تدهور الأوضاع النفسيّة في غزة بسبب الحصار الاقتصاديّ الخانق
آخر تحديث GMT00:34:39
 العرب اليوم -

الاكتئاب والقلق أصبح السمة السائدة لدى غالبية المواطنين

تدهور الأوضاع النفسيّة في غزة بسبب الحصار الاقتصاديّ الخانق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تدهور الأوضاع النفسيّة في غزة بسبب الحصار الاقتصاديّ الخانق

الاكتئاب والقلق أصبح السمة السائدة
غزة ـ محمد حبيب

كشف مستشار الطب النفسيّ في غزة البروفسور أحمد الشرقاوي، أن الحالة النفسية تزداد سوءً لدى المواطنين في القطاع المحاصر، بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها. وأكد الشرقاوي، في حديث إلى "العرب اليوم"، أن "الاكتئاب والقلق" أصبح السمة السائدة لدى غالبية المواطنين في القطاع، الذي يعاني قطع التيار الكهربائي لمدة 12 ساعة بشكل متواصل في الليل أو النهار، وتوقّف الحياة والعمل، مما يجعل المواطن يفقد أعصابه ويدخله في أزمات نفسية تؤدي إلى الأمراض المستعصية، وأن هذا القهر المتراكم والضغط النفسيّ والعبء الذي يعيشه الناس هنا في غزة، يؤدي بهم إلى المرض والقهر وانتشار الأمراض، وخصوصًا النفسية ومنها الاكتئاب والغيظ وأشياء كثيرة، وفي النهاية تؤدي هذه الحالة إلى المرض بأمراض خطرة، مثل السرطان والسكري والضغط وغيرها، وتؤدي بهم إلى الموت.
ودعا برنامج غزة للصحة النفسيّة، أخيرًا، المهنيين العاملين في هذا المجال، ونشطاء حقوق الإنسان والعاملين في المؤسسات الدولية، إلى التحرك السريع من أجل منع تدهور الأوضاع النفسية والاجتماعية في قطاع غزة، حيث أفاد البرنامج، أنه "لا تزال المنطقة تعيش أحداثًا سياسية واضطرابات وأحداث عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان، ولا يزال شعبنا الفلسطينيّ يتعرض للعدوان الإسرائيليّ، والانتهاكات المستمرة في قطاع غزة والضفة الغربية، وكذلك يستمر الحصار السياسيّ والاقتصاديّ الخانق عبر الإغلاق والحصار والحواجز، وأن هذا الحصار، والذي يحدّ من حركة المرضى والطلاب والعائلات ودخول البضائع والمواد الخام اللازمة للحياة الإنسانية في غزة يحوّل القطاع إلى سجن كبير، مما يؤدي إلى نتائج إنسانية كارثية على المواطنين، وكذلك يؤدي إلى نتائج خطرة على الحالة النفسية والاجتماعية للفلسطينيين، وازدياد معدلات الاضطرابات النفسية عمومًا، حيث تزداد حالات الاكتئاب النفسيّ والقلق والاضطرابات الجسدية الناتجة عن مشاكل نفسية، إضافة إلى مساهمته في انتكاسات مرضية للكثير من الحالات، التي تعاني من مشاكل نفسية، ويتم متابعتها من قِبل برنامج غزة، كذلك فإن هذه المعاناة تؤدي إلى مستوى عالٍ من العنف المجتمعيّ والأسري.
وقد قام البرنامج خلال النصف الأول من العام الجاري، باستقبال 362 حالة لأطفال يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة، والتبول اللاإراديّ، واضطراب الوسواس القهريّ، والصرع، والاكتئاب، بالإضافة إلى 128 حالة استشارية عامة، و421 طفلاً من الأيتام، وقدم خدماته الإكلينيكة إلى 653 حالة انتهاك حقوق إنسان، واضطرابات متعلقة بتعاطي العقاقير، إضافة إلى تقديم خدمات إكلينيكة إلى 333 حالة تعاني من مشاكل نفسية عامة، كالفصام، والصرع، واضطرابات التوهم.
وضمن حالات التدخل في الأزمات، قام البرنامج بعقد 1200 زيارة منزلية للمتأثرين بالحرب الأخيرة، استفاد منها 7562 حالة، كما استفاد من خدمة وخط الإرشاد الهاتفيّ المجانيّ 437 حالة.
وأكد البرنامج، أن الصحة النفسية المجتمعية حق للجميع، محذرًا من استمرار هذه الأوضاع والحصار الخانق، الذي حتمًا سيؤدي إلى تدهور كبير وحاد في مستوى الصحة النفسية للفلسطينيين في قطاع غزة خصوصًا، وفي فلسطين عمومًا، مشددًا على ضرورة حماية الأطفال من العنف والإيذاء الذي يؤثر سلبًا على شخصية الطفل، ويُزعزع ثقته بنفسه، وإعطاء الطفل الحرية في التعبير عن نفسه والتمتع بحياته بشكل سليم، وكذلك العمل على دعم برامج التأهيل النفسية والاجتماعية من أجل تمكين الفلسطينيين من التغلّب على مشاكلهم النفسية والاجتماعية، والحفاظ على سلامتهم النفسية وتمتّعهم بمستقبل أفضل.
وطالب البرنامج، المجتمع الدوليّ ومنظمات الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان في العالم، بتحمّل مسؤولياتها والضغط على إسرائيل كدولة مُحتلّة لوقف عدوانها المتصاعد ضد الفلسطينيين، وإلزامها بقواعد القانون الدوليّ ورفع الحصار، وإعادة فتح المعابر والسماح بحرية حركة البضائع والأدوية، التي عادةً ما يكون الأطفال والمرضى أكثر المُتضررين من نقصها.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدهور الأوضاع النفسيّة في غزة بسبب الحصار الاقتصاديّ الخانق تدهور الأوضاع النفسيّة في غزة بسبب الحصار الاقتصاديّ الخانق



GMT 06:37 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

فيتامين "أ" يعيد الأمل لمرضى السكري في تحسين الرؤية

GMT 06:32 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

كيفية خفض الكوليسترول لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

جراحة معقدة تنقذ طفلًا مصريًا بعد اختراق مسمار قلبه

GMT 05:29 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

تناول الكثير من الملح يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام

الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا
 العرب اليوم - وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 07:30 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

سوق الأسهم السعودية تختتم الأسبوع بارتفاع قدره 25 نقطة

GMT 15:16 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

فليك يتوجه بطلب عاجل لإدارة برشلونة بسبب ليفاندوفسكي

GMT 16:08 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

سحب دواء لعلاج ضغط الدم المرتفع من الصيدليات في مصر

GMT 15:21 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

لاعب برشلونة دي يونغ يُفكر في الانضمام للدوري الإنكليزي

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 14:05 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

سيمون تتحدث عن علاقة مدحت صالح بشهرتها

GMT 15:51 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

غارة إسرائيلية على مستودعات ذخيرة في ريف دمشق الغربي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab