زيادة أسعار الدواء المستمر تزيد معاناة السوريين
آخر تحديث GMT14:06:45
 العرب اليوم -

زيادة أسعار الدواء المستمر تزيد معاناة السوريين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - زيادة أسعار الدواء المستمر تزيد معاناة السوريين

أدوية السكري
دمشق - العرب اليوم

تحتاج أم جورج وزوجها إلى ما يقرب من 90 ألف ليرة سورية شهرياً لشراء أدوية السكري وارتفاع ضغط الدم فقط، وهو مبلغ يعادل الحد الأدنى للأجور في سوريا حيث يعجز كثيرون عن شراء الأدوية في ظل الارتفاع المستمر في أسعارها، في وقت يعانون فيه تدنياً في الأجور في بلد مزقته حرب أهلية أتت على الاقتصاد.
وتقول أم جورج، التي يبلغ عمرها 65 عاماً، لـ«وكالة أنباء العالم العربي»: «رح يخلوا صحتنا متل الليرة»، في سخرية من مثل شعبي كان يُقال سابقاً للأصحاء، بينما بات هذه الأيام نعتاً للشخص الهزيل، في ظل انهيار الليرة السورية المتواصل التي تسجل حالياً 13400 ليرة مقابل الدولار في السوق الموازية.

تصف السيدة الستينية شعار المرحلة الحالية بقولها: «يُحفظ الدواء بعيداً عن متناول الفقراء»، وتشير إلى أن خبر ارتفاع سعر الأدوية نزل عليها كالصاعقة، وأنها منعت جارها الصيدلي من أن يكمل لها سرد الأسعار الجديدة، بعدما أخبرها بأن دواء مرض السكري ارتفع من 11500 ليرة إلى 17 ألف ليرة، لتقاطعه قائلة: «أرجوك الأمر ليس بمزحة. تلك الأرقام ستصيبني بمرض قلبي سعر علاجه سيقضي علي».

وقال زوجها الذي يبلغ من العمر 72 عاماً ويتقاضى راتب تقاعد يبلغ 60 ألف ليرة سورية شهرياً: «الأمر لا يتوقف على الدواء... أينما تنظر تجد أن قيمة أي سلعة ارتفعت بين عشية وضحاها، أما المواطن وراتبه (كما هو) ومؤشر قيمته يتجه بين الحين والآخر للأسفل».
وأضاف: «رفعوا سعر البنزين قلنا نقعد في بيوتنا، رفعوا أسعار السلع الغذائية قلنا بسيطة سنجد أي شيء نحشي معدتنا به، وعندما رفعوا سعر دقيقة الاتصال (من الهاتف المحمول)، قلنا بسيطة سنحكي مع حالنا متل المجانين. أما أن يستكثروا علينا حبة الدواء، هذا كثير. ومع ذلك ما فينا نقول غير اللهم عافِنا».

وكانت مديرية الشؤون الصيدلانية في وزارة الصحة السورية قد أعلنت يوم الثلاثاء إصدار نشرة جديدة لأسعار الأدوية عدلت بموجبها أسعار آلاف الأصناف الدوائية بنسب تجاوزت 50 في المائة في بعض الأدوية، وذلك بعد تعديل سعر الصرف وفق نشرة مصرف سوريا المركزي الصادرة في 24 يوليو (تموز).

ويؤكد صاحب أحد معامل الأدوية في حلب، اشترط عدم ذكر اسمه خلال حديثه إلى «وكالة أنباء العالم العربي»، أن عدة معامل للأدوية في سوريا، ومن بينها معمله، توقفت عن الإنتاج خلال الفترة الماضية بسبب عدم توفر المازوت والانقطاع الطويل للكهرباء، فضلاً عن فرض الحكومة تسعيرة لا تتناسب مع تكاليف المواد الأولية التي يتم شراؤها بالعملة الأجنبية.
وأوضح صاحب المعمل أن المطالبة برفع أسعار الأدوية جاءت بعد أن فرضت الحكومة على المعامل حساب سعر الدواء بسعر صرف 4500 ليرة للدولار الصادر من البنك المركزي في 17 يناير (كانون الثاني)، بينما تغير هذا السعر مرات عديدة ليصل إلى 8542 ليرة، وهو سعر الصرف الذي تم تعديل أسعار الأدوية على أساسه يوم الثلاثاء.

وأعرب رئيس فرع دمشق بنقابة الصيادلة حسن ديروان، في تصريحات لصحيفة الوطن السورية، عن أمله في توفر الأدوية بعد رفع أسعارها، مشيراً إلى أنه خلال الفترة الماضية أصبحت العديد من الأدوية غير متوفرة في المستودعات «وبالتالي كان لا بد من رفع الأسعار حتى لا يكون هناك فقدان لأصناف جديدة».
«يريدوننا أن نصرخ حتى نموت قهراً»... تروي لجين السعدي بهذه الكلمات معاناتها بعد أن ذهبت إلى عشر صيدليات لتسأل على دواء يعالج الصرع.

وأضافت: «حصلت على علبة واحدة... لا تكفي سوى أسبوع واحد فقط».
وتابعت قائلة: «أليس من الغريب ألا تجد وزارة الصحة حلاً لهذه المعضلة إلا بالنزول على رغبة معامل الأدوية ورفع الأسعار بحجة تأمين وتوفير الدواء؟ يبدو أنها شريكة أساسية في زيادة معاناة وحاجة المرضى في كل مرة يتم فيها فقدان الدواء (عدم توفره) إلى أن يعلنوا رفع السعر».

وقال رئيس المجلس العلمي للصناعات الدوائية رشيد الفيصل لـ«وكالة أنباء العالم العربي» إن رفع سعر الدواء لا يعني أن المعامل ستكون قادرة على توزيع الأدوية على الصيدليات في اليوم التالي، مشيراً إلى أن إجراءات توريد المواد الأولية التي تستورد من الخارج تحتاج إلى بضعة أسابيع.

ويرى الفيصل أن زيادة الأسعار التي تصل إلى 50 في المائة لمعظم الأدوية «أقل من المطلوب، ولكن الجهات المعنية أخذت في الاعتبار الوضع المادي الصعب للمواطنين».
حسن جابر ممرض يعمل في أحد المراكز الطبية الحكومية بدمشق، يقول إن أسعار الأدوية زادت خلال أقل من عام عدة مرات، وغالباً ما تكون حجة أصحاب المصانع والموافق عليها من الجهات الرقابية ارتفاع تكاليف الإنتاج «متجاهلين تماماً أن أجور اليد العاملة هي جزء أساسي من تلك التكاليف».

وتساءل قائلاً: «لماذا لم يلحظ من يوافق على رفع الأسعار أن يرفع رواتب وأجور العاملين في صناعة الأدوية وتوزيعها؟ ومن المستفيد من بقاء الأجور على حالها وهي أقل بكثير من نسبة أجور العاملين بنفس المهنة في معظم الدول المجاورة».
وأبلغ رافد محمد، مدير هيئة الإشراف على التأمين في سوريا، «وكالة أنباء العالم العربي» في أبريل (نيسان) بأن هناك مشروعاً مقترحاً لمنح كل أرباب المعاشات تأميناً صحياً، ووافق عليه مجلس الوزراء وبانتظار استكمال إجراءات إصداره.

لكن مدير هيئة الإشراف على التأمين يرى أن أرباب المعاشات ليسوا قادرين على دفع أقساط التأمين «فالراتب التقاعدي يبلغ وسطياً نحو 90 ألف ليرة سورية، مما يشكل للمتقاعد عبئاً لا يتناسب مع راتبه، وبالتالي لن يشترك بالتأمين إلا الشخص الذي يعرف أنه مهما دفع فالفائدة من التأمين أكبر من القسط المدفوع».
ولدى مها أيوب، الطالبة في كلية الطب بجامعة دمشق، وجهة نظر مختلفة. وترفض الطالبة لوم الصيدلي على رفع الأسعار بدعوى أن «ناقل الكفر ليس بكافر»، في إشارة إلى غلاء المعيشة وانهيار سعر صرف الليرة، وحثت السوريين على الاتجاه للطب البديل والعلاج بالأعشاب لحل مشاكلهم الصحية بدلاً من التفكير الذي يزيد الأوجاع، على حد قولها.

 

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

بشرى سارة لمن يتناولون أدوية السكري والكوليسترول

وزارة الصحّة السورية تُعلن إجراءات الوقاية للحد من إصابات الكوليرا في البلاد

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زيادة أسعار الدواء المستمر تزيد معاناة السوريين زيادة أسعار الدواء المستمر تزيد معاناة السوريين



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 03:09 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة
 العرب اليوم - بوريل يعترف بعجز الاتحاد الأوروبي عن بناء بنية أمنية جديدة

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 13:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات
 العرب اليوم - غوغل تطلق خدمة جديدة لإنتاج الفيديوهات للمؤسسات

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم

GMT 12:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اليورو يلامس أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ أواخر يونيو

GMT 02:27 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

27 شهيدًا ومصابًا في عدوان إسرائيلي استهدف السيدة زينب بدمشق

GMT 01:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إعلان حالة التأهب الجوي في ثلاث مقاطعات أوكرانية

GMT 08:40 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم مهدّدة بالخروج من دراما رمضان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab