حزب الله يسعى عبر وزيره في الحكومة الى فتح ورشة تسعير الدواء ومواجهة تجاره
آخر تحديث GMT11:38:39
 العرب اليوم -

جهات مختصة تؤكد أنّ الهدف منه إدخال المنتجات الإيرانية الى لبنان وهو أمر مرفوض

"حزب الله" يسعى عبر وزيره في الحكومة الى فتح ورشة تسعير الدواء ومواجهة تجاره

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "حزب الله" يسعى عبر وزيره في الحكومة الى فتح ورشة تسعير الدواء ومواجهة تجاره

وزارة الصحّة اللبنانية
بيروت- العرب اليوم

حين قرّر "حزب الله" دخول ملاك وزارة الصحّة اللبنانية، كان قد وضع نفسه سلفاً بصورة أنّ "ملائكة تجّار الأدويّة" حاضرة، حاضرة وبقوّة لدرجة أنّ هؤلاء الرّجال وبفضل مرور الزمن، استطاعوا أن يُنشئوا "لوبي" يخدم اغراضهم ومصالحهم الذاتيّة على ظهر مصلحة المواطنين. أكثر من ذلك، باتوا يمتلكون إمكانيّات تُضاهي تلك التي لدى الدولة، ما مكّنهم لاحقاً من ابتزازها على النحو الذي يرضيهم. من هنا أدركَ الحزب أنّ ساعة خوض النزاع معهم آتية حتماً.

انكبّ المركز الاستشاري في "حزب الله" قبل مدة، على إجراء دراسة شاملة على القطاع الصحي، وذلك قبل أنّ تُفرغ المشاورات الحكوميّة حمولتها، وقد حاز قطاع الأدوية على نصيبٍ هامٍ منها.

وبيّنت الدراسة في الشق الذي يخص سعر الدواء، أنّ السبب في غلاء ثمنه لا يعود مصدره إلى بلدان المنشأ التي تُبين الموجودات أنّ اسعارها مقبولة، بل إلى وجود كارتلات أدوية تنشط في لبنان ولها اليد الطولى وقدرة التحكّم في فرض سعر الدواء والتلاعب به. من هنا بات لزاماً على حزب الله في حال أرادَ فتح ورشة تسعير الدواء، أنّ يضع نفسه بمواجهة "جيش التجّار".

و يُدرك "حزب الله" سلفاً أنّ اقتحامه حدائق هذه "الكارتلات" سيعني خوضه المعارك الضارية بوجههم وربّما مع بيئاتهم وجيش المنتفعين من ورائهم، الأحزاب، العائلات، العشائر وهلم جرّ.. من هنا تكوّنت فكرة لديه بجدوى فتح النقاش معهم قبل أي شيءٍ آخر، حول سعر الدواء ومدى امكانيّة إجراء هندسة عليه كي يصبح ملائماً للسوق اللبناني، وطبعاً فالأمر ليس سهل التناول. بهذا المعنى افتتح حزب الله من خلال اللجنة التي عُيّنت لمساعدة وزير الصحّة "ورشة نقاش" مع لجنة مؤلّفة من ممثّلين عن التجّار.

لقد وجدَ من جلس على الطاولة المستديرة، أنّ إمكانيات النقاش مع التجّار صعبة بسبب تفوّق المصلحة لديهم على ما عداها من أسباب ووجود عقولهم في مكانٍ آخر. إلى جانب ذلك كان تذرّعهم الدائم بارتفاع تكلفة الاستيراد والشحن والرسوم المتوجّبة عليهم لصالح الدّولة اللبنانيّة وكذلك شركات الدواء الأساسيّة التي تفرض نسبة من الارباح، كل ذلك وجدوه سبباً في ارتفاع الاسعار، وبالتالي فإن الباب الوحيد بالنسبة إليهم لعصر النفقات يكمن في قيامها بـ "دوزنة امورها".

أقرأ أيضاً :وزارة الصحة توجه إنذارًا خطيًا إلى محل حلويات في دوريس

ويؤكّد أكثر من مصدر لموقع "ليبانون ديبايت"، أنه كان حامياً ولم يخلُ من لغة التهديد الصادرة عن ممثّلي التجّار، كتحذيرهم مثلاً من مغبّة تطبيق خطّة إدخال الأدوية الإيرانية إلى لبنان، هم بصراحة عبّروا عن رفضهم لذلك، لا بل اعربوا عن استعدادهم لمواجهة تلك المحاولات وتكبيد الدولة أثمان المواجهة! هكذا وبكلّ وقاحة ابتزوا من هم امامهم بصحّة المواطنين ولم يرف لهم جفن!

الحجّة القابلة للاستغلال دائماً، هي أنّ الدواء الإيراني "جنريك" وسيُعرّض الدولة اللبنانيّة للملاحقة القانونيّة، هذا ناهيك عن تذرّعهم الدائم بالعقوبات الإقتصاديّة المفروضة على إيران ما يحول دون استيراد الدواء. لكنّ دوائر معنيّة بالنقاش الذي دار، تؤكد أنّ السبب الحقيقي لوقوف التجّار بوجه احتمالات دخول الدواء الإيراني، يعود إلى تكفّل الدولة اللبنانيّة بواجبات الاستيراد، إذ تصبح هي الجهة المستوردة ما يعني تحوّل التجّار إلى موزعي أدوية وليس مستوردين، ما من شأن ذلك إنّ حصل أن يُفقد تلك الشركات امتيازات عريضة والكثير من الأرباح التي تجنيها سنوياً.

أما الأمر العجيب الآخر، هو توفّر رغبة لدى "الكارتلات" في الذهاب بعيداً بالمواجهة، وقد عبّروا عن ذلك من خلال ابتزاز الدولة بوقف استيراد أدوية علاج الأمراض المزمنة (كالسرطان مثلاً) في حال سارت بمشروع استيراد الأدوية من الجمهوريّة الاسلاميّة.

على هذه الخلاصة قُطع النقاش ومضى كلٌ في حال سبيله، وحوّل بعض التجّار المرضى إلى أسلحة، والمواطنين إلى أهداف شرعية لهم، فلا إصلاح ولا من يحزنون ما دامت ثلة تتحكم برقاب العباد

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وزارة الصحة اللبنانية تدعو اللبنانيين للوقاية من أنفلونزا الخنازير

وزارة الصحة اللبنانية تأمن تغطية صحية شاملة للفنانين

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب الله يسعى عبر وزيره في الحكومة الى فتح ورشة تسعير الدواء ومواجهة تجاره حزب الله يسعى عبر وزيره في الحكومة الى فتح ورشة تسعير الدواء ومواجهة تجاره



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab