كشف الخبراء أن تناول البطاطس أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع يزيد من خطر ارتفاع ضغط الدم، سواء تناولها الإنسان مهروسة أم مسلوقة أم مشوية، فكل الطرق ترتبط بهذا الخطر، فهي ترفع ضغط الدم بطريقة مشابهة لتناول رقائق البطاطس المصنعة.
وتحتوي رقائق البطاطس على أكثر بكثير من الدهون بسبب عملية القلي، مما يثير مخاطر صحية أخرى، ولكن يعتقد الباحثون من كلية الطب في جامعة هارفارد أن أكل أي نوع من أنواع وأشكال البطاطس كثيرا يمكن أن يسبب مشاكل في ضغط الدم، فهي تحتوي على الكثير من النشا.
وتؤثر البطاطس على ارتفاع مؤشر نسبة السكر في الدم، فالكربوهيدرات النشوية تتحول بسرعة الى سكريات في الجسم مما يسبب في ارتفاع حاد في مستويات السكر في الدم، وأوضح الباحثون أنه مع مرور الوقت تصبح هذه مشكلة لمستوى السكر في الدم.
ونشر الخبراء البحث في المجلة الطبية البريطانية بعد أن حللوا بيانات من 187 ألف رجل وامرأة على مدى ثلاث مشاريع كبيرة في أمريكا لمدة 20 عام، وتشير النتائج أن النساء اللواتي تناولن بانتظام البطاطس كن معرضات لخطر أعلى من المعاناة من ارتفاع ضغط الدم أكثر من الرجال، ووجدوا أن الرجال والنساء الذين تناولوا البطاطس أربع مرات في الأسبوع سواء مخبوزة أو مقلية أو مهروسة كانوا عرضة لارتفاع ضغط الدم بنسبة 11% مقارنة بالأشخاص الذين تناولوها أقل من مرة في الشهر.
ووصل خطر ارتفاع ضغط الدم بين الاشخاص الذين تناولوا البطاطس لأكثر من أربع مرات في الاسبوع يصل الى 17%، وأدى استبدال حصة النشويات الواحدة يوميا بحصة خضروات بانخفاض ضغط الدم بنسبة 7%، ولكن لم يكن للمقرمشات أي تأثير.
وشمل الفريق خبراء في مستشفي النساء في بوسطن ماساتشوستس الذين اقترحوا أن البطاطس تؤثر على مستوى السكر في الدم وتزيده، فالأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات النشوية تطلق الطاقة بسرعة أكبر وبالتالي ترفع نسبة السكر في الدم بسرعة أكبر.
واقترحوا أيضا عدم ادراج البطاطس في المشورة الحكومية حول الخضروات الصحية، وكتب الباحثون في المجلة " تمتلك هذه النتائج انعكاسات مهمة محتملة على الصحة العامة، والتي لا تدعم وجود الفائدة المرجوة من ادراج البطاطس في قائمة الخضروات في البرامج الغذائية الحكومية، فهي لديها تأثير ضار وأثار سلبية تشابه تناول جرعة عالية من الكربوهيدرات."
ولا يتفق جميع الباحثون مع هذه التوصية، فكتب باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز تعليقا على هذا الأمر في نفس المجلة " التركيز على الاطعمة بشكل مستقل بمعزل عن بعضها البعض يكون أقل فائدة من دراسة النظام الغذائي بشكل عام، يبدو أن وسائل الاعلام تنشر باستمرار دراسات حول الخطر الذي تشكله أطعمة محددة، وهذا يمثل تحدي كبير بالنسبة للأطباء، فهم يصبحون عرضة لأسئلة المرضى أكثرا، وبالتالي عليهم اعطاء المشورة حول النظام الغذائي الواجب اتباعه لخفض خطر الاصابة بالأمراض."
وتشرح كبيرة أخصائي التغذية في مؤسسة القلب البريطانية فيكتوريا تايلور " هذا النوع من الدراسات يمكن أن يظهر العلاقة بدون السبب أو النتيجة، على الرغم من أن زيادة استهلاك البطاطس يرتبط بارتفاع ضغط الدم، الا أن هناك عوامل أخرى في النظام الغذائي أو نمط الحياة تعطي نفس التأثير، وخصوصا أن كلا من ضغط الدم وتناول الطعام أشياء يمكن التحكم بها ذاتيا."
وأضافت " في بريطانيا، فان البطاطس البيضاء غير واردة في سلة التوصيات التي تحتوي خمس أنواع من الفواكه والخضروات التي يمكن استهلاكها يوميا، ومع ذلك ما يقرب من 30% من البالغين في بريطانيا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، لضلك فانه من المهم أن نفهم الحالة والأسباب قدر الامكان."
وأشار البروفيسور توم ساندرز من كينجز كوليدج في لندن " زيادة الوزن وتناول كميات كبيرة من الملح والكحول وقلة البوتاسيوم معروفة بزيادة ضغط الدم ولكن اثار الأطعمة الفردية أقل، وعموما فان الفاكهة والخضروات ترتبط مع انخفاض ضغط الدم اذا لم تكن مخللة، ومع ذلك فان الناس تضيف الكثير من الملح على البطاطس والرقائق وهذا ما يمكن أن يفسر ارتباطها بارتفاع ضغط الدم."
وتابع " لا أعتقد أنه ينبغي استخدام هذه الدراسة لثني الناس عن تناول البطاطا، ففي بريطانيا يستهلك الناس البطاطس على نطاق أوسع من أمريكا، وهي تحتوي على فيتامين سي وبوتاسيوم، وأفضل طريقة للمحافظة على هذه القيمة الغذائية هي سلقها مع قشرتها."
ووجدت دراسة أخرى أجريت في كانون الثاني/يناير أن النساء اللواتي يتناولن البطاطس معرضات لخطر متزايد للإصابة بمرض السكري أثناء الحمل، وأضافت أن اولائك اللواتي يتناولن بين حصتين الى أربع حصص من البطاطس في الأسبوع أكثر عرضة لمرض سكري الحمل بنسبة 27% مع الاخذ بعين الاعتبار وزن أجسامهن.
أرسل تعليقك