دراسة تكشف أن القوات الأميركية مسؤولة عن حالات الولادة المشوهة في العراق
آخر تحديث GMT08:08:46
 العرب اليوم -

أكدت أن قواعدها العسكرية هي أكثر مصادر التلوث على الأرض

دراسة تكشف أن القوات الأميركية مسؤولة عن حالات الولادة المشوهة في العراق

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دراسة تكشف أن القوات الأميركية مسؤولة عن حالات الولادة المشوهة في العراق

الولادة المشوهة في العراق
بغداد-نجلاء الطائي

اتهمت دراسة أميركية حديثة، الأربعاء، القوات الأميركية العاملة في العراق باستخدام أسلحة تسببت في إحداث أمراض خطيرة للمواطنين، وأكدت أن أبرزها تشوهات خلقية لحديثي الولادة، وزيادة الإصابة بالأمراض السرطانية وغيرها من الأمراض الخطيرة، مشيرة إلى أن القواعد العسكرية الأميركية في العراق هي أكثر مصادر التلوث على الأرض بسبب عملياتها، وأن السكان الذين يقطنون أماكن قريبة منها هم "الأكثر عرضة" للتلوث بالمواد السمية المباشرة المنبعثة من مخلفاتها.

وأوضح موقع الترنيت الإخباري، أن "الباحثة في مجال البيئة، إيرانية الأصل موشان سافابسفهاني، العاملة في جامعة ميشيغان، نشرت دراسة المجلة ساينتفك العالمية، رصدت من خلالها التشوهات الخلقية لحديثي الولادة في المستشفيات العراقية، التي لم يشهد لها مثيل من قبل"، عازية الأسباب إلى "الذخائر التي استخدمت من قبل القوات الأميركية خلال غزوها العراق وتسببت في تلوث الجو".

وأضافت الباحثة، أن "البيئة السمية الملوثة الناجمة عن القنابل والصواريخ مختلف أنواع الإطلاقات الأميركية، هي المسبب الرئيس لارتفاع معدل الولادات المشوهة وأمراض السرطان في العراق"، مشيرة إلى، أن "أنواعًا مختلفة من تشوهات الولادات الحديثة التي لم يشهد لبعضها مثيل في السابق، تحدث بصورة روتينية في المستشفيات العراقية".

وعدت العالمة البيئية الأميركية إيرانية الأصل، أن "الاستخدام المفرط للمدفعية في مناطق القتال هو المسؤول عن انبعاث مواد كيميائية مؤذية في البيئة العراقية ما أدى إلى تعرض السكان المحليين لمواد معدنية سمية"، لافتة إلى أن "الدراسات الأخيرة التي أجريت في العراق أكدت تعرض السكان على نحو واسع لمواد معدنية سمية، مثل الزئبق والرصاص، ما أدى إلى معدلات غير مسبوقة في الولادات المشوهة وحالات السرطان في عدد من المدن".

وكشفت الباحثة، عن "وجود معدلات عالية من الرصاص في الأسنان اللبنية للأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية في العراق بسبب البيئة الملوثة"، مؤكدة، أن "نسبة الرصاص في أحد أسنان طفل عراقي مشوه كانت أعلى بخمسين مرة من عينات أخرى أخذت من أطفال في لبنان وإيران". واشارت الباحثة في دراستها إلى، أن "المجتمعات البشرية التي تقطن أماكن قريبة من القواعد والمنشآت العسكرية، أكثر عرضة للتلوث بالمواد السمية المباشرة المنبعثة من مخلفاتها"، مشددة، أن "القواعد العسكرية الأميركية هي من أكثر مصادر التلوث على الأرض بسبب عملياتها".

وكشفت الباحثة، عن "وجود نحو 500 قاعدة عسكرية أميركية في العراق حاليًا"، مؤكدة، أن "المواد الملوثة المنبعثة من تلك القواعد أضرت بصحة العراقيين".

وكانت دراسة علمية ميدانية أجراها باحثون عراقيون من مركز بحوث السوق وحماية المستهلك في جامعة بغداد، برئاسة منى تركي الموسوي، أكدت أن الفحوصات التي أجريت عام 1996 من قبل جهات دولية، مثل منظمة الأغذية والزراعة (FAO) وبرنامج الغذاء العالمي ومنظمة الصحة العالمية، أظهرت وجود تلوث اشعاعي في التربة وفي بعض النباتات بتراكيز متباينة من نظيري الثوريوم ـ 243 والراديوم ـ 226 والبزموث ـ 214، يفوق ما هو موجود في المناطق الطبيعية، مبينة أن ذلك أدى إلى ظهور حالات مرضية غامضة، منها التشوهات الخلقية والاعتلال العصبي والعضلي والاجهاضات والأمراض السرطانية، مثل سرطان الدم والغدد اللمفاوية والثدي، فضلًا عن التلوث البيئي واسع الانتشار في المنطقة.

وأثبتت الدراسة أن مناطق عديدة في البصرة،(590 كم جنوب العاصمة بغداد)، منها الصمعة والرفث والعرفج، تعاني من تلوث اشعاعي كبير يحتمل انتقاله إلى الإنسان عبر السلة الغذائية. والغزو الأميركي للعراق سنة 2003، شهد استعمال القوات الأميركية أسلحة اليورانيوم المشع من جديد وبكميات فاقت ما استعمل سنة 1991 بأربعة إلى ستة أضعاف، ما فاقم انتشار الولادات الميتة والتشوهات الولادية والأمراض السرطانية وغيرها في العراق.

وكان المركز الطبي لأبحاث اليورانيوم (UMRC)، وهو مركز أبحاث دولي مستقل يرأسه العالم الأميركي الكرواتي الأصل أساف دوراكوفيتش، المتخصص في الذرة والطب النووي، أثبت من خلال دراسة ميدانية على مدن جنوبي العراق ووسطه، انتشار التلوث الإشعاعي فيها بنسب خطيرة. وأكدت تقارير دولية أن القوات الأميركية أطلقت في حرب سنة 1991، قرابة 940 ألف قذيفة يورانيوم منضب على العراق، و14 ألف قذيفة دبابة من النوع نفسه، وأسقطت القوات الأميركية 88 ألف طن من مختلف أنواع وأحجام القنابل، وهناك ما بين 200 - 786 كغم من نفايات اليورانيوم المنضب تركتها القوات الأميركية في ساحة العمليات ما بين العراق والكويت في سنة 1991.

وخلال غزو العراق سنة 2003 وبعدها، استخدمت القوات الأميركية أسلحة "تلويثية" تحتوي على اليورانيوم المنضب، حيث اعترفت وزارة الدفاع الأميركية في تشرين الثاني من عام 2005، بأن الفوسفور الأبيض والأسلحة الحارقة قد استعملت في عملياتها في العراق، وهو بحسب تأكيد المختصين يؤدي إلى زيادة ظهور حالات سرطان وأمراض أخرى خطيرة، في حين حدد برنامج للأمم المتحدة 311 موقعاً ملوثاً باليورانيوم المنضب في العراق.

وفي السياق ذاته، وبحسب تقارير وإحصائيات اجنبية متخصصة، فقد استخدم في حرب الخليج الأولى ما زنته (300) طن من اليورانيوم و(1700) طن في سنة 2003، في حين يشير تقرير منظمة الأمم المتحدة لحماية البيئة (unep) إلى استعمال كمية من اليورانيوم تصل إلى (2000) طن، كما تم تدمير (350) موقعًا عسكريًا وأصبح ملوثًا يهدد الصحة العامة، وهناك العشرات من المناطق التي تم تصنيفها من قبل هيئة الطاقة الذرية العراقية على أنها تمتلك مستويات عالية من الاشعاع.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة تكشف أن القوات الأميركية مسؤولة عن حالات الولادة المشوهة في العراق دراسة تكشف أن القوات الأميركية مسؤولة عن حالات الولادة المشوهة في العراق



GMT 10:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تناول الكثير من الملح يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 18:25 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إخلاء تجمع سكني في تل أبيب بعد وقوع حادث أمني

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

شمس البارودي تتحدث للمرة الأولى عن رحيل زوجها وابنها

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 10:27 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

عيد بيت لحم غير سعيد

GMT 10:33 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

نيولوك الإخوان وبوتوكس الجماعة

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

لِنكَثّف إنارة شجرة الميلاد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab