الجزائر - العرب اليوم
صدم عشرات الجزائريين الذين حاولوا خلال الأيام الأخيرة الاتصال على الرقم الأخضر “3030” الذي وضعته وزارة الصحة، في إطار مخطط الوقاية من فيروس كورونا، بعدم تمكنهم من التواصل مع المختصين، وذلك بسبب تعطّل الخط، في عزّ الأزمة التي أحدثت حالة متقدمة من القلق والخوف بعد تسجيل أول حالة كورونا في الجزائر.
“إنّ خط مراسلكم معطل مؤقتا”.. هذه هي العبارة التي ردّت على المتصلين بالخط الأخضر 3030 باللغة العربية والفرنسية والأمازيغية، أمر أثار استغراب المواطنين والمختصين لما يعرفه الظرف من حالة استنفار وقلق كان الجزائريون يأملون في إيجاد آذان صاغية لهم توجههم نحو الإجراءات والإرشادات الممكن اتباعها.
ويطرح هذا الوضع إشكالية الاتصال في حالة الأزمات، حيث تسجل صعوبة كبيرة في الحصول على المعلومة وكذا في انتهاج سياسة إعلامية وقائية جوارية ناجعة.
وتساءل مواطنون كثر: كيف عجزت وزارة الصحة في ضمان خدمة مؤكدة للخط الأخضر، في حين نجحت العديد من الجمعيات والهيئات في ذلك، أمر فسره هؤلاء بالتهاون والتساهل وعدم أخذ مخاوف المواطن على محمل الجد.
وأوضح المختص في الصحة العمومية فتحي بن أشنهو أنه من العيب أن نستمر في طرق تواصلية وإعلامية غير مجدية في عام 2020.
واعتبر بن أشنهو أن الخط الأخضر الذي تدّعي وزارة الصحة وضعه في خدمة المواطن مجرد مناورة سياسية وجدت للاستهلاك السياسي الدولي وليس الداخلي.
وأضاف المختص أن الأزمات التي مرت بها الجزائر من كورونا وقبلها الكوليرا أثبتت عجز النظام الصحي في التواصل وتطمين المواطنين وتوفير المعلومة على المستوى الجواري، معتبرا أن النظام الصحي في بلادنا يعتبر جهازا علاجيا وليس جهازا وقائيا.
ولفت بن اشنهو الانتباه إلى أن التربية الصحية مغيبة أساسا في المنظومة الصحية، مؤكدا أن العمل في القطاع الصحي يختلف تماما عن العمل في الإدارة لذا وجب على جميع المنتمين لهذا القطاع إيلاء الأهمية القصوى لمصلحة المريض وتوعيته وإرشاده قبل حلول الكارثة.
للتذكير فقد سبق لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات التأكيد على فتح خط مجاني يمكن الاتصال به من خط ثابت أو عبر متعاملي الهاتف النقال قصد السماح للمواطنين بالحصول على معلومات حول التدابير الواجب اتخاذها للوقاية من هذا الفيروس.
قد يهمك ايضا :
إجراءات عليك الالتزام بها إذا كنت مصابا بوباء فيروس "كورونا"
العلماء يكشفون عن العلاج الوحيد المتوفر للوقاية من عدوى "كورونا"
أرسل تعليقك