بغداد – نجلاء الطائي
أدى إهمال الخدمات الصحية في المستشفيات العراقية في الآونة الأخيرة إلى وقوع الكثير من الإصابات وموت الكثير من الضحايا بين المرضى، الذين قدم ذووهم دعاوى قانونية ضد تقصير أو أخطاء المشافي والأطباء. وقد أكد قضاة ومحامون في العاصمة العراقية أن هناك الكثير من الدعاوى القضائية تم رفعها ضد المؤسسات الصحية جراء الإهمال الطبي والأخطاء الطبية في التعامل مع المرضى٬ ما أدى إلى حالات وفيات كثيرة في الآونة الأخيرة.
وأعلن المحامي غازي العزوي أنه أمسك بالعديد من القضايا التي يتهم فيها عراقيون بعض المستشفيات أو الأطباء بالمسؤولية عن وفاة مرضى لدى مراجعتهم بعض المراكز الصحية أو العيادات الخاصة٬ بسبب تقديم العلاج الخاطئ أو الخطأ في تشخيص المرض أو بسبب الإهمال. وتحدث عن بعض الدعاوى لديه٬ ومنها دعوى رفعتها عائلة مريض كان يراجع عيادة أحد الأطباء لفترة طويلة وكان يشخص حالة المريض بوجود التهابات في المجاري البولية. لكن حالة المريض تدهورت وسافر إلى الخارج حيث شخص الأطباء هناك الحالة إصابة بالسرطان وفي مراحل متقدمة لا ينفع معها العلاج. وقد توفي المريض مما دفع عائلته إلى رفع دعوى قضائية ضد ذلك الطبيب. كما ذكر حالة مريض آخر توفي في غرفة العمليات نتيجة خطأ من طبيب التخدير. فقامت عائلته برفع دعوى قضائية ضده٬ ثم تم تسوية القضية لاحقًا وديًا فدفع الطبيب مبلغًا من المال إلى عائلة المتوفي.
واعترف الدكتور فالح اللامي٬ من نقابة الأطباء العراقيين٬ أن حالات وفاة مرضى أو تعرض بعضهم إلى مضاعفات وأضرار، نتيجة الإهمال أو سوء التشخيص أو الخطأ في التعامل مع المرضى أثناء مراجعة المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات الخاصة، قد تزايدت في الآونة الأخيرة. وأكد أن لجوء العائلات والمرضى إلى القضاء لمعاقبة الأطباء أو المؤسسات الصحية أصبح ظاهرة منتشرة هذه الأيام في المجتمع العراقي بعد أن كانت حالة نادرة، وعزا ذلك إلى عدة أسباب٬ منها ضعف متابعة إدارات المراكز الصحية لإداء كوادرها الطبية والخدمات المقدمة فيها أو لقلة خبرة بعض الأطباء وخاصة الحديثين في مهنة الطب بعد أن هاجر من الع ارق الكثير من الأطباء الماهرين بسبب تدهور الوضع الأمني في البلد. كما أن بعض المستشفيات والأطباء في عياداتهم يركزون على جانب الربح أكثرمن تقديم الخدمة الطبية الجيدة.
فالمريض "موسى كاظم" الذي فقد بصره اثناء عمله وبعد مراجعات إلى المستشفيات الحكومية حدد له موعدا لاجراء العملية مدته "3" اشهر في الجناح العام لكن وبعد مراجعته الطبيب ذاته في عيادته الخاصة اجريت له العملية في اليوم الثاني مقابل حفنة من الدنانير. ومن الحالات التي اطلعت عليها "العرب اليوم" السيدة "ن,ص" التي اجرت عملية لرفع بيت الرحم والصدمة التي اكتشفتها فيما بعد بأن الطبيب الذي أجرى لها العملية قام برفع بيت الرحم وقص الحالب أيضًا.
وقصت "ن,ص" ما جرى لها لـ"العرب اليوم" قائلة: بعد أن عانيت من الآم بالرحم وراجعت كثير من الأطباء كانت النتائج أن ارفع بيت الرحم بعملية جراحية، وبعد أن حُدد موعد العملية واجريتها استمرت الالآم وبشدة". مضت فترة على العملية الجراحية التي أجريتها وبدأت تظهر أعراض جديدة تزيد من الألم فقررت أن أراجع الطبيب نفسه، فكان رده : لا تقلقي لا يوجد شيء مخيف وهذه أعراض ما بعد العملية والأمر طبيعي، وكتب لي مجموعة من الأدوية".
ومضى الشهر الأول والشهر الثاني كذلك والثالث أيضًا والأوجاع تزداد، اشتد غضب أولادي وزوجي وقرروا أن أسافر خارج العراق للكشف على حالتي وعلى العملية الجراحية التي أجريتها، فتوجهت إلى لبنان وأجريت الفحوصات الكاملة لدى أحد الأطباء وكانت النتيجة صادمة، أكد احد الأطباء اللبنانيين أنه خلال عملة رفع الرحم تم قص الحالب وهذه الأعراض هي حصر الإدرار داخل المثانة وصعوبة خروجه، وقرر الطبيب أن تجرى عملية جراحية أخرى لزرع حالب للتخفيف عن الأوجاع التي كنت أعاني منها، قررت العودة إلى العراق لأن تكاليف العملية في لبنان باهظة الثمن.
وعدت إلى العراق وأجريت لي التحاليل في أحد المستشفيات وتم زرع الحالب والصدمة الثانية التي واجهتني أنا وعائلتي وهي أثناء العملية احتجت إلى دم وكان هذا الدم ملوث وبالتالي ما دفعني إلى إجراء عمليات عن طريق الليزر للتخلص من "الحصو والرمل" الذي نقله الدم الملوث للحالب والمثانة.
وهذه قصة "ن,ص" التي بدأت بعملية بسيطة وتعقدت إلى عمليات ارهقتها وارهقت عائلتها، فهنا دور الاعلام لنقل مثل هذه القصص المؤلمة التي يعاني منها المريض العراقي من جهل وفشل أطباء للأسف يمارسون مهنتهم بضمير بارد غير مبالي, لذلك نناشد وزارة الصحة العراقية لمتابعة هذه الحالات وفرض العقوبات المالية والقضائية على كل طبيب يسعى للاستغلال.
وفي أسلوب تحايلي جديد اتبعه من انسلخ عن الإنسانية وتهاوت قيمه الأخلاقية أمام المال يتعمد بعض الأطباء إبقاء جزء من المرض الذي يعاني منه الشخص خلال إجراء العملية لغرض إجراء نفس العملية مرة أخرى غير مبالٍ إلى التكاليف الباهظة التي يتحملها المريض وذويه وهذا ما حصل مع الشاب صاحب الـ "25" عاما "رامي مرشد" عندما اجرى عملية على يد احد الأطباء في بغداد لإزالة ورم في فخذ ساقه الايمن وبعد فترة برزت الاعراض ذاتها وبعد اجراء الفحوصات خارج العراق تبين أن الطبيب لم يزيل الورم بشكل كامل بل ابقى جزء منه داخل قدمه.
اما بعض الأطباء فهم لا يبالون إلى تلك الاساليب بل عمدوا إلى الاتفاق مع بعض ادارة المستشفيات في الدول العربية والاجنبية على احتساب عمولة مقابل ارسال المرضى وهذا ما حصل مع المريض "فراس خلف" الذي تفاجأه مرافقه الشخصي في المستشفى الاميركي ببيروت اثناء تسديده فواتير العلاج بتحميل مبالغ اضافية تحت حجج واهية بعيدة عن الفقرات العلاجية ليتبين بعد حين أن تلك الاموال تذهب كعمولات إلى الطبيب الذي حوله من بغداد عن طريق الحوالة .
والطفلة بنين ابنة الربيعين من حي الاسكندرية في محافظة بابل دخلت المستشفى تشكو من ألما خفيفا فقابلها احد الأطباء بإبرة في الوريد ادى إلى ضمور وتلف في الدماغ شل حركة اطرافها الاربعة لتشكو إلى الله ظلم طبيب لا يعرف كيف وصل إلى تلك المرحلة ونظام راقبي فاشل ووزيرة اكتفت بتشكيل لجنة تحقيقية ستدخل نتائجها في ممرات المحسوبية والرشوة حالها حال مئات اللجان التحقيقية التي قادت مرتكبي تلك الجرائم إلى سماء الحرية والنعيم بالحياة المبنية إلى اموال السحت ودموع الفقراء وأنين الامهات اللواتي افقدن فلذات اكبادهن.
جرائم الاخطاء الطبية وجشع الأطباء لا تقل شأنا عن تلك الجرائم التي يرتكبها شذاذ الافاق ومرتزقة داعش ضد المدنيين فهنا تعددت الاسباب والموت واحد، داعش يستخدم السلاح لقتل الابرياء وبعض الأطباء يمارسون تلك الحيل والاساليب ليقتلوا الفقراء معنويا وماديا وحتى جسديا، وشر البلية ما يضحك هذا الذي حصل مع البروفسور الجراح العراقي الذي يعمل كأستاذ جامعي في جامعة لندن الطبية الذي شعر يوما ما بالحنين إلى الوطن والاصرار على خدمة ابناء جلدته ليعود إلى بغداد ليتفاجأه بتعليمات ادارية اكلت عليها الدهر وشرب وبين كتابنا وكتابكم ارتفعت حالة اليأس لدى البروفسور ليحزم بعد ذلك حقائبه ليعود إلى مدينة الضباب لندن لإكمال ما تبقى من عمره في مجتمع يحترم القيم الانسانية .
أرسل تعليقك