بغداد – نجلاء الطائي
حذرت منظمة الصحة العالمية، الخميس، من تردي الوضع الصحي في الفلوجة، (62 كم غرب العاصمة بغداد)، و"المخاطر الجسيمة" لقرابة 42 ألف نازح من أهاليها، نتيجة تفشي الأمراض وضعف المستوى المناعة تردي النظافة، مبينة أنها أرسلت ثماني عيادات طبية متنقلة لتقديم الخدمات الصحية العاجلة في الأنبار، فضلاً عن تشغيل 13 موقعاً للإنذار المبكر بالأمراض في المحافظة.
وذكرت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي)، في بيان لها تسلم "العرب اليوم" نسخة منه، إن "المدير الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية الدكتور علاء الدين العلوان، وصل إلى بغداد ليتابع مباشرةً جهود المنظمة للتصدي للأزمة الإنسانية الناشبة في الفلوجة، حيث اضطر 42 ألف عراقي للنزوح منذ بدء العمليات العسكرية في المدينة في (السادس من أيار/مايو 2016)"، مشيرة إلى أن "عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والمسنين المحاصرين والنازحين، يواجهون هناك مخاطر جسيمة على الصحة بعد أن تقطعت بهم سبل الوصول للخدمات الصحية".
ونقلت البعثة، عن الدكتور العلوان، قوله إن "الوضع الصحي داخل الفلوجة وما حولها يبعث على القلق العميق"، مشيراً إلى أن "ضعف مناعة الأطفال من جراء غياب خدمات التطعيم طوال العامين الماضيين، يشغل المنظمة، بعد أن زادت مخاطر تفشي الأمراض نتيجة ضعف مستوى المناعة يرافقها تردي مستوى النظافة، فضلاً عن أن المئات من النساء الحوامل محاصرات في الفلوجة وهن في أمسّ الحاجة لخدمات الصحة الإنجابية".
وأضافت يونامي، أن "المدير الإقليمي التقى مع مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى لبحث الاحتياجات الصحية للنازحين والمحاصرين داخل الفلوجة"، مبينة أن "العلوان قال في إثر ذلك إن الوضع بالغ الصعوبة والتعقيد، وهنالك حاجة لموارد إضافية لتوفير المساعدات الطبية العاجلة لآلاف الأسر".
ووعد العلوان، وهو وزير صحة عراقي أسبق، أن "نقص التمويل اللازم لدعم القطاع الصحي وتلبية الاحتياجات الصحية العاجلة مخيباً لأملنا ويمثل عقبة ضخمة أمام جهود التصدي لهذه الأزمة"، وتابع أن "سكان الفلوجة يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والدواء وغيرهما من الاحتياجات الأساس بسبب تعذر دخول مقدمي المساعدات الإنسانية إلى المدينة".
يذكر أن منظمة الصحة العالمية WHO أقامت مركزاً جديداً للرعاية الصحية الأولية بالتعاون مع شريك محلي في عامرية الفلوجة، لخدمة السكان النازحين ومن بينهم الأسر التي وصلت حديثاً التي يقدر عددها بحوالي 3250 أسرة، تضم 19 ألفاً و500 شخص، يعيشون في خمسة مخيمات للنازحين وخمس مستوطنات غير رسمية خارج منطقة بزيبيز، ويجري حالياً الانتهاء من بناء أربعة مخيمات في المنطقة سعة كل منها 250 خيمة لاستضافة المزيد من الأسر من الفلوجة.
وأكدت منظمة الصحة العالمية، أنها "زودت وزارة الصحة وشركاء العمل الصحي بـ15 طناً من الأدوية والمستلزمات الطبية وحزم الطوارئ، للتصدي للاحتياجات الصحية العاجلة للمدنيين المنتقلين من الفلوجة إلى مخيمات النازحين في مناطق الرمادي، والخالدية، وعامرية الفالوجة"، لافتة إلى أن تلك "الشحنات تشمل أنواعاً متعددة من الأدوية المنقذة للحياة لمعالجة الأمراض الحادة والمزمنة، ومستلزمات معالجة الصدمات ومستلزمات جراحية".
وتابعت المنظمة، أن "ثماني عيادات طبية متنقلة تابعة للمنظمة تواصل تقديم الخدمات الصحية العاجلة في محافظة الأنبار، حيث أُرسلت ثلاث منها لتقديم هذه الخدمات في مخيمات نازحي الفلوجة المتمركزة في منطقة عامرية الفالوجة"،"بغية اكتشاف أية فاشية مرضية محتملة والتصدي لها، قامت منظمة الصحة العالمية بتشغيل 13 موقعاً للإنذار المبكر بالأمراض في محافظة الأنبار، ووفرت لمقدمي الرعاية الصحية تدريباً على الإبلاغ عن الأمراض وزودتهم بأجهزة التابلت لتوثيق الفاشيات المحتملة".
واستطردت المنظمة، أنه على الرغم من "الزيادة المتوقعة في الاحتياجات الصحية الإنسانية في الفلوجة وما حولها، فإن منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع سائر المنظمات الإنسانية والشركاء في المجال الصحي، ستبذل أقصى ما بوسعها لتنسيق جهود الاستجابة الصحية الإنسانية وتقديمها. ونوه الدكتور العلوان قائلاً: "إن التحديات هائلة. وعلينا أن نكون مستعدين للتكاتف من أجل تلبية الاحتياجات الصحية للناس".
يذكر أن القوات المشتركة تواصل التقدم حالياً نحو مركز الفلوجة وتمكنت من تطهير 25% من مناطق المدينة من سيطرة تنظيم (داعش).
أرسل تعليقك