صنعاء - العرب اليوم
جددت الأمم المتحدة تحذيراتها بشأن العمليات العدائية والإجرامية التي تنفذها المليشيا الحوثية المدعومة من إيران داخل اليمن وكذلك استهداف الأراضي السعودية، فيما نددت الخارجية الأميركية برفض الحوثيين لقاء المبعوث الأممي نهاية الأسبوع الماضي .وقالت السفيرة الأميركية لدى مجلس الأمن ليندا جرينفيلد، قالت إن مليشيا الحوثي أهدرت فرصة للسلام عقب رفضهم لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن. وحثت جرينفيلد، في تصريحات صحفية، الخميس، مليشيا الحوثي على الكف عن عرقلة طريق السلام والالتزام بوقف شامل لإطلاق النار. وأكدت الدبلوماسية الأمريكية المخضرمة أن حكومتي السعودية واليمن مستعدتان لإنهاء الحرب في اليمن بينما رفض الحوثيون مقابلة مبعوث الأمم المتحدة وعرقلوا طريق السلام.
مناورة لاجتياح مأرب
ويرى مراقبون يمنيون أن جماعة الحوثي تمثل عائق خطير أمام عملية السلام في البلاد، وأنها السبب في إفشال كافة المفاوضات والمبادرات الهادفة إلى إقرار حل سياسي وأمني للأزمة المتفاقمة على مدار أكثر من 10 سنوات. ويقول الباحث والمحلل السياسي اليمني، ماجد الداعري، إن جماعة الحوثي، تماطل وتناور سياسيا، بمسقط، لمنح ميليشياتها مزيدا من الوقت لاجتياح مأرب ولا يمكنها أن تتراجع عن معركتها المصيرية هناك مهما بلغت خسائرها ورغم كل الأعداد المهولة من قتلاها هناك، لأنها تراهن على حقول صافر النفطية والغازية بمأرب لكسر استمرار الإجراءات القانونية المتمثلة بتفتيش التحالف للسفن النفطية الواصلة لميناء الحديدة الخاضع لسيطرتهم.
لن تنصاع لأي جهود سلام
ويؤكد الباحث اليمني في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية" أن مليشيا الحوثي لا يمكن أن تنصاع لأي جهود سلام قبل اقتحام مأرب.. وكل ما تقوم به من مشاورات صورية وتصريحات إعلامية، ليس أكثر من استهلاك للوقت واستغفال للمجتمع الدولي بهدف إطالة أمد معركتها المتعثرة حتى اليوم على أمل تمكنها من اقتحام مأرب. ويتابع: "تعود بعدها لطاولة المفاوضات بشروط جديدة محسنة لصالحها.. قبل أن تبدأ مرحلة نفيرها العدواني مجددا نحو المناطق الجنوبية النفطية المجاورة لمأرب كشبوه وحضرموت لا محالة، لأن قاموس السلام والتعايش منعدم مع هذه الجماعة المليشياوية التي لا تؤمن إلا بالقوة والهيمنة والحرب والدماء منذ نشأتها الأولى بصعدة." ويوضح الداعري أن المليشيات الحوثية لم تتوقف ساعة عن الحرب بجبهات مأرب وحشد مقاتليها منذ انطلاق المشاورات المتعثرة وحتى الأن، وهذا خير دليل على عدم جديتها بالسلام واستشعارها لمعاناة الشعب اليمني التي تستثمر بها وتستغلها لصالحها وتمويل حروبها التدميرية باليمن.
تمديد عمر الصراع
ويتفق معه في الرأي السياسي اليمني محمد الفقيه، الذي أكد أن مليشيا الحوثي تسعي بشكل كبير لتمديد عمر الصراع في اليمن لخدمة الأجندة الإيرانية بالسيطرة على المنافذ الاقتصادية الهامة في البلاد وكذلك الاستيلاء على الموارد النفطية والتحكم في الموانئ البحرية اليمنية. ويوضح الفقيه في تصريحأن إيران توظف مليشيا الحوثي مثل غيرها من المليشيا التابعة لها في الوطن العربي لخدمة مصالح طهران وليس بلادها، وبالتالي فإن الحوثي لن يقبل بالدخول في أي مفاوضات من شأنها تعزيز عملية السلام والاستقرار في البلاد، بالعكس فهو لم يتوقف عن تغذية آلة الحرب التي تستهدف اليمنين والأشقاء في السعودية، وبالتزامن مع طرح أي مبادرة للسلام يسرع الحوثي إلى تكثيف ضرباته لإفشالها. يشير الفقيه إلى أن التنسيق بين مليشيا الحوثي وجماعة الإخوان يتم في عدة مناطق في اليمن وهو قائم بناء على المصالح المشتركة والمتقاطعة لدى الطرفين، والتي يمكن تلخيصها في تمديد عمر الصراع لأكبر وقت بهدف حصد أعلى مكاسب للطرفين. ويؤكد السياسي اليمني أن بلاده تواجه مأساة إنسانية خاصة مع النقص المتزايد في متطلبات السلع الغذائية والدوائية ولابد من التوصل لحل عاجل للأزمة وبدء عملية سياسية وتنموية شاملة في البلاد.
قد يهمك ايضا:
رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية يطالب الأمم المتحدة بالتحرك العاجل لوقف العدوان الإسرائيلي
الولايات المتحدة ترفض التعليق على تسريبات ظريف وتستهدف منع إيران من الحصول على سلاح نووي
أرسل تعليقك