إدمان الكوكايين يسرّع من شيخوخة الدماغ
آخر تحديث GMT03:59:23
 العرب اليوم -

إدمان الكوكايين يسرّع من شيخوخة الدماغ

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - إدمان الكوكايين يسرّع من شيخوخة الدماغ

الدماغ
لندن -العرب اليوم

تمر أدمغتنا بسلسلة من التغييرات مع تقدمنا في العمر وصولاً إلى الطريقة التي يتم بها ترجمة حمضها النووي؛ وقد وجدت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي الكوكايين يمكن أن تتراكم هذه التغييرات عندهم بمعدل متسارع.

ويعتبر الكوكايين من أكثر المواد المعروفة إدمانًا عند البشر. حيث يتداخل مع مسارات المكافأة في الدماغ، ما يجبر خلاياه على الاستمرار في ضخ إشارات ممتعة حتى يتلاشى.

وتشير التقديرات في الولايات المتحدة إلى أن واحدًا من كل خمسة أشخاص يتعاطون الكوكايين يتطور عندهم الإدمان. إلا ان سلسلة الأحداث المنبثقة عن تدخل الكوكايين في التقاطعات بين خلايا الدماغ والسلوكيات الناتجة ما زالت هدفا لفهم الباحثين والعلماء.

ويكمن أحد الاحتمالات في التعديلات غير المشفرة التي يتم إجراؤها على الحمض النووي المكدس داخل خلايا الدماغ، ما يغير الطريقة التي يتم بها تشغيل وإيقاف جيناته؛ لذلك ألقى البحث الجديد نظرة على أنماط ما يسمى بالتغيرات اللاجينية في منطقة دماغية تسمى «برودمان 9»؛ التي تقع في قشرة الفص الجبهي (الجزء الأمامي من الدماغ الذي يقع خلف الجبهة) ويعتقد أن منطقة برودمان 9 (BA9) مهمة للوعي الذاتي والتحكم المثبط؛ وهما شيئان مشوشان في اضطرابات تعاطي المخدرات، وفق ما ذكر موقع «ساينس إليرت» العلمي المتخصص نقلا عن بحث نشرته مجلة Frontiers in Psychiatry.

وحسب البحث، يأتي الكثير مما نعرفه عن تأثير الكوكايين على خلايا الدماغ من الدراسات التي أُجريت على الفئران. فقد فحصت القليل من التحقيقات الآثار الدائمة للكوكايين في أنسجة المخ البشري، على الرغم من أن دراستين حتى الآن اكتشفتا مناطق من الحمض النووي تظهر المثيلة المفرطة في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من إدمان الكوكايين.

لكن الدراسة الجديدة التي أجريت على أنسجة المخ البشري (التي تم استردادها بعد الوفاة والشيء نفسه مرة أخرى في BA9) وجدت ان لدى مستخدمي الكوكايين أقساما من الحمض النووي مزينة بمجموعات الميثيل (التغيرات الكيميائية التي وجد أنها تتراكم مع تقدم العمر وفي الأمراض المرتبطة به).

وللوصول إلى هذه النتائج، قارن الباحثون مستويات مثيلة الحمض النووي في عينات أنسجة المخ من 21 شخصًا يعانون من اضطراب تعاطي الكوكايين و 21 آخرين لم يفعلوا ذلك.

جدير بالذكر، تعتبر مثيلة الحمض النووي إحدى السمات الجزيئية للشيخوخة. وعادةً ما يؤدي وجود المزيد من مجموعات الميثيل إلى تقليل نشاط الجينات القريبة لأن آلية الخلية لم تعد قادرة على الوصول إلى التعليمات الجينية الموجودة بداخلها.

وأنه بمعرفة كيفية ارتباط مجموعات الميثيل بالحمض النووي بمرور الوقت، يمكن استخدام مثيلة الحمض النووي كـ«ساعة فوق جينية» لمعرفة ما إذا كانت الأنسجة تتقدم في السن بشكل أسرع أم أبطأ مقارنة بالعمر الزمني المتوقع؛ لذلك استخدم الباحثون في الدراسة ساعتين مختلفتين للتخلّق المتوالي لمحاولة تفسير أي اختلاف.

وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قالت الدكتورة ستيفاني ويت كبيرة مؤلفي الدراسة عالمة الأحياء الجزيئية في المعهد المركزي للصحة العقلية في ألمانيا «اكتشفنا اتجاهًا نحو شيخوخة بيولوجية أقوى للدماغ لدى الأفراد المصابين باضطراب تعاطي الكوكايين مقارنة بالأفراد غير المصابين باضطراب تعاطي الكوكايين».

ويمكن أن يكون ذلك سببا في عمليات أمراض مرتبطة بالكوكايين في الدماغ، مثل الالتهاب أو موت الخلايا.

ويعتقد الباحثون أن هذه التغييرات الجزيئية قد تساهم في التغييرات الوظيفية والهيكلية عالية المستوى التي لوحظت في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب تعاطي الكوكايين، وبالتالي الجوانب السلوكية للإدمان.

ومن بين التسلسلات التي أظهرت أقوى التغييرات في مثيلة الحمض النووي في هذه الدراسة، كان هناك جينان (وفقًا لبحث سابق) ينظمان الجوانب السلوكية لتعاطي الكوكايين في القوارض.

ومع ذلك، أقر الباحثون بأن دراستهم كانت صغيرة وأن هناك حاجة إلى مزيد من البحث، ربما لمعرفة التغييرات الجزيئية التي يتراكم عليها الدماغ بمرور الوقت مع استمرار تعاطي المخدرات.

وتضيف ويت «نظرًا لأن تقدير العمر البيولوجي هو مفهوم حديث جدًا في أبحاث الإدمان ويتأثر بالعديد من العوامل، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقيق في هذه الظاهرة، بأحجام عينات أكبر مما كان ممكنًا. كما ستساعد الدراسات الأكبر أيضًا في تفكيك تأثيرات الحالات الأخرى، مثل اضطرابات المزاج التي غالبًا ما تصاحب اضطرابات تعاطي المخدرات. فقد عانى العديد من المتبرعين المتوفين في هذه الدراسة من اكتئاب شديد، والذي ربما غيّر وظائف الدماغ بطرق أخرى».

وخلص الباحثون إلى أن «النظر إلى مناطق دماغية متعددة يتيح فهمًا أكثر اكتمالاً لدور مثيلة الحمض النووي في اضطراب تعاطي الكوكايين».


قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

دواء من الكرفس يعزز فرص التعافي من السكتة الدماغية

 

دراسة فصيلة الدم تؤثر على خطر الإصابة بالسكتة الدماغية المبكرة

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدمان الكوكايين يسرّع من شيخوخة الدماغ إدمان الكوكايين يسرّع من شيخوخة الدماغ



بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:54 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر
 العرب اليوم - إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 09:47 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:28 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها
 العرب اليوم - نصائح للعناية بالأرضيات الباركيه وتلميعها

GMT 07:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 11:00 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال يعتدي بالضرب على طفل في بيت فوريك شرق نابلس

GMT 09:23 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

كيف نحمى المقدرات المصرية؟

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

هل تعود المياه لمجاريها بين الجماعتين؟

GMT 19:36 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الإنكليزي يوجه تهمة سوء السلوك لـ ماتيوس كونيا

GMT 19:19 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تشيلسي الإنكليزي ينفي تناول مودريك المنشطات في بيان رسمي

GMT 17:00 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مؤشر دبي عند أعلى مستوى في أكثر من 10 سنوات

GMT 16:16 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

بنك المغرب المركزي يخفض الفائدة 25 نقطة أساس

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الطيران المدني الإيرانية تنفي إغلاق مجالها الجوي

GMT 04:37 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

قلق في أوروبا بسبب فيروس شلل الأطفال

GMT 17:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تشن هجوماً جوياً مع قصف مدفعي على جنوب لبنان

GMT 17:04 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

أسهم أوروبا تهبط لأدنى مستوى في أسبوعين

GMT 13:51 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab