باحثون يكتشفون دور تلوث الهواء في التسبب ببعض سرطانات الرئة
آخر تحديث GMT19:52:02
 العرب اليوم -

باحثون يكتشفون دور تلوث الهواء في التسبب ببعض سرطانات الرئة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - باحثون يكتشفون دور تلوث الهواء في التسبب ببعض سرطانات الرئة

تلوث الهواء
واشنطن ـ العرب اليوم

تبدو بعض ملوثات الهواء أشبه بـ"قاتل خفيّ" إذ يمكن أن تتسبب بعدد من سرطانات الرئة لدى أشخاص من غير المدخّنين، من خلال آلية شرحتها دراسة نُشرت السبت، يشكّل التوصل إلى فهمها "خطوة مهمة للعلم والمجتمع" بحسب مجموعة من الخبراء.

وأوضح علماء من معهد فرانسيس كريك ومن كلية لندن الجامعية أن الجسيمات الدقيقة (أقل من 2,5 ميكرون ، أي ما يعادل تقريباً  قطر الشعرة) التي تُعتبر من أسباب التغيّر المناخي، تؤدي إلى تغيرات سرطانية في خلايا الجهاز التنفسي.

ويمكن تشبيه الجسيمات الدقيقة الموجودة في غازات العوادم أو غبار مكابح المركبات أو الأدخنة الناجمة عن  الوقود الأحفوري بـ"قاتل خفيّ"، على ما قال لوكالة فرانس برس  تشارلز سوانتون من معهد فرانسيس كريك، وهو الذي عرضَ نتائج هذا البحث الذي لم يراجعه بعد باحثون آخرون، خلال المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لطب الأورام المنعقد في باريس إلى 13 أيلول/سبتمبر الجاري.

وإذ ذكّر البروفيسور سوانتون  بأن ضرر تلوث الهواء معروف منذ مدة طويلة،  أشار إلى أن العلماء لم يكونوا "متأكدين مما إذا كان هذا التلوث يتسبب مباشرة في الإصابة بسرطان الرئة ولا من كيفية حصول ذلك".

ودرس الباحثون بدايةً بيانات أكثر من 460 ألف شخص من سكان إنكلترا وكوريا الجنوبية وتايوان، وبيّنوا استناداً عليها وجود ترابط بين التعرض لتركيزات متزايدة من الجسيمات الدقيقة وزيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة.

إلا أن الاكتشاف الأبرز يتمثل في التوصل إلى فهم الآلية التي تتسبب من خلالها هذه الملوثات بسرطان الرئة لدى أشخاص من غير المدخنين.

وأثبت الباحثون من خلال دراسات مخبرية على الفئران أن الجسيمات أحدثت تغيّرات في جينين هما مُستقبِل عامل نمو البشرة (EGFR) وكيراس (KRAS) مرتبطين أصلاً بسرطان الرئة.

من ثم حلل الباحثون نحو 250 عينة من أنسجة رئوية بشرية سليمة لم تتعرض إطلاقاً لمواد مسرطنة من التبغ أو التلوث الشديد. وظهرت طفرات في جين EGFR في 18 في المئة من العينات ، وتغيرات في KRAS في 33 في المئة منها.

-"لغز"-

وقال البروفيسور سوانتون إن "هذه الطفرات قد لا تكون بذاتها كافية لتؤدي إلى الإصابة بالسرطان. ولكن عند تعريض الخلية للتلوث ، يُحتمل أن يحفز ذلك نوعاً من التفاعل" الالتهابي. وأضاف أن "الخلية ستؤدي إلى نشوء سرطان" في حال "كانت تؤوي طفرة".

ورأى سوانتون الذي يرأس الجهة الرئيسية الممولة للدراسة وهي مركز "كانسر ريسيرتش يو كيه" للأبحاث المتعلقة بالسرطان أن هذه الدراسة هي بمثابة "فك لشيفرة الآلية البيولوجية لما كان لغزاً".

فالاعتقاد كان سائداً بأن التعرض للعوامل المسببة للسرطان ، كتلك الناتجة من دخان السجائر أو التلوث، يتسبب في حدوث طفرات جينية في الخلايا ، مما يجعلها أوراماً ويؤدي إلى تكاثرها.

ولاحظت مديرة برنامج الوقاية من السرطان في معهد غوستاف روسي  سوزيت دولالوج  أن خلاصات الدراسة بمثابة "تطوّر ثوري" إذ "لم يكن يتوافر سابقاً أي دليل على هذا التسرطن البديل".

وشددت هذه  الاختصاصية في طب الأورام التي كُلِّفَت مناقشة الدراسة خلال المؤتمر على أنها "خطوة مهمة للعلم"، آملةً في أن تكون كذلك "للمجتمع أيضاً"،  واعتبرت أنها "تفتح باباً واسعاً للمعرفة ولكن أيضاً للوقاية".

وأفاد البروفيسور سوانتون بأن الخطوة التالية تتمثل في "فهم سبب تحول بعض خلايا الرئة المتغيرة إلى خلايا سرطانية بعد التعرض للملوثات".

وأبرزَ عدد من الباحثين أن هذه الدراسة تؤكد أن الحدّ من تلوث الهواء مهم أيضاً للصحة.

وقال البروفيسور سوانتون "لدينا الخيار بين أن ندخن أو لا نفعل، ولكن لا يمكن أن نختار الهواء الذي نتنفسه. وهي بالتالي مشكلة عالمية نظراً إلى أن عدد الأشخاص المعرّضين لمستويات غير صحية من التلوث أكبر بخمس مرات على الأرجح من أولئك المعرّضين لدخان المنتجات التبغية".

ويتعرض أكثر من 90 في المئة من سكان العالم لما تصفه منظمة الصحة العالمية بمستويات مفرطة من الملوثات التي تحوي جسيمات دقيقة.

ويوفّر هذا البحث أيضاً أملاً بالتوصل إلى طرق جديدة للوقاية والعلاج.

وأشارت سوزيت دولالوج إلى إمكان العمل على طرق عدة للكشف والوقاية ، ولكن ليس على المدى القريب، ومنها"التقييم الشخصي للتعرض للملوثات" ، والكشف - غير الممكن حتى الآن – عن الطفرة الجينية EGFR ، وسوى ذلك.

أما توني موك  من جامعة هونغ كونغ ، فنقل عنه بيان للجمعية الأوروبية لطب الأورام قوله إن هذا البحث "مثير للاهتمام بقدر ما هو واعد"، ورأى أنه يتيح "التفكير يوماً ما في البحث عن آفات ممهدة للتسرطن في الرئتين باستخدام تقنيات التصوير الطبي، ثم محاولة معالجتها بأدوية مثل مثبطات الإنترلوكين 1 بيتا ".

ولم يستبعد البروفيسور سوانتون التوصل مستقبلاً إلى "وقاية جزيئية من السرطان بواسطة حبوب، ربما بمعدّل واحدة كل يوم، للحد من مخاطر الإصابة بالسرطان في المناطق العالية الخطورة".

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

بشرى طبية لمرضى سرطان الرئة عن دواء متوفر يحقق مفعولا مذهلا

علامة منبهة في المشي قد تكشف عن الإصابة بسرطان الرئة القاتل

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

باحثون يكتشفون دور تلوث الهواء في التسبب ببعض سرطانات الرئة باحثون يكتشفون دور تلوث الهواء في التسبب ببعض سرطانات الرئة



تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً
 العرب اليوم - الأميرة آن تُغير لون شعرها للمرة الأولى منذ 50 عاماً

GMT 11:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة
 العرب اليوم - ولي العهد السعودي يُدين الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل في غزة

GMT 19:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية
 العرب اليوم - إيران تؤكد على أهمية تنمية العلاقات مع السعودية

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس
 العرب اليوم - أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 11:11 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما
 العرب اليوم - هاني سلامة وياسمين رئيس يجتمعان مجددا بعد غياب 12 عاما

GMT 14:56 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة ذكية لفحص ضغط الدم والسكري دون تلامس

GMT 01:33 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

اعتقالات جديدة في أحداث أمستردام وتجدد أعمال الشغب

GMT 13:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

مهرجان آفاق مسرحية.. شمعة عاشرة

GMT 06:21 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مفكرة القرية: الطبيب الأول

GMT 10:50 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

سبيس إكس تعيد إطلاق صاروخ Falcon 9 حاملا القمر الصناعى KoreaSat-6A

GMT 20:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

انضمام بافارد لمنتخب فرنسا بدلا من فوفانا

GMT 16:04 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يكشف طبيعة إصابة فاسكيز ورودريجو في بيان رسمي

GMT 07:23 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 08:47 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تامر حسني يتألق في حفل حاشد بالقرية العالمية في دبي

GMT 14:12 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يفقد أرنولد أسبوعين ويلحق بموقعة ريال مدريد

GMT 22:55 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ليوناردو دي كابريو يحتفل بعامه الـ50 بحضور النجوم

GMT 12:05 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

اليورو يلامس أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ أواخر يونيو

GMT 02:27 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

27 شهيدًا ومصابًا في عدوان إسرائيلي استهدف السيدة زينب بدمشق

GMT 01:59 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

إعلان حالة التأهب الجوي في ثلاث مقاطعات أوكرانية

GMT 08:40 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نيللي كريم مهدّدة بالخروج من دراما رمضان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab