نقص التمويل يُهدّد بتقويض عمل المستشفيات شمال غربي سوريا
آخر تحديث GMT12:45:37
 العرب اليوم -

نقص التمويل يُهدّد بتقويض عمل المستشفيات شمال غربي سوريا

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نقص التمويل يُهدّد بتقويض عمل المستشفيات شمال غربي سوريا

مستشفى رئيسي في شمال غربي سوريا
دمشق - العرب البوم

تضيق أقسام مستشفى رئيسي في شمال غربي سوريا بالمرضى، من صغار وكبار يتلقون طبابة مجانية. لكن المرفق الحيوي مهدّد بالإقفال بعد توقّف إحدى الجهات المانحة عن تمويله.
والمستشفى الواقع في بلدة دركوش في محافظة إدلب واحد من مستشفيات عدة في المنطقة مهدّدة بالإقفال جزئياً أو كلياً جراء تقلّص الدعم الدولي، فيما وجّهت «منظمة الصحة العالمية» نداءً طارئاً لتوفير أكثر من 257 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الصحية الملحة في سوريا.
في قسم أمراض النساء في المستشفى، تمكث أم علاء منذ ثمانية أيام. وتقول لوكالة الصحافة الفرنسية: «الرعاية هنا جيدة... لكن المشكلة أننا نشتري الأدوية من خارج المستشفى ولا أقوى على توفير ثمنها». وتضيف: «هذا المستشفى هو الأقرب إلى مكان سكني وأتمنى ألا يغلق أبوابه، لأنني غير قادرة على توفير تكلفة التوجّه إلى مستشفى آخر».
ويقدّم المستشفى خدماته مجاناً لأكثر من ثلاثين ألف مريض شهرياً. لكن منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، أوقفت إحدى المنظمات الدولية دعمها له كلياً، وكانت مساهمتها تشكل ثمانين في المائة من إجمالي المساعدات التي يتلقاها.ويشرح الدكتور أحمد غندور، رئيس مجلس إدارة المستشفى: «تبلغنا في نهاية الشهر التاسع بتوقف الدعم، وخلال شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، وفّرت المنظمة دعماً جزئياً، ولكن من دون أدوية ولا مستهلكات». ويوضح: «نعمل حالياً بالمواد والأدوية المخزنة في المستودعات لكنها بدأت تنفد. لا يمكننا الاستمرار أكثر من شهرين على أبعد تقدير».
وتوقفت أقسام الإسعاف والعمليات والأطفال والحواضن والمختبر عن العمل حتى الآن جراء توقف الدعم، وفق غندور، بينما تواصل الأقسام المتبقية والعيادات تقديم خدماتها. ويعمل الطاقم الطبي منذ مطلع العام بشكل تطوعي، لكن ذلك ليس كافياً «لأننا بحاجة إلى أدوية ومستهلكات ولوازم مختبر وتصوير وعمليات ومواد لأقسام العناية والأطفال».
وينذر احتمال توقّف المستشفيات والمراكز الطبية عن العمل في مناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام» وفصائل أخرى في إدلب ومحيطها، حيث يقيم ثلاثة ملايين شخص نصفهم نازحون، بكارثة صحية جديدة. وبحسب منظمة الصحة العالمية، يحتاج 3.1 مليون شخص من إجمالي 4.4 مليون في شمال غربي سوريا إلى مساعدة صحية.
ويؤكّد الدكتور سالم عبدان، مدير هيئة صحة إدلب المحلية التي تتولى تسيير الشؤون الصحية في مناطق سيطرة الفصائل، «توقف دعم نحو 18 مستشفى» في إدلب ومحيطها منذ نهاية العام الماضي. واعتادت المستشفيات الحصول على «دعم تشغيلي ورواتب ومستهلكات طبية» عبر مانحين دوليين، بينهم منظمة الصحة العالمية ومنظمات إنسانية.
ويربط عبدان تقلّص الدعم «بطول أمد الأزمة... وبموجة كوفيد - 19 والوضع الاقتصادي الصعب الذي نجم عنها في العالم»، مطالباً «الجهات المانحة بعدم إهمال شمال غربي سوريا لا إغاثياً ولا طبياً». وتربط منظمة الصحة العالمية تراجع دعم المستشفيات في إدلب ومحيطها بنقص التمويل بالدرجة الأولى.
ويقول الدكتور محمود ضاهر، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في غازي عينتاب: «يتناقص الدعم الدولي بينما الحاجة تتزايد»، لافتاً إلى توقف بعض المستشفيات عن العمل، من دون تحديد عددها الإجمالي. ورغم أن عدداً منها سيتلقى قريباً دعماً من صندوق الأمم المتحدة للدعم الإنساني، لكن ذلك لا ينفي تداعيات نقص التمويل المقدم لدعم القطاعات الإنسانية مجتمعة بينها القطاع الصحي.
وتضم منطقة شمال غربي سوريا، وفق ضاهر، أكثر من 490 مؤسسة صحية، بين مستشفيات ومراكز صحية يعتمد أغلبها على مساعدات دولية من الأمم المتحدة أو الدول الداعمة، خصوصاً الأدوية. ومن شأن أي نقص في هذا الإطار، بحسب ضاهر، أن «يؤثر على حياة مئات الآلاف من الأشخاص». ويشدّد على أن «الدعم الدولي هو الأساس في تلبية احتياجات السكان الإنسانية في شمال غربي سوريا ومن ضمنها الصحة».
وخلال عام 2021. تلقت الأمم المتحدة وشركاؤها 46 في المائة فقط من إجمالي التمويل المطلوب (4.2 مليار دولار) بموجب خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا. ودفع نقص التمويل منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي إلى توجيه نداء طارئ لتوفير 257.6 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الصحية في سوريا والحفاظ على الرعاية الصحية الأساسية، بما يشمل الاستجابة لـ«كوفيد - 19» وتقديم خدمات منقذة للحياة وبناء نظام صحي مرن.
وفي عموم البلاد، تتوقع المنظمة حاجة 12.2 مليون شخص للمساعدة الصحية، بينهم أربعة ملايين نازح. واستنزفت سنوات الحرب الطويلة النظام الصحي، خصوصاً في شمال وشمال غربي البلاد، حيث شكلت المنشآت الصحية هدفاً للهجمات العسكرية. وفاقم تفشي «كوفيد - 19» وضع القطاع الصحي سوءاً.
ونبّهت «منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان» في تقرير الشهر الماضي إلى أن «الاحتياجات الصحية للسكان تفوق كثيراً طاقة المرافق المتاحة والموظفين المتوفرين في شمال سوريا»، لافتة إلى أن «الوضع الأمني المتحرك وتقلب أولويات المانحين يهددان قدرة الجهات الإنسانية على تقديم الرعاية المنقذة للحياة والدعم المستدام».ويقول ضاهر: «النداء موجّه لكل الدول المانحة، فالشعب السوري ما زال يعاني في مناطق وجوده كافة وبحاجة للدعم».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

الباحثون يَحْذَرُون من هجوم محتمل لبكتيريا خارقة

منظمة الصحة العالمية تُحذر من "أوميكرون" وتصفه بـ" فيروس خطر" لغير المطعَّمين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقص التمويل يُهدّد بتقويض عمل المستشفيات شمال غربي سوريا نقص التمويل يُهدّد بتقويض عمل المستشفيات شمال غربي سوريا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab