تعد أقراص الإسبرين جيدة في التخفيف من أعراض الصداع النصفي، وربما إستخدم البعض هذا النوع من العقاقير في تخفيف أوجاع العضلات وآلام الصداع والأسنان؛ فقد جري تطوير الإسبرين المنتمي إلى فئة مضادات الالتهاب اللا – ستيرويدي لعلاج آلام التهاب المفاصل مثلما هو الحال في إيبوبروفين ibuprofen والتي تعمل على إخماد الالتهابات عبر منع المواد الكيميائية التي تعزز الشعور بالآلام وتسمي ثرومبوكسين thromboxanes.
ويختلف الإسبرين عن الباراسيتامول paracetamol الذي لا يتمتع بتأثير مضادات الالتهابات، ويعمل على إنزيمات الأكسدة الحلقية الكيميائية. وهناك أدلة على إمكانية استخدام الأسبرين في معالجة الصداع النصفي. وأوضحت استشاري القلب الطبيبة لورا كور أن الجرعة الأكبر من الإسبرين – 3 من الأقراص 300 مللي غرام – يمكن أن تكون مفيدة في تقليل أو تخفيف الأعراض لهجوم الصداع النصفي الحاد. وتعد الجرعة الموصى بها لتخفيف الآلام الشديدة – 300 - 900 مللي غرام كل 4 -6 ساعات، على أنه لا ينبغي تجاوز 4 غرام يوميا.
ويتميز الإسبرين بأنه متاح وبسعر في المتناول، فضلًا عن فاعليته، ويعادل تناول جرعات قليلة منه تأثير دواء سوماتريبان sumatriptan بحسب ما قالت الطبيبة كور من عيادة هارلي ستريت Harley Street. وأضافت أن الإسبرين لا يخفف فقط من آلام الصداع، وإنما يمتد تأثيره إلى تخفيف أعراض الاضطرابات البصرية.
تجنب الإصابة بالأزمات القلبية
يحتوي الدم على خلايا دقيقة تسمى الصفائح الدموية التي تؤدي دورًا حاسمًا في تخثر الدم. ويمكن تجمعها سويا نتيجة تطور أمراض القلب والأوعية الدموية الناجمة عن مجموعة من العوامل بما في ذلك النظام الغذائي، والوزن، والمخاطر الجنينية، ونمط الحياة، وضغط الدم ومستويات الكوليسترول في الدم؛ وهو ما قد يسفر عن الإصابة بالنوبات القلبية نتيجة تراكم الجلطات في الشرايين ومنع وصول الأكسجين اللازم إلى عضلة القلب ومن ثم وفاة الشخص. ولكن الإسبرين يقلل تجمع الصفائح الدموية ويمنع الإصابة بالنوبات القلبية.
الجرعات الموصي بها
وفقًا للتوجيهات الصادرة في الولايات المتحدة خلال شهر نيسان/ إبريل هذا العام من قبل لجنة مدعومة من الحكومة تضم أطباء مستقلين، فإن البالغين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 50 - 59 عامًا والمعرضين للإصابة بالنوبات القلبية يتعين عليهم تناول جرعة صغيرة من الأسبرين يوميا. وتشمل هذه المجموعة هؤلاء الذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم. على أن هذه التوجيهات بحسب ما ذكرت الطبيبة كور تعد أكثر حذرًا في بريطانيـا، والتوصية بتناول الإسبرين لهؤلاء فقط الذين عانوا بالفعل من مشكلاتٍ في القلب.
الحماية من مرض السرطـان
يتجه العلماء أيضًا إلى الإسبرين في محاربتهم لمرض السرطان، ورغم أنها ليست مفهومة تمامًا؛ فإن النظرية تقول بأن الإسبرين يعيق الصفائح الدموية من حماية الخلايا السرطانية في الجسم.
الجرعات الموصى بها
توصل الخبراء بالمراكز في الولايات المتحدة وأوروبـا بعد إجراء دراسة كبيرة إلى أن تناول جرعة يومية من الإسبرين لمدة 10 سنوات يمكن أن يحد من مخاطر الإصابة بالسرطان. وأوضحت النتائج التي نشرت في مجلة حول علم الأورام عام 2014 بأنه لا يوجد تأثير فعلي في السنوات الخمس الأولى. ولكن بعد ذلك فإن سرطانات المعدة والمرئ والقولون والمستقيم تنخفض نسبة الإصابة بها إلى نحو الثلث، وبالنسبة لسرطانات الرئة والبروستات والثدي فإن النسبة تصل إلى نحو 10% وفقًا لما قاله البروفيسور جاك كوسيك المشارك في الأبحاث التي خضع لها الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 50 - 65 عامًا. وأشار رئيس مركز الوقاية من السرطان في جامعة الملكة ماري في لندن إلى أن الإسبرين يعد ثاني أكثر العقاقير أهمية في منع الإصابة بمرض السرطان.
تقليل خطورة الإصابة بالجلطات الصغيرة
تناول الإسبرين بعد الإصابة بالجلطات الصغيرة ربما يحد من الضرر الناجم عن الإصابة بمزيد من الجلطات بحسب ما توصلت إليه دراسة لجامعة أكسفورد Oxford نشرت هذا الشهر بناءً على 15 تجربة شارك فيها 56,000 مريض بالسكتات. وأوضح الاستشاري أندربول بيردي أن تناول الإسبرين يساعد على منع تكون الجلطات التي تعد سببًا في الإصابة بالسكتات الدماغية.
الجرعات التي أوصي بها
قال بيردي جراح القلب في باسيلدون Basildon ومستشفيات ثوروك الجامعية إن العديد من المرضي يتناولون الإسبرين للوقاية من السكتة الدماغية المتكررة أو الجلطة الدماغية البسيطة، مشيرًا إلى أن التوجيهات الصادرة آخرًا من هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS والمعهد الوطني للصحة وتميز الرعاية تشير إلى أن العقاقير المضادة للتخثر وتسمي كلوبيدوغرل Clopidogrel يجب استخدامها كدواء مفضل لدى الأطباء من أجل الوقاية من السكتة الدماغية. مضيفًا أنه في حالة استخدام الإسبرين فإنه ينبغي جمعه مع تركيبة دواء ديبيريدامول dipyridamole لتأثير أكثر فاعلية.
الوقاية من الإجهاض
تواجه النساء التي تمر بظروفٍ صحية مثل متلازمة هيوز البؤس من الإجهاض المتتكرر. ويقول بيتر بوين – سيمبكينز وهو المدير الطبي لعيادة لندن النسائية إن النظرية هي أن خصائص منع تجلط الدم للإسبرين من تشكيل جلطات صغيرة جدا في الأوعية الدموية تؤدي إلى الرحم الذي يمكن أن يقضي على الحمل.
الجرعات الموصى بها
أشارت دراسات عدة إلى أن الجرعة اليومية من الإسبرين بجانب مضاد التخثر هيبارين heparin يمكن أن يقلل من المخاطر. كما أن ارتفاع ضغط الدم - أو تسمم الحمل - خلال النصف الثاني من الحمل يضع النساء أيضًا في خطر التعرض للإجهاض. وقد تبين من استعراض التجارب الحالية من قبل فرقة الخدمات الوقائية الأميركية في عام 2014 بأن الجرعة اليومية الصغيرة من الإسبرين قد تقلل من خطورة التعرض للإجهاض بنسبة الربع.
وبعد توضيح فائدة تناول الإسبرين، فقد حان الوقت للكشف عن الأضرار التي تصاحب تناولها
الهيموفيليـا والأطفال
قد يصاحب تناول الإسبرين آثارًا جانبية، كما أن هناك بعض الأشخاص أيضًا غير المسموح لهم بتناول هذا النوع من العقاقير بما فيهم:
- هؤلاء الذين لديهم حساسية تجاه الإسبرين أو العقاقير اللا - ستيرويدية المضادة للالتهابات (المسكنات)، مثل إيبوبروفين.
- الذين يعانون من الربو.
- أي شخص لديه قرحة المعدة، أو يعاني من مشكلاتٍ كبيرة في الكبد أو الكلى.
- هؤلاء الذين يعانون من الهيموفيليا أو اضطراب آخر للدم أو عدم استقرار في ضغط الدم.
- أمراض القلب بحسب ما يوضح أندربول بيردي الذي لا يوصي بتناول الإسبرين يوميا بالنسبة لهؤلاء الأشخاص لأدلة تتعلق بالسيولة. ولا يوصي أيضًا بتناول الأطفال ممن هم دون السادسة عشرة من العمر للإسبرين؛ بسبب مخاطر المضاعفات النادرة جدا لكنها خطيرة مثل متلازمة راي التي تتسبب في حدوث تورم بالكبد والدماغ.
المعاناة من الرجفان الأذيني
يتم تشخيص نحو 50,000 شخص كل عام بعدم انتظام ضربات القلب بشكل غير طبيعي - تصنف على أنها أكثر من 100 نبضة في الدقيقة الواحدة – وهو ما يعرف أيضًا باسم الرجفان الأذيني. ولا يزال الأطباء ينصحون بتناول الإسبرين لنحو ثلث المرضى الذين تزيد لديهم خطورة الإصابة بالسكتة، لكن ووفقًا للتوجيهات الجديدة التي نشرت العام الماضي، فإن الأطباء ينبغي عليهم الاتجاه إلى وصف أدوية جديدة مضادة للتخثر، نظرًا إلى أن الإسبرين غير فعال في الحيلولة دون الإصابة بالسكتة، فضلًا عن أن خطر الإصابة بالنزيف يغطي على أية فوائد وفقًا لجيرمي بيرسون المدير الطبي في مؤسسة القلب البريطانية.
متلازمة الدرجة الاقتصادية
رغم فاعلية الإسبرين في منع جلطات الدم التي تتراكم في الشرايين – وتؤدي إلى الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات – لكن الدواء غير فعال في القضاء على الجلطات التي تسد الأوردة؛ مما يعني أن الإسبرين لن ينجح في منع الجلطات الدموية الوريدية حيث جلطات الدم في الساقين - جلطات الوريد العميقة – من الاتجاه إلى الأوعية الدموية ما بين القلب والرئتين، بما يتسبب في حدوث انسداداتٍ مميتة.
أرسل تعليقك