واشنطن - رولا عيسى
ظهر في منتصف القرن الماضي مرض الجمرة الخبيثة، مثيرًا التساؤل حول أسبابه وطرق علاجه وطبيعته، إلا أنه لا يزال يطرق الأذان تساؤلات حوله كثيرة ولكن من نوع آخر، حيث كيف من الممكن أن نستفيد منه، بداية يُعرف مرض الجمرة الخبيثة بأنه مرض معدي يهدد الحياة ويسببه بكتيريا على شكل قضيب، وهذه البكتريا معروفة باسم عصيات الجمرة الخبيثة، ويمكن أن يصاب بها الإنسان عندما تدخل الجراثيم إلى جسم وبعدها تفعل نفسها، وعندما تصبح نشطة فإنها تبدأ بالتكاثر والانتشار خارج الجسم وإنتاج سموم خطيرة.
وتشير دراسة جديدة إلى أن الجمرة الخبيثة قد يكون لها فوائد علاجية للأشخاص الذين يعانون من سرطان قاتل، ومن المحتمل ان تسفر هندسة البروتينات السمية للجمرة الخبيثة إلى جانب العلاج الكيميائي الحالي عن تقليل حجم الأورام أو القضاء عليها.
وتنتج بكتيريا الجمرة الخبيثة مادة سامة مصنوعة من ثلاث بروتينات التي بمفردها غير سامة، إلا أن هندسة البروتينات يمكن أن تقمع الورم، وبالتالي يصبح علاج محتمل لمرضى السرطان، وحتى الان العلماء غير متأكدين من كيف سيسطر بروتين الجمرة الخبيثة على نمو الورم السرطاني، واستخدم العلماء في هذه الدراسة نماذج الفئران كي يعرفوا أن البروتينات السمية للجمرة الخبيثة تعمل من خلال استهداف الخلايا التي تبطن الجدران الداخلية للأوعية الدموية المغذية للورم، وتستطيع هذه البروتينات الوصول لهذه الخلايا من خلال مستقبلات سطح تدعى سي أم جي 2 وتمنع الخلايا من التكاثر.
وأشار فريق المعاهد الوطنية للصحة أن السم لا يستهدف الخلايا السرطانية بنفسها ولكنه يستهدف خلايا الاوعية الدموية التي تغذي الورم وبالتالي يمكن أن تكون هذه الاستراتيجية فعالة ضد طائفة واسعة من أنواع الأورام، وينتج مع ذلك الجهاز المناعي أجسام مضادة ردًا على بروتينات الجمرة الخبيثة السامة مما يجعل دورات اضافية من العلاج غير فعال، وللتحايل على هذه المشكلة فحص الباحثون في الفئران احتمالية أن تمنع مسارات أدوية العاج الكيميائي من إنتاج الأجسام المضادة لبكتريا الجمرة الخبيثة.
ولحقت الفئران بالأورام وتلقت معاملة واحدة من الأنظمة التالية، أول مجموعة أخذت علاج وهمي فيما المجموعة الثانية اخذت البروتين المسي للجمرة الخبيثة كعلاج والثالثة أخذت بروتينات السامة للجمرة الخبيثة والعلاج الكيميائي، وبعد أربع دورات من العلاج، التي امتدت لحوالي 42 يوم كانت جميع الفئران على قيد الحياة ولكن فئران المجموعة الاولى كان يجب التخلص منها نظرًا إلى حجم الورم.
ولم يستطيع العلماء أن يحددوا الاجسام المضادة في المجوعة الثالثة حتى بعد الجولة الرابعة من العلاج، وأصر الباحثون أن المزيد من الدراسات ضرورية في نظام العلاج الذي يجمع بين الجمرة الخبيثة والعلاج الكيميائي وأثرها على الأجسام المضادة، ونشرت الدراسة في الطبعة الأولى من مجلة الاكاديمية الوطنية للعلوم.
أرسل تعليقك