لندن ـ سامر شهاب
كشفت دراسة في مرض الزهايمر أنه من الممكن علاج أو حتى منع المرض عن طريق استبدال الجينات المعيبة، بحيث يمكن إعطاء الرجال والنساء رذاذا للأنف معبأ بنسخ صحية من الجينات المعيبة التي تسبب المرض. وذلك من خلال دراسة شملت أكثر من 180 باحثا من 15 بلدا، حددت بدقة أن 11 جين تزيد من مخاطر مرض الزهايمر.
قالت كبيرة المستشارين العلميين في جمعية "ويلش
" البروفيسور جولي ويليامز (من جامعة كارديف): إن السكان بالكامل يمكن في نهاية المطاف فحصهم في منتصف العمر، لتحديد الأشخاص المعرضين لمخاطر مرض ضعف الذاكرة. ويمكن إعطاء المريض العلاج الجيني المتطور وغيره من العلاجات لوقف هذا المرض الذي تطور عن أي وقت مضى.
وقالت وليامز: ما فاجأنا أكثر عن النتائج النمط القوي للغاية الذي أظهر العديد من الجينات المرتبطة بنظام المناعة في الجسم التي تسبب الخرف. جميع الجينات الفردية سوف تحمل مخاطر منخفضة نسبيا، ولكن عندما نضع جميع المعلومات معا، تخبرنا قصة مثيرة للاهتمام وجديدة وهذا يأخذنا في اتجاه جديد. وأضافت أن "النتائج تحتاج إلى اتباعها بإلحاح كبير، لتحديد كيف تسبب الجينات الخرف، ومعرفة ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى سرعة البحث عن أدوية جديدة، ولكن هناك احتمال آخر هو تصحيح الحمض النووي المعيب، أو الاختلافات الجينية التي تسبب مرض الزهايمر، من خلال إعطاء الناس رذاذ الأنف المعبأ مع الجينات الصحية.
وقالت البروفيسور ويليامز: أعتقد أنه في خلال 10 أعوام قد يكون بإمكاننا البحث عن العلاج الجيني الذي قد يكون مجدي ولكن حتى الآن ليس تماما. إذا كان لديك اختلاف تعرف أنه يساهم في حدوث المرض، فالطريقة الأكثر فعالية للحد من مخاطر الإصابة به هو تغيير التباين في شكل دقيق جدا. العلاجات الجينية سوف تسمح لك بتغيير العناصر التي تسهم في حدوث المرض. العقاقير قد لا تكون دقيقة ويمكن أن تسبب آثارا جانبية. وأضافت أنه "في المستقبل البعيد، سيتسني لجميع من هم في الأربعينات أو الخمسينات فحص جينات الخرف، وسيتم إعطائهم العلاج الجيني وغيرها من العلاجات في محاولة لوقف هذا المرض المتطور".
وأشارت الدراسة أيضا إلى الروابط بين مرض الزهايمر والتصلب المتعدد ومرض باركنسون. وقال أستاذ هيو بيري (من مجلس البحوث الطبية)، والذي يمول الدراسة جزئيا: إن فهم كيف تسهم الشفرة الوراثية لمرض الزهايمر، هو جزء حاسم من اللغز،الذي يعلمنا كيف يمكننا منع الآثار المدمرة لأنواع الخرف وأمراض الأعصاب الأخرى.
ووفقا لتقارير مجلة "ناتشر جينتيكس"، إنه عن طريق أخذ العدد الإجمالي إلى 21، تبين أيضا أنها أكثر من ضعف عدد جينات الزهايمر المعروفة.
وقالت الجمعيات الخيرية للزهايمر: إن هذا الاكتشاف المثير للجينات المرتبطة بهذا المرض، يفتح آفاقا جديدة للبحث عن علاجات لهذه الحالة.
تم العثور على جينات جديدة من خلال مقارنة الحمض النووي لأكثر من 25000 شخص يعانون من مرض الزهايمر مع 48000 شخص لا يعانون من المرض.
ويؤثر مرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف على أكثر من 800 ألف بريطاني، مع توقع بمضاعفة العدد في جيل كلما تقدم في العمر.
الأدوية الموجودة تؤخر تقدم مرض الزهايمر، ولكن فشلها في معالجة الأسباب الكامنة في الدماغ يعني أن تأثير النقص السريع والمرض يأخذ مجراه المدمر.
أرسل تعليقك