قبل الحديث عن مضادات الأكسدة ودورها في الجسم، لا بد من فهم ماهية الجذور الحرة وعملها.
كل التفاصيل في الموضوع الآتي:
الجذور الحرة
الجذور الحرّة هي مواد كيميائية، جزيئات أو ذرات غير مستقرة، ووجودها ضروري لكي يؤدي جسمنا وظائفه: إنتاج الجذور الحرّة هو ثمرة الوظائف الطبيعية لخلايا أجسامنا.
هناك أنواع مختلفة من الجذور الحرّة، مثل أنيون سوبر أوكسيد (O2–)، وبيروكسيد الهيدروجين (H2O2) أو هيدروكسيل (OH). وعدم استقرار الجذور الحرة سببه الإجهاد التأكسدي.
وهذه الجزيئات أو الذرات غير مستقرة:
• إما لأنه ينقصها إلكترون.
• أو بسبب وجود إلكترون زائد.
والإجهاد التأكسدي هو تفاعل تسلسلي: فقدان إلكترون بواسطة ذرة سوف يؤدي إلى كسب إلكترون بواسطة ذرة أخرى، والتي سوف تريد التخلص أو تستعيد إلكترون آخر على حساب ذرة أخرى ... وهكذا.
اقرأ ايضًا:
مُكمّل "السبيرولينا" الغذائي يُساعد في خفض ضغط الدم
الفعل الذي تقوم به الجذور الحرة هو أصل العديد من الأمراض
إذا لم يحتوِ جسمنا على ما يكفي من مضادات الأكسدة للحدّ من عمل الجذور الحرّة، فإنَّ عملية التأكسد هذه سوف تدمر بعض الخلايا، وتؤدي إلى تفاعلات متسلسلة سوف تؤدي إلى بعض الأمراض مثل:
• أمراض السرطان (بسبب الهجمات على الحمض النووي DNA بواسطة الجذور الحرّة).
• أمراض القلب والأوعية الدموية.
• الأمراض الانتكاسية المرتبطة بالتقدم في السن: الخرف، وتصلب الشرايين، والتهاب المفاصل.
• أمراض القلب والأوعية الدموية مثل احتشاء عضلة القلب.
• إضعاف نظام المناعة، ومرض باركنسون.
• أمراض الرؤية (الضمور البقعي ، وإعتام عدسة العين ، وهشاشة العظام) .
• التجاعيد (بسبب الهجوم على الكولاجين).
إضافة إلى ذلك فإنّ بعض السلوكيات أو تأثيرات الحياة الحديثة، تساهم في تطور الجذور الحرّة والتي سوف تتكاثر بفعل تأثير ما يلي:
• التدخين والتبغ.
• غازات العوادم والانبعاثات.
• التعرض لفترات طويلة إلى الشمس، بسبب الأشعة فوق البنفسجية.
• التلوث بشكل عام.
• المنتجات الكيميائية.
• التوتر والإجهاد.
• استهلاك الكحول.
وبشكل عام فإنَّ هذا الإجهاد التأكسدي هو أحد أسباب شيخوخة البشر.
فوائد مضادات الأكسدة أو المعركة الدائمة ضد الجذور الحرّة
مضاد الأكسدة هو مادة كيميائية، جزيء يوجد في أجسامنا أو في الأطعمة والأغذية التي نأكلها. وعندما توجد مضادات الأكسدة في الأنظمة الغذائية فإنها تطلق أنزيمات أو فيتامينات.
ما هو دور مضادات الأكسدة؟
تدعى هذه المواد الكيميائية مضادات أكسدة، لأنها تعالج أو تعكس عملية أكسدة الجزيئيات الأخرى في أجسادنا والتي سببتها الجذور الحرّة. وجميع الكائنات الحية من بني البشر والحيوانات والنباتات، تنتج مضادات الأكسدة لمحاربة عملية التأكسد هذه، ومن هنا تأتي فوائد مضادات الأكسدة.
وبفضل مضادات الأكسدة الموجودة في الفاكهة والخضروات، نقوم بمحاربة عملية التأكسد هذه، وبما أنّ الجذور الحرة تساهم في تسريع شيخوختنا، نحن نحاول قدر الإمكان تقليل كميات الجذور الحرة هذه للحدّ من آثارها.
إين توجد مضادات الأكسدة؟
يحارب الجسم الجذور الحرة بواسطة نوعين من مضادات الأكسدة:
• مضادات الأكسدة التي ينتجها الجسم بنفسه.
• مضادات الأكسدة الموجودة في الأنظمة الغذائية عند تناول الأطعمة، مثل اللحوم والفاكهة والخضروات...
مضادات الأكسدة الموجودة في أجسامنا على سبيل المثال:
_ كو- انزيم َ10 من أقوى مضادات الأكسدة في الجسم.
_ ميلاتونين هرمون مضاد للأكسدة.
_ سوبر أكسيد ديسميوتاز أنزيم: يعمل على تحييد جذور سوبرأكسيدات وأساسه الزنك والنحاس وتحويلها إلى بيروكسيد الهيدروجين
_ سوبر أكسيد ديسميوتاز أنزيم: يعمل على تحييد جذور سوبرأكسيدات وأساسه المنغنيز وتحويلها إلى بيروكسيد الهيدروجين.
_ كاتالاز أنزيم: يعمل على تحييد بيروكسيد الهيدروجين
وأساسه الحديد وتحويلها إلى ماء وأوكسيجين.
مضادات الأكسدة الموجودة في أنظمتنا الغذائية، على سبيل المثال:
_ فيتامين "سي" C الذي يتفاعل مع الجذور الحرّة في الدم وداخل الخلايا.
_ فيتامين "إي" E ويوجد في المكسرات واللوز والأفوكادو وجنين القمح وزيت الزيتون ويتفاعل مع الجذور الحرة في البيئة الدهنية.
والملخص هو أنكِ إذا أستهلكتِ الكثير من الفاكهة والخضروات، فسوف تحصلين على معظم مضادات الأكسدة التي تحتاجينها: الفيتامين "سي" C والكاروتينويدات والبوليفينول والسلفورافان والسيلينيوم والنحاس والزنك والمنغنيز.
عصير الخضروات النيئة – غير المطبوخة – للاستفادة من مضادات الأكسدة
القسم الأكبر من مضادات الأكسدة يفقد تأثيره مع الطهو، لأنّ الطهو يجعلها غير نشطة. ونحن ندعوكم بالتالي إلى تناول عصير الخضروات الطازجة النيئة للاستفادة منها بالكامل.
ولكن هناك استثناءات، فعلى سبيل المثال الليكوبين الموجود في الطماطم يزيد من توافره الحيوي بعد الطبخ.
الجمع بين امتصاص الفاكهة والخضروات مع الدهون النباتية
إنّ الجمع بين استهلاك الفاكهة والخضروات مع الدهون النباتية، يزيد امتصاص مضادات الأكسدة من قبل الجسم. وقد ثبت ذلك بالنسبة لزيت الأفوكادو الذي يضاعف امتصاص الألفا- كاروتين أكثر من 7 مرات، وامتصاص البيتا – كاروتين أكثر من 15 مرة، وامتصاص اللوتين أكثر من 5 مرات.
وماذا عن مضادات الأكسدة كمكمّلات غذائية
المكمّلات الغذائية التي تحتوي مضادات الأكسدة تكون مفيدة أحيانًا في محاربة الإجهاد التأكسدي، ولكنّ تأثيرها على صحة الجسم لم يتم تحديده بشكل واضح بعد: أثبتت بعض الدراسات التأثيرات المفيدة لها، ولكنّ بعض الدراسات الأخرى تقدر أنها بلا تأثير أبدًا
وقد يهمك ايضًا:
المصري يؤكد زيادة الوزن المفرطة في "الحمل" تشكل خطرًا على الطفل
الدكتور أحمد المصري يكشف أسباب زيادة الوزن والبدانة
أرسل تعليقك