استعدوا للأسوأ.. هكذا حذرت منظمة الصحة العالمية أفريقيا وكأن العالم كله أصبح على شفا حفرة من النار دون أن تدرى دول تلك القارة، حيث استطاع الفيروس غزو العديد من دول القارة السمراء وهنا يكمن الخوف بالفعل على شعوب تلك الدول فهل تصبح أفريقيا على المحك وتصبح فى خبر كان وهل هذا الأسوء الذي تحذر منه المنظمة العالمية.
لم يكن هذا التحذير هو الأول من نوعه ولكن سبق وحذر بيل جيتس منذ ثلاثة أسابيع من فيروس كورونا قائلا:" هذا المرض، إذا كان فى أفريقيا، فإنه سيكون أكثر دراماتيكية مما لو كان فى الصين، على الرغم من أننى لا أحاول التقليل مما يحدث فى الصين بأى شكل من الأشكال، لكن هل سيصل هذا إلى إفريقيا أم لا، وإذا كان الأمر كذلك، فهل ستنهار تلك النظم الصحية؟"، وأكد بيل جيتس وقتها إن التأثير المحتمل فى أفريقيا يمكن أن يكون "دراميًا جدًا"، وأضاف أن الفيروس يمكن أن يتطور إلى وباء.
عندما صرح بيل جيتس بهذا الحديث لم يكن للكورونا أثر فى أفريقيا إلا فى دول محددة ولكن هذه الفترة تشهد انتشار لهذا الشبح الذي يهدد القارة لدول عدة، بالتأكيد لم تصل الحالات إلى الآلاف ولكن منظمات الصحة تتوقع الأسود وذلك بسبب عدم قدرة الأنظمة الأفريقية على مواجهة هذا الوباء فضلا عن انتشار الفقر بين الشعوب وتردى المنظومة الصحية.
عدم انتشار هذا الفيروس بسرعة هائلة فى أفريقيا وخاصة أنها ارض خصبة لمثل هذا الوباء جعل العالم كله يحتار فى هذا الأمر فهل كانت الظروف المناخية هى الملاذ الوحيد للفرار من كورونا وذلك نظرا لارتفاع درجة الحرارة ام ان الاسوأ لم يأت بعد.
لكن المخاطر كبيرة، فإذا وصل المرض إلى المناطق الأشد فقرا في إفريقيا، فتجعل منه وباء قد يزيل شعوب القارة، وذلك بسبب الازدحام والظروف المعيشية السيئة.
وعليه دعت منظمة الصحة العالمية، أفريقيا، إلى "الاستفاقة" لمواجهة الخطر المتمثل بفيروس كورونا المستجد، مشيرة الى أن القارة يفترض أن تستعد "للأسوأ".
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت: "النصيحة الأفضل التي يمكن تقديمها لأفريقيا هي الاستعداد للأسوأ والاستعداد منذ الآن".
صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية كان لها رأي آخر فى اسباب عدم انتشار كورونا فى أفريقيا، ففى تقرير لها رأت أن العديد من الدول الأفريقية اتخذت إجراءات استباقية لم تتخذها دول أوربا.
واكدت أن عددا من الحكومات الأفريقية اتبعت استراتيجية اقتضت بالتجربة الآسيوية أكثر من الأوروبية، وسعت للسيطرة على المرض من خلال اتخاذ إجراءات استباقية عبر إغلاق المدارس وحظر التجمعات الاجتماعية وفرض قيود على السفر.
يأتى ذلك فى الوقت الذي أعلنت فيه مايقرب أكثر من نصف دول القارة الأفريقية وجود حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا آخرها دولة النيجر والتى أعلنت عن تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا.
فيما أعلنت جنوب أفريقيا تسجيل ٥٢ إصابة جديدة بالفيروس ليصل العدد الإجمالي ل ٢٠٢ حالة مصابة بفيروس كورونا، فيما أعلنت المغرب ارتفاع العدد ليصل ل ٦٦ حالة مصابة كما اتخذت المغرب إجراءات عدة لمنع تفشي المرض من بينها إعلان حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة فى جميع أنحاء البلاد، أما تونس وصل عدد حالات الإصابة بكورنا لــ ٥٤ حالة.
أما مصر فقد أعلنت فى وقت سابق عن عدم الحالات المصابة والتى وصلت إلى ٢١٠ حالات إصابة بكورنا، أما الجزائر سجلت اليوم وفاة الحالة العاشرة من المصابين بفيروس كورونا.
جمهورية الكونغو التى أعلنت فى الأيام الماضية عن رصد أول حالة مصابة بفيروس كورونا وذلك لرجل يبلغ من العمر ٥٠ عاما عاد من باريس فى أول مارس.
الوباء لم يقف عند الكونغو فقط ولكنه أيضا طال كلا من غانا والجابون حيث أدت الجابون أول إصابة لمواطن عائد من فرنسا فى الثامن من مارس ويبلغ من العمر ٢٧ عاما.
أما غانا سجلت أول حالتين إصابة لعائدين من النرويج وتركيا، فيما أعلنت وزارة الصحة فى أفريقيا الوسطي تسجيل اول حالة بفيروس كورونا لشخص إيطالية يبلغ ٧٤ عاما والذي وصل إلى البلاد ٨ مارس، يأتى هذا فى الوقت الذي أعلنت فيه أفريقيا الوسطي إجراءات وقائية ضد فيروس كورونا من بينها منع التجمعات.
كما أعلنت بوركينا فاسو تسجيل 20 حالةمصابة بفيروس كورونا، وحالة وفاة وعلي ٱثر ذلك قررت الحكومة تعليق الدراسة فى المدارس والجامعات للسيطرة على الفيروس.
فيما سجلت روندا ١١ حالة مصابة بفيروس كورونا، فأول حالة تم رصدها كانت إصابة لمواطن هندي وصل للبلاد قادما من مومباي يوم 8 مارس، فلم تظهر على هذا المواطن أى أعراض ولكن خلال فحصه فى ١٣ مارس ثبت إصابته بفيروس كورونا.
وكانت أول إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، فى إثيوبيا لرجل ياباني الجنسية يبلغ من العمر 48 عاما، فالمصاب وصل إلى إثيوبيا في 4 مارس الجاري قادما من دولة بوركينا فاسو، وتم عزله في مركز بولي بمطار أديس أبابا الدولي فور ظهور الأعراض عليه وذلك وفقا لما أعلنته وزيرة الصحة الأثيوبية ليا تاديسي، ولكن خلال تلك الفترة تم الإعلان عن ٦ حالات مصابة بالفيروس.
كما سجلت ناميبيا أول إصابتين بفيروس كورونا في البلاد، وهما حالتين لزوجين من إسبانيا وصلا للبلاد فى ١١ مارس، كما سجلت السنغال ٣٦ حالة مصابة بالفيروس وأيضا الكاميرون ١٣ حالة، فيما أعلنت ساحل العاج إصابة ٩ حالات بالفيروس و سجلت نيجيريا ٨ حالات، كما سجلت دول أخرى حالات إصابة بفيروس كورونا منها ساحل العاج وغانا وكينيا والجابون وتنزانيا والسودان وبنين وليبيريا ونامبيبيا وزامبيا وجانبية والصومال وإيسواتيني وتوجو.
يأتى ذلك فى الوقت الذي اتخذت فيه العديد من الدول الأفريقية احتياطها وإجراءاتها لمنع تفشي المرض من بينها مصر حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات لمدة أسبوعين اعتبارا من اليوم، هذا بالإضافة إلى العديد من الإجراءات الاحترازية والتى من بينها منع التجمعات وتعليق الأنشطة الرياضية وذلك لمواجهة الفيروس ومنع انتشار كورونا المستجد.
فيما أعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، إنه قرر إغلاق الحدود أمام الوافدين القادمين من الدول المنتشر بها فيروس كورونا المستجد، هذا بالإضافة إلى إعلان حالة كارثة وطنية في جميع أرجاء البلاد على خلفية تفشي الفيروس الذي سيكون له تأثير كبير ودائم على الاقتصاد.
جدير بالذكر أن الاصابات المؤكدة بفيروس كورونا فى العالم تتجاوز ٢٤٥ الفا وأكثر من ١٠ آلاف حالة وفاة.
قد يهمك ايضا :
مخاوف المستثمرين من وباء "كورونا" المستجد تصعد بأسعار الذهب
الصحة العالمية تعلن آخر حصيلة للوفيات والمصابين بوباء "كورونا" في العالم
أرسل تعليقك