نقص التمويل يُهدّد بتقويض عمل المستشفيات شمال غربي سوريا
آخر تحديث GMT06:56:33
 العرب اليوم -

نقص التمويل يُهدّد بتقويض عمل المستشفيات شمال غربي سوريا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نقص التمويل يُهدّد بتقويض عمل المستشفيات شمال غربي سوريا

مستشفى رئيسي في شمال غربي سوريا
دمشق - العرب البوم

تضيق أقسام مستشفى رئيسي في شمال غربي سوريا بالمرضى، من صغار وكبار يتلقون طبابة مجانية. لكن المرفق الحيوي مهدّد بالإقفال بعد توقّف إحدى الجهات المانحة عن تمويله.
والمستشفى الواقع في بلدة دركوش في محافظة إدلب واحد من مستشفيات عدة في المنطقة مهدّدة بالإقفال جزئياً أو كلياً جراء تقلّص الدعم الدولي، فيما وجّهت «منظمة الصحة العالمية» نداءً طارئاً لتوفير أكثر من 257 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الصحية الملحة في سوريا.
في قسم أمراض النساء في المستشفى، تمكث أم علاء منذ ثمانية أيام. وتقول لوكالة الصحافة الفرنسية: «الرعاية هنا جيدة... لكن المشكلة أننا نشتري الأدوية من خارج المستشفى ولا أقوى على توفير ثمنها». وتضيف: «هذا المستشفى هو الأقرب إلى مكان سكني وأتمنى ألا يغلق أبوابه، لأنني غير قادرة على توفير تكلفة التوجّه إلى مستشفى آخر».
ويقدّم المستشفى خدماته مجاناً لأكثر من ثلاثين ألف مريض شهرياً. لكن منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، أوقفت إحدى المنظمات الدولية دعمها له كلياً، وكانت مساهمتها تشكل ثمانين في المائة من إجمالي المساعدات التي يتلقاها.ويشرح الدكتور أحمد غندور، رئيس مجلس إدارة المستشفى: «تبلغنا في نهاية الشهر التاسع بتوقف الدعم، وخلال شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، وفّرت المنظمة دعماً جزئياً، ولكن من دون أدوية ولا مستهلكات». ويوضح: «نعمل حالياً بالمواد والأدوية المخزنة في المستودعات لكنها بدأت تنفد. لا يمكننا الاستمرار أكثر من شهرين على أبعد تقدير».
وتوقفت أقسام الإسعاف والعمليات والأطفال والحواضن والمختبر عن العمل حتى الآن جراء توقف الدعم، وفق غندور، بينما تواصل الأقسام المتبقية والعيادات تقديم خدماتها. ويعمل الطاقم الطبي منذ مطلع العام بشكل تطوعي، لكن ذلك ليس كافياً «لأننا بحاجة إلى أدوية ومستهلكات ولوازم مختبر وتصوير وعمليات ومواد لأقسام العناية والأطفال».
وينذر احتمال توقّف المستشفيات والمراكز الطبية عن العمل في مناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام» وفصائل أخرى في إدلب ومحيطها، حيث يقيم ثلاثة ملايين شخص نصفهم نازحون، بكارثة صحية جديدة. وبحسب منظمة الصحة العالمية، يحتاج 3.1 مليون شخص من إجمالي 4.4 مليون في شمال غربي سوريا إلى مساعدة صحية.
ويؤكّد الدكتور سالم عبدان، مدير هيئة صحة إدلب المحلية التي تتولى تسيير الشؤون الصحية في مناطق سيطرة الفصائل، «توقف دعم نحو 18 مستشفى» في إدلب ومحيطها منذ نهاية العام الماضي. واعتادت المستشفيات الحصول على «دعم تشغيلي ورواتب ومستهلكات طبية» عبر مانحين دوليين، بينهم منظمة الصحة العالمية ومنظمات إنسانية.
ويربط عبدان تقلّص الدعم «بطول أمد الأزمة... وبموجة كوفيد - 19 والوضع الاقتصادي الصعب الذي نجم عنها في العالم»، مطالباً «الجهات المانحة بعدم إهمال شمال غربي سوريا لا إغاثياً ولا طبياً». وتربط منظمة الصحة العالمية تراجع دعم المستشفيات في إدلب ومحيطها بنقص التمويل بالدرجة الأولى.
ويقول الدكتور محمود ضاهر، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في غازي عينتاب: «يتناقص الدعم الدولي بينما الحاجة تتزايد»، لافتاً إلى توقف بعض المستشفيات عن العمل، من دون تحديد عددها الإجمالي. ورغم أن عدداً منها سيتلقى قريباً دعماً من صندوق الأمم المتحدة للدعم الإنساني، لكن ذلك لا ينفي تداعيات نقص التمويل المقدم لدعم القطاعات الإنسانية مجتمعة بينها القطاع الصحي.
وتضم منطقة شمال غربي سوريا، وفق ضاهر، أكثر من 490 مؤسسة صحية، بين مستشفيات ومراكز صحية يعتمد أغلبها على مساعدات دولية من الأمم المتحدة أو الدول الداعمة، خصوصاً الأدوية. ومن شأن أي نقص في هذا الإطار، بحسب ضاهر، أن «يؤثر على حياة مئات الآلاف من الأشخاص». ويشدّد على أن «الدعم الدولي هو الأساس في تلبية احتياجات السكان الإنسانية في شمال غربي سوريا ومن ضمنها الصحة».
وخلال عام 2021. تلقت الأمم المتحدة وشركاؤها 46 في المائة فقط من إجمالي التمويل المطلوب (4.2 مليار دولار) بموجب خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا. ودفع نقص التمويل منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي إلى توجيه نداء طارئ لتوفير 257.6 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الصحية في سوريا والحفاظ على الرعاية الصحية الأساسية، بما يشمل الاستجابة لـ«كوفيد - 19» وتقديم خدمات منقذة للحياة وبناء نظام صحي مرن.
وفي عموم البلاد، تتوقع المنظمة حاجة 12.2 مليون شخص للمساعدة الصحية، بينهم أربعة ملايين نازح. واستنزفت سنوات الحرب الطويلة النظام الصحي، خصوصاً في شمال وشمال غربي البلاد، حيث شكلت المنشآت الصحية هدفاً للهجمات العسكرية. وفاقم تفشي «كوفيد - 19» وضع القطاع الصحي سوءاً.
ونبّهت «منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان» في تقرير الشهر الماضي إلى أن «الاحتياجات الصحية للسكان تفوق كثيراً طاقة المرافق المتاحة والموظفين المتوفرين في شمال سوريا»، لافتة إلى أن «الوضع الأمني المتحرك وتقلب أولويات المانحين يهددان قدرة الجهات الإنسانية على تقديم الرعاية المنقذة للحياة والدعم المستدام».ويقول ضاهر: «النداء موجّه لكل الدول المانحة، فالشعب السوري ما زال يعاني في مناطق وجوده كافة وبحاجة للدعم».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الباحثون يَحْذَرُون من هجوم محتمل لبكتيريا خارقة

منظمة الصحة العالمية تُحذر من "أوميكرون" وتصفه بـ" فيروس خطر" لغير المطعَّمين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقص التمويل يُهدّد بتقويض عمل المستشفيات شمال غربي سوريا نقص التمويل يُهدّد بتقويض عمل المستشفيات شمال غربي سوريا



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab