لندن - العرب اليوم
ليست الوحدة سببا لفقدان البهجة فحسب بل إنها تؤدي أيضا إلى تغيرات داخلية في الجسم تعجل بظهور أعراض الشيخوخة, كانت هذه نتيجة أبحاث على ببغاوات لكن الباحثين رجّحوا إمكانية انطباقها على الإنسان أيضًا. تظهر أعراض الشيخوخة المتعارف عليها نتيجة تآكل في أطراف الكروموسومات، وهو ما يعرف علميا بالتيلومير, وأوضح العلماء أن هذا التآكل يحدث بسرعة أكبر نتيجة العزلة الاجتماعية والضغوط العصبية.
ورصدت تجربة علمية قام بها باحثون في مجال الطب البيطري في جامعة فينا، سرعة كبيرة في معدلات تآكل أطراف الكروموسومات لدى مجموعة من الببغاوات الرمادية التي حُبست وعُزلت عن باقي الببغاوات.
ومقارنة نسبة التآكل في أطراف الكروموسومات للببغاوات التي عاشت وحيدة كانت أكبر بكثير من الببغاوات المماثلة في العمر والتي تعيش مع شريك, وتعتبر الببغاوات الرمادية من أكثر الطيور الاجتماعية التي تعاني كثيرًا إذا عزلت, وفقًا لما ذكر موقع "ساينس أكس أكس".
ورجّح القائمون على الدراسة إمكانية أن ينطبق نفس الأمر على الإنسان، بمعنى أن الأشخاص الذين يعيشون وحدهم دون شريك وتحت ضغط عصبي كبير أكثر عرضة من غيرهم للشيخوخة المبكرة.
ونقل موقع "ساينس اكس اكس", عن داستين بن، أحد المشاركين في الدراسة قوله, إن الدراسات أثبتت سرعة تآكل أطراف الكروموسومات لدى الأشخاص الذين يعانون من الضغط النفسي والعزلة عن المجتمع, موضحا أن التآكل السريع لأطراف الكروموسومات يبدو واضحًا على سبيل المثال مع الأطفال الذين تربوا في دور للأيتام مقارنة بأقرانهم ممن نشأوا في عائلات مستقرة ولديهم محيط اجتماعي صحي.
في الوقت ذاته حذرت دراسة أخرى من كثرة العلاقات الاجتماعية، وهي التي قد تؤدي أيضا إلى الضغط العصبي وبالتالي سرعة تآكل أطراف الكروموسومات وظهور أعراض الشيخوخة كما أوضح الباحث نتيجة دراسته التي رصدت خاصية التيلومير لدى الفئران.
أرسل تعليقك