نحن نعيش حاليًا في عصر وباء السمنة وأمراض الحساسية. فقد تضاعفت معدلات البدانة ثلاث مرات على مدى السنوات ال 30 الماضية على الرغم من أن الكثير منا يمارس الرياضة بشكل منتظم ويراقب السعرات الحرارية التي تدخل جسمه أكثر من أي وقت مضى.
اثنان من ثلاثة بريطانيين يعانيان حايًا من زيادة الوزن أو السمنة، وواحد من كل خمسة أطفال يعاني من السمنة المفرطة سريريًا.
ما هو المثير للاهتمام ؟ هو أنه لا يوجد أي دليل على أن هذا التغيير الهائل يرجع فقط إلى وجود الجشع وتناول المزيد من السعرات الحرارية. فما نأكله هو على الأرجح أكثر أهمية بكثير من العدد الكلي للسعرات الحرارية لدينا، ولكن اختيار ما نتناوله من الطعام ليكون صحيا بعيدة كل البعد عن الوضوح.
اتضح أن الجواب موجود في منطقة الأمعاء، وهي منطقة في أسفل سرتنا وزنها 4 ارطال والتي تحتوي على 10 تريليون ميكروب.
كلنا نملك مجموعة فريدة من الميكروبات، التي يفوق عددها خلايانا والجينات، وظيفتها هي هضم الطعام وابقاؤنا على قيد الحياة وبصحة جيدة.
الآن البحوث والتكنولوجيا المتطورة تتيح للعلماء أن يكتشفوا كيف يمكننا، من خلال تغيير النظام الغذائي لدينا، تمكين الميكروبات من أن تبقينا بجسد رشيق، وتجنب المرض والحساسية وحتى رفع الحالة المزاجية.
وقد حان الوقت لتحدي الخرافات والمفاهيم الخاطئة القديمة عن الطعام وتبني الأدلة العلمية الجديدة، عن طريق الكشف عن تلك الخرافات المرتبطة بالنظام الغذائي وهي 7 خرافات:
1. جميع السعرات الحرارية متساوية
نحن نعرف الآن أن فقدان الوزن ليس ببساطة حساب السعرات الحرارية التي نتناولها في مقابل السعرات الحرارية التي نفقدها. في حين أن السعرات الحرارية هي السعرات الحرارية التي توجد على محتويات الطعام، فهي في الواقع ليست نفس الشيء عندما يتعلق الأمر بتأثيرها على جسم الإنسان.
وقد أظهرت الدراسات أن ميكروبات أمعائنا والطريقة التي تتفاعل بها مع الجينات هي التي تحدد كيف يتم هضم المواد الغذائية واستخدامها. وهذا يعني أن شخصين يمكن أن يأكلا بالضبط نفس الكمية من السعرات الحرارية، ويقوما بنفس النشاط، ولكنهما لا يزالان يفقدان أو يزيدان في الوزن بمعدل مختلف.
2.كيفية عمل حمية تقييد السعرات الحرارية
كانت هناك العديد من الدراسات، بما في ذلك تلك التي كانت تجرى على مجموعات من التوائم، أظهرت أن الناس تتفاعل بشكل مختلف جدا مع الأطعمة المتطابقة والأنظمة وفقدان الوزن.
ويرجع هذا جزئيا إلى جيناتنا وإلى حجم الميكروبات لدينا، والتي تنتج مجموعة واسعة من المواد الكيميائية المختلفة من المواد الغذائية، حيث يمكن لهذه المواد الكيميائية أن تكون لديها آثار مختلفة جدا على الصحة والوزن.
حتى إذا كان هناك شخصان يتناولان أطباقا متطابقة من المعكرونة سيكون لديهما كميات مختلفة من الدهون، نظرا للاختلافات في الميكروبات الخاصة بهم؛ وهذا لأن الجميع لديه ملف أمعاء فردي جدا، والطريقة التي يعالج بها طعامنا غالبا ما تكون فريدة من نوعها بالنسبة لنا.
3.التمرين يساعد على تخسيس الوزن
التمارين الرياضية مفيدة بشكل كبير لقلبك، المزاج، والرفاهية العامة، ولكن ذلك لا يساعدك على الوصول الى الرشاقة بالضرورة. إن نصيحة تناول طعام أقل وممارسة الرياضة أكثر لإنقاص الوزنه قد عفا عليها الزمن، وعادة ما تفشل.
الرياضة في كثير من الأحيان في الواقع تؤدي لزيادة الوزن بسبب برمجة الجسم على التكيف للتعويض عن المجهود الإضافي، كما أن هناك صعوبة أكبر في التخلص من الدهون في عضلاتنا، حيث نحتاج إلى أن ننفق خمسة أضعاف كمية الطاقة.
هذا لا يعني أننا لا ينبغي أن نكلف أنفسنا عناء المحاولة بالرغم من ذلك، حيث أظهرت الدراسات بوضوح أن الرشاقة تجعلك أكثر صحة، ومن المرجح أن تجعلك تعيش لفترة أطول.
4.الاستغناء عن الكربوهيدرات هو أفضل لك
هناك ادعاء سائد أن السمنة يمكن علاجها عن طريق حذف جزء واحد فقط من نظامنا الغذائي. وقد أدى ذلك إلى العديد من الكتب الشعبية أن تدعو للقضاء على المجموعات الغذائية الرئيسية، مثل حظر الحليب ومنتجات الألبان واللحوم والحبوب والأطعمة التي تحتوي على الغلوتين، والدهون المشبعة والأطعمة العصرية مثل الحبوب والبقوليات وسكر الفواكه أو جميع السكريات والكربوهيدرات.
وينبغي أن تعرف أن العلم وراء هذه الوجبات الشعبية معيب واتباع أي من هذه الأنظمة لأي فترة من الزمن في كثير من الأحيان مستحيلا، كما اكتشفت عندما جربتها شخصيا.
نتيجة رئيسية أخرى أن هذه الحميه هي انخفاض كبير في نطاق وتنوع الأطعمة التي نتناولها.
حتى وقت قريب لم نكن نعتقد أن هذا يهم، ولكن تظهر أحدث البحوث مدى خطورة هذا الموقف، حيث أن وجبات كثير من الناس تعتمد اعتمادا كبيرا على الأغذية المصنعة، وهذا يعني أنهم يتناولون عددا قليلا من 10-20 من المكونات الغذائية المختلفة منذ أكثر من عام.
هذا هو على النقيض من أجدادنا الذين يقدر أن كانوا يأكلون حوالي 500 نوع من النباتات والحيوانات لأكثر من عام، وليس صدفة أن لديهم ما يقرب من ضعف أنواع الميكروبات الموجودة لدينا، فالتنوع الميكروبي هو مفتاح صحتنا.
ويتورط التنوع الميكروبي المنخفض ليس فقط في السمنة ومرض السكري، ولكن مجموعة كاملة من الأمراض الغربية مثل الحساسية، وأمراض المناعة الذاتية، ومتلازمة القولون العصبي.
5. تلقي دائما وجبة الإفطار
واحدة من "القواعد الذهبية" في تناول الطعام الصحي هو أن وجبة الإفطار أهم وجبة في اليوم. كثير من الناس لا يدركون أن هذا ليس أكثر من حيلة تسويقية تستخدمها شركات حبوب الافطار لزيادة المبيعات!
جزء من نفس العقيدة هي فكرة أنه ينبغي لنا أن نأكل قليلا لمنع ارتفاع نسبة السكر في الدم، ولكن هذه إحدى الخرافات الغذائية مع عدم وجود أدلة جيدة. والحقيقة هي أن الصيام على المدى القصير قد تبين أنه يساعد على فقدان الوزن عن طريق تنشيط الميكروبات الصديقة، فعن طريق منح "إجازة" من الهضم، يعطي للميكروبات لدينا فرصة لتنظيف بطانة الأمعاء، والسماح لأكبر مجموعة متنوعة من الميكروبات لأن تزدهر في المرة المقبلة ونحن نأكل.
يمكن أن يكون هذا هو سبب أن الصوم المتقطع كان ناجحا جدا.
ولكن الدراسات أظهرت أنه حتى تمديد فترة الصيام بين عشية وضحاها إلى وقت متأخر من الصباح أو وقت الغداء يمكن أن تكون لها آثار إيجابية على نحو مماثل من فقدان الوزن وصورة الدم.
المفتاح هو الاستماع إلى جسدك، فإذا كنت تحتاج عادة لوجبة الإفطار ثم المضي قدما والحصول على شيء مثل اللبن كامل الدسم مع التوت الصديق للأمعاء، افعل ذلك، أما إذا كنت تشعر بأنك لا تحتاجها فلا تفعل ذلك.
6. تجنب الأطعمة عالية الدهون
إن المعرفة العلمية تدحض الظن بأن الدهون سيئة بالنسبة اليك. في الواقع المزيد من البحوث تظهر كيف أن أكل الدهون بكميات صحيحة يمكن أن تعزز صحتك وتساعد أيضا الميكروبات الخاصة بك على أن تزدهر.
لذلك اختار دائما الحصول على إصدار كامل الدسم من منتجات الألبان، فهي قد تكون أعلى في السعرات الحرارية من خيار "قليل الدسم" ولكن قليل الدسم في كثير من الأحيان يعني ارتفاع نسبة السكر لما يرافقه من مستحلبات، والمواد الكيميائية والمواد الحافظة التي يمكن أن تعطل الميكروبات الخاصة بك.
وتلت ذلك تجربة لمدة خمس سنوات على 7000 أسباني مقسمة بين اتباع نظام غذائي منخفض الدهون، واتباع نظام غذائي متوسطي الدهون وعالية مع المكسرات الإضافية وزيت الزيتون والجبن كامل الدسم والزبادي. وأظهرت الدراسة أن المجموعة الثالثة أقل عرضة لأمراض القلب والسكتات الدماغية والسكري وسرطان الثدي.
7. البروبيوتيك لا تعمل
الإفراط في استخدام المضادات الحيوية مقلق حقا، انها تؤدي إلى مقاومة المضادات الحيوية ولكن أكثر مباشرة، كل المضادات الحيوية التي تأخذها تعمل عمل انفجار قنبلة نووية في أمعائك.
نعم انها تقتل الحشرات السيئة التي تسبب لك المرض، ولكنها تقضي أيضا على جميع البكتيريا الصديقة التي تحتاجها للحفاظ على لياقتك البدنية والصحة الجيدة. إذا كان لديك القرار لاتخاذ المضادات الحيوية، تأكد من أنك تأخذ الكائنات الحية المجهرية في نفس الوقت ولبعض الوقت بعد ذلك. وقد أظهرت الدراسات كيف أن هذا يساعد كثيرا الأمعاء على التعافي وحمايتها ضد الالتهابات السيئة.
وفي النهاية، ليس هناك بديل عن اتباع نظام غذائي صحي، لذلك تأكد من أنك تزرع بيئة صديقة للميكروب في أمعائك. تناول كميات كبيرة من الأطعمة التي تسبق التكوين الجنيني مثل الكراث والبصل والثوم والقدس أو الخرشوف والهليون.
البريبايوتكس هي الألياف التي لا نستطيع هضمها إلا أن ميكروباتنا يمكنها ذلك، لأنها تخلق بيئة مثالية للبكتيريا الصديقة لتزدهر.
تناول كميات كبيرة من الأطعمة البروبيوتيك جيدا لتجديد شجاعة البكتيريا الخاصة بك، مثل اللبن كامل الدسم والجبن غير المبستر والأطعمة المخمرة مثل الكيمتشي.
المكونات الرئيسية الأخرى هي مادة البوليفينول، أي المواد الكيميائية النباتية التي تساعد على تعزيز نمو البكتيريا الجيدة ومنع السيئة، وهي توجد في العنب والتوت والبصل والرمان والقهوة، والشاي الأخضر والنبيذ الأحمر والشوكولاتة الداكنة.
وتذكر أن المفتاح للصحة الجيدة هو تناول مجموعة متنوعة من الأطعمة وخاصة الفواكه والخضار.
أرسل تعليقك