كشفت الأبحاث الجديدة التي نشرت نتائجها صحيفة بريطانية، عن أنه يمكن ملاحظة علامات أولية لمرض الزهايمر لدى الشباب بدءًا من سن 20.
وأشارت هذه النتائج "غير المسبوقة" إلى أن المرض يبدأ في العمل على خلايا المخ قبل ظهور الأعراض بوقت طويل قد يصل إلى 50 عامًا.
وأوضح العلماء أن هذا "السن الصغير هو أصغر سن تم التوصل إليه لمعرفة علامات بدائية للزهايمر.
وأثار هذا الاكتشاف، فكرة احتمالية البدء في العلاج مبكرًا في المراحل الأولى، عندما يكون العلاج أسهل، وحتى يمكن وقف مسارات المرض.
ورغم ذلك، حذّر خبراء بريطانيون من أن البحث في هذا الاتجاه لا يزال في مرحلة مبكرة.
ولم يحدد الباحثون كيف سيتطور المرض لدى الكثير من الناس الذين لديهم علامات مبكرة لمرض الزهايمر في سن العشرين.
ومع عدم وجود علاج للنسيان وفي ظل الاستخدام المحدود للأدوية الموجودة، وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون هذا المرض باسم 'التحدي الصحي الرئيسي لهذا الجيل".
وذكرت صحيفة "الديلي ميل"، أن باحثين من جامعة نورث وسترن في شيكاغو، قاموا بفحص أدمغة المسنين سواء المصابين أو غير المصابين بمرض الزهايمر، وكذلك قاموا بأخذ عينات من 13 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 20 و 66عامًا، ووجدوا أن الأشخاص الأصغر سنًا كانوا خالين من مشاكل الذاكرة عندما توفوا.
وأظهرت الاختبارات أن بروتين "بيتا أميلويد" المسبّب للزهايمر، قد يبدأ في التكون لدى الشباب بدءًا من سن 20.
واعتقد العلماء في الماضي، أن تلف خلايا المخ يبدأ قبل ظهور الأعراض من 15 أو 20 عامًا.
وصرّح كبير الباحثين الأستاذ تشانغايز جينو: "لقد اكتشفنا أن الأميلويد يبدأ في التراكم في وقت مبكر جدًا في العمر".
وتم العثور على كتل "الأميلويد" داخل الخلايا العصبية، أو خلايا المخ، المسؤولتين عن الذاكرة والانتباه وتبدأ هذه الخلايا في الموت أولًا في الشيخوخة الطبيعية، وكذلك أيضًا في مرض الزهايمر.
وأوضح الأستاذ جينو: "هذا يشير إلى أن سبب موت تلك الخلايا العصبية في وقت مبكر، قد يكون بسبب تراكم " الأميلويد" مدى الحياة في المخ واستهدافه هذه الخلايا"، مضيفًا أن كتل الضرر المحتمل تتزايد وتقتل في النهاية الخلايا العصبية".
ويحاول العلماء في جميع أنحاء العالم، ابتكار عقاقير لوقف مرض الزهايمر عند بدء الأعراض، لذا فهم يعتقدون أن مفتاح العلاج هو إعطاء الأدوية في وقت مبكر قبل بدء أعراض هذا المرض.
وقد يؤثر كل تأخر في علاج مرض الزهايمر بشكل كبير على حياة المصابين وذويهم.
ورحبت جمعية بحوث الزهايمر بتحذير تلك الأبحاث التي نشرت في مجلة "برين".
وذكر الرئيس الشرفي للأبحاث الدكتور جيمس بيكيت، أن الدراسة كانت صغيرة جدًا، و من المعروف بالفعل أن وجود "الأميلويد" لا يعني بالتأكيد التطور في شكل الإصابة بمرض الزهايمر لدى الجميع.
وأضاف: "هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لتفسير أن نسبة محددة من الأشخاص الذين يعانون من تراكم أميلويد يتطور المرض لديهم ويصل إلى حالة الزهايمر". وأردف "هناك تجارب سريرية جارية حاليًا من الأدوية التي تقلل أميلويد في الدماغ، ونأمل في معرفة ما إذا كان هذا هو وسيلة ناجحة لمنع أو تأخير الإصابة بمرض الزهايمر في السنوات القليلة المقبلة".
وقالت الباحثة الدكتور لورا فيبس في أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة: "مع نصف مليون شخص يعيشون بمرض الزهايمر في المملكة المتحدة وهذا العدد في ازدياد، نحن بحاجة ماسة لعلاجات جديدة لوقف المرض".
وبيّنت قائلة "الفهم الأكبر للمراحل المبكرة من مرض الزهايمر يمكن أن توفر أدلة جديدة للمساعدة في مكافحة المرض، وهذا هو السبب أن الاستثمار في البحوث أمر بالغ الأهمية".
يذكر أن الزهايمر وأشكال أخرى من النسيان تؤثر على أكثر من 800 ألف بريطاني، علاوة على انتشاره في جميع أنحاء العالم.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد الذين يعانون إلى ثلاثة أضعاف هذا العدد بحلول عام 2050 ليصل إلى44 مليون شخص.
أرسل تعليقك