بين الأصالة والحداثة، ساعية الى تقليص الفجوة بين الإعتقادات الشعبية والأصول الصحية العلمية في مجالات الحمل والولادة ورعاية الأمومة والطفولة من خلال التوعية والخدمة.
جاءت عائلتها من نجد الى خربة الوهادنة في شمال عجلون، وثم الى نابلس وبعدها الى عمان، تعلمت حينما كان تعليم الإناث نادرًا، وتزوجت حين كانت في الحادية عشرة ولم تنجب حتى بلغت العشرينات من عمرها، عوضت عدم حملها بالتوجه نحو القبالة، درستها وحازت على شهادة فيها عام 1927، وتعلمت اللغات وأنجبت بعد ذلك أربعة أطفال عاش منهم ثلاثة، وعملت في وظيفة حكومية براتب بدأ بـ 5 دنانير شهريًا، وأصبحت عام 1948 رئيسة الممرضات في مستشفى ملحس الخاص في عمان، وعملت في السعودية وتنقلت في عدد من البلدان العربية، وكانت محل إحترام وتقدير الأطباء والمرضى على السواء.
ورعت "أنيسة" بعناية كبيرة الحوامل والأمهات وعلى يدها ولد العديد من أهل عمان، ومنهم أفراد من العائلة المالكة حتى أطلقوا عليها لقب أم عمان . توفيت عن 95 عامًا سنة 2000 في بيتها في المدينة التي ولدت هي أيضًا على يديها، وتقديرًا لريادتها ودورها وتخليدًا لذكراها، إرتأت "تضامن" إطلاق إسمها على هذا المؤتمر، وعلى فريق العمل المعني بالمرأة في المهن الصحية.
أرسل تعليقك