كيف يغسل ويكفن من مات بفيروس كورونا .. من الأسئلة التي تشغل الأذهان خاصة بعد انتشار فيروس كورونا في العديد من الدول، وتسبب في وفاة وإصابة الآلاف، وتسعى المؤسسات الدينية لتوعية المسلمين على كيفية التعامل في فيروس كورونا والإجابة عن الأسئلة.
وقال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن المذهب الشافعي أجاز غسل عموم جسد الميت بالماء، ولا يشترط تدليك الجسد، بسكب الماء علي الجثمان، أو غمسه فى حوض به ماء، وفى حالة عدم الاستطاعة أجاز العلماء سقوط الغسل عن المتوفى.
وأوضح "جمعة" خلال لقائه ببرنامج "من مصر" المذاع على فضائية "سي بي سي"، أن الشافعية لم يحددوا شروطا معينة للكفن ولكن الشرط الوحيد أن يستر الجسد بالكامل سواء بالقماش أو البلاستيك، علمًا بأن الكفن الحالي ما هو إلا نوع من أنواع الزينة المستحدثة فى عصرنا الحال إعمال بقول الله تعالى: "خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ".
وأكد أن هذا الدين جاء بالحنيفية السمحة، يسر لا عسر فيه، ولن يغلب عسر يسرين، مناشدًا الجميع عدم التشدد واختلاق المشاكل والأعذار، ويجب على الجميع تنفيذ شرع الله بما تيسر، والتخفيف على أنفسنا وعلى من حولنا، وعلينا السعي بالدين الذي يدعو للسلام والأمان والمحافظة على النفس والعقل والدين والعرض والمال وكرامة الإنسان.
وأفاد بأن من أحكام الشهيد ألا يغسل وألا يكفن ويدفن فى ملابسه ولا يصلى عليه عند بعض المذاهب، أما من مات بمرض كورونا أو غيره من الأمراض يغسل ويصلى عليه ونكفنه، ولكن كيف نغسله؟، فقالوا إذا استحال تغسيله، فنقوم بإنزال جثمان المصاب بكورونا فى مكان به ماء "كالبانيو"، أو تمرير الماء على سطح جسده "بدوش أو خرطوم المياه" وهذا يكفى فيكون بذلك تم الغسل من بعيد خشية انتقال العدوى، إلا أن مذهب الشافعية يقول إن غسل الميت لا يحتاج إلى التدليك ويكفى فقط جريان الماء على عموم الجسد، أو أن يغمس فى حوض به ماء، فسنن غسل الميت وهى التدليك والوضوء ونحو ذلك نستغنى عنها فى هذه الحالة، وذلك لضبط المسألة، إلا أن مذهب المالكية يقول إنه إذا عم البلاء سقط الغسل.
وتابع: أما عن الكفن: هو أى شيء يستر جثمان الميت، "ملاية أو كيس أسود" ولا يشترط الكفن الذى يكون من عدة رقائق، لأن أصل الكفن هو ستر الجسد ليس إلا، أما الدفن هو ستر الجثمان والصلاة مع وجود الجثمان يكون حاضر أو مع عدم وجوده فيكون غائب، ونصلى صلاة الغائب فى أى مكان.
وأضاف أنه إذا مات أحد مصابي كورونا فى أحد مستشفيات البلاد الأوروبية ورفضوا أن يصلوا عليه فسقط الغسل، مشيرًا إلى أن الدين الإسلامي جاء باليسر لا بالعسر فلن يغلب عسر يسرين فهذا هو المظهر لنا أمام العالم وأمام أنفسنا، فيجوز الصلاة عليه بعد الدفن غائبا ويجوز أن يصلى عليه واحد فتسقط الفريضة عن باقي الأمة.
أحكام الميت بفيروس كورونا .
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن المُتوفَّى بفيروس كُورونا نحتسبه عند الله من الشُّهداء، له أجر شُهداء الآخرة؛ لعموم قول سيِّدنا رسول الله ﷺ: «ومَن ماتَ في الطَّاعونِ فَهوَ شَهيدٌ» [صحيح مسلم]، ويَسرِي عليه ما يسري على أموات المُسلمين من غُسل وتكفين وصلاة جِنازة.
تغسيل الميت بفيروس كورونا
ونوه المركز في فتوى له، بأنه عند تغسيل المُتوفَّى بفيروس كورونا يلزم شرعًا أخذ كافَّة التَّدابير الاحترازية لمنع انتقال العدوى، وارتداء مُغَسِّله الواقيات الطِّبيَّة، ويُكتَفَى بِصبِّ الماء عليه وإمراره دون تدليكه، وهو ما يحدث في المُستشفيات بالفعل من قبل المُتخصِّصين؛ وفقًا لتعليمات الطِّبِّ الوقائي في هذا الشَّأن.
تكفين الميت بفيروس كورونا
وألمح إلى أن تكفين المُتوفَّى بفيروس كُورونا يكون بستر جميع بدنه بثوب سابغ، ويستحب تكفين الرَّجل في ثلاث لفائف بيض، والمرأة في خمسة أثواب (إزار، وخمار، وقميص، ولفافتين) كما هو معلوم، وتلزم إحاطة الكفن بغلاف مُحكَم لا يَسمح بتسرُّب السَّوائل من جُثَّته، ثم وضعها في صُندوق مُحكَمِ الغلق، قابل للتَّنظيف والتَّطهير، وهو ما يحدث في المُستشفيات بالفعل من قِبل المتخصِّصين؛ وفقًا لتعليمات الطِّبِّ الوقائي في هذا الشَّأن.
وذكر أنه لا يُشترط المسجد لصحّة صلاة الجِنازة، وتجوز صلاتُها في المشافي، وفي الخلاء، وعلى المقابر؛ لعموم قوله ﷺ: «وجُعِلَتْ لي الأرضُ مسجدًا وطَهورًا، فأيُّما رجلٍ من أُمَّتي أدرَكَتْه الصلاةُ فلْيُصلِّ» [صحيح البخاري]، وتنعقد صلاة الجِنازة جماعةً باثنين فأكثر، ويجوز تباعد المُصلين فيها.
وأردف: أن دفن المُتوفَّى بفيروس كُورونا -كدفن غيره- واجبٌ على المسلمين لا يسعهم تركه، وإذا قام به بعضُهم سقط الوجوبُ عن الباقين، ولا ضرر من دفن المُتوفَّى بفيروس كورونا بعد أخذ كافة الاحتياطات السابقة في أي مقابر، كما أكَّدت ذلك الجهات الطِّبية المُتخصِّصة محليًّا ودوليًّا.
دفن الميت بفيروس كورونا
وواصل: أنَّه لا تجوز المُصادرة على حقِّ أهل المُتوفَّى بفيروس كورونا في دفن قريبهم في المكان المُخصَّص له، ويكفي ما ألمَّ بهم من ألمِ فراقه وعدم استطاعة رؤيته.
وشدد على أنَّ رفض استلام جُثَّة المُتوفَّى بفيروس كُورونا، أو اعتراض جِنازته ومنع دفنه؛ هو أمرٌ منكرٌ وسُلوكٌ محرمٌ منافٍ لحرمة الموت، ولأوامر الدّين بإكرام الإنسان، فضلًا عن أنَّه لا يليق بأصحاب المُروءة، وذوي الفضائل، منوهًا بأن الواجب في مثل هذه الظُّروف هو مُواساة أُسر المُتوفَين، ومعاونتهم، وتقديم الدَّعم النَّفسي لهم، ودعاء الله لفقيدهم أن يتغمَّده بواسع فضله ورحمته.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
نائب بريطاني يؤكد أن مساعدات طبية مصرية في طريقها إلى بلاده
الخبير الدنماركي هانز كولموس يكشف خواص جديدة لفيروس كورونا
أرسل تعليقك