مزاعم بحقن نساء إثيوبيات بوسائل منع الحمل
لندن ـ ماريا طبراني
تُحقق وزارة الصحة الإسرائيلية، في من دون علمهم أو موافقتهم، حيث يقال أن الآلاف من النساء الإثيوبيات كن يتلقين عقار "ديبو بروفيرا" كل 3 أشهر في العيادات الإسرائيلية، وتعمل وسائل منع الحمل على توقف الحيض والذي تم ربطه بمشاكل في الخصوبة وهشاشة العظام
. وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الإسرائيلية، الأربعاء، أن "نائب وزير الصحة يعقوب ليتسمان، الذي نفى في وقت سابق هذه الممارسات، سيقود التحقيق، وأنه تم اكتشاف هذه الظاهرة عندما لاحظ الأخصائيون الاجتماعيون أن معدل المواليد بين المهاجرين الإثيوبيين انخفض إلى النصف خلال عقد من الزمان، فيما كشف فيلم وثائقي إسرائيلي الفضيحة في كانون الأول/ديسمبر الماضي، مما أدى إلى احتجاجات شعبية.
وتبين أنه تم حقن النساء بأمصال وسائل منع الحمل عندما كانوا في مخيمات العبور في إثيوبيا، وقد تم إعلام بعضهن بمنحهن وسائل منع الحمل ولكن نسبة أخرى كبيرة لم يتم إعلامهم بالحقن وأثاره الجانبية، وعندما وصلوا إلى إسرائيل واصل الأطباء منحهن الأمصال، ولكن يبقى السؤال الملح من دون إجابة حاسمة في ما يتعلق بمن حرّض على هذه السياسة، وهل إسرائيل أو إثيوبيا على استعداد لإعلان مسؤوليتها عن هذه الجريمة.
وقال مسؤولين في وزارة الصحة الإسرائيلية إن "الحقن يتم ضمن الثقافة العامة الإسرائيلية، ولكن في ثقافتنا، يعتبر إنجاب الكثير من الأطفال ثروة في حد ذاتها، ومن رأيي أن هذه السياسة متعمدة من جانب إسرائيل، وهي تستغل النساء الضعيفات لأنهن مستجدات في هذا البلد، ولا يفهمن اللغة ولكنهن يحترمن السلطات بناء على تقاليدنا، وهذا يجعلني أكثر غضبًا".
وحاورت الإثيوبية سافا روبن، التي تعيش في إسرائيل منذ العام 1984، أكثر من 35 امرأة من بلادها، ووجدت أن 25 سيدة لا يزلن يتلقين جرعات من وسائل منع الحمل من مقدمي الرعاية الصحية، وتحدثت روبن إلى امرأة اعتقدت أنها أعطيت لقاح الأنفلونزا وليس لديها فكرة أنه قد تم حقنها بعقار "ديبو بروفيرا"، فيما حاورت سيدة أخرى كانت حامل بطفلها الخامس عندما وصلت إلى مخيم العبور، حيث كانت تعيش لمدة 7سنوات، حيث قالت السيدة التي كانت في الثلاثينات من عمرها لروبن إن "المسؤولين كانوا قد جمعوا جميع الأمهات الجدد في مخيم، وقالوا لهن ستحصلن على عقار (ديبو بروفيرا) لأنه سيكون من الصعب جدًا بالنسبة لهن الولادة في إسرائيل، ونحن قلنا لا، لأننا لا نريد أن نفقد أجنتنا، ولكن وافقنا بعد ذلك على الحقن لأنهم قالوا إنه إذا احتفظنا بالحمل لن تكتمل إجراءات الهجرة، وسيتم منعنا من دخول إسرائيل ولن نحصل على الرعاية الصحية في المخيمات"، فيما شددت روبين على أن الكثير من النساء أكدن هذه الوقائع.
وقالت روبن إنها اكتشفت رسالة من وزارة الصحة إلى عيادة في إثيوبيا في العام 2000، توجه فيها الشكر للأطباء لقيامهم بحقن أعداد كبيرة من النساء بعقار "ديبو بروفيرا"، مضيفة "لماذا يتم حقن النساء الإثيوبيات فقط بعقار (ديبو بروفيرا) في إسرائيل؟ ومن المفترض أن تكون وسائل منع الحمل هي الحل الأخير".
وأكدت الدكتورة مشيرة عابوديا، وهي طبيبة أمراض نساء تعمل في مركز هداسا الطبي في القدس، أن "غالبية النساء الإثيوبيات تم حقنهن بعقار (ديبو بروفيرا)، وهذه سياسة لن يعترف بها أحد، لأن إسرائيل لن تتحمل مسؤولية علاج نساء في المخيمات، ولكن يجب أن يكون هناك شخص قام بالتحريض على هذه الأفعال، لأنه لن يكون من مصلحة إثيوبيا علاج مجموعة من النساء يستعدن لمغادرة البلاد".
وقد هاجر أكثر من 50 ألف يهودي من إثيوبيا إلى إسرائيل في العقد الماضي، ويكافح المجتمع التي يشهد نموًا سريعًا ضد التحيز، وفي العام 1996 قام الآلاف بأعمال شغب عندما تم اكتشاف أن وزارة الصحة الإسرائيلية قد دمرت جميع المخزونات من الدم المتبرع به من قبل الإثيوبيين على أساس أنه قد يكون ملوثًا بفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز"، فيما نفت وزارة الصحة الإسرائيلية بشدة مزاعم بأن عمليات الحقن جزء من سياسة للسيطرة على نمو المجتمع الإثيوبي، حيث قال المتحدث إن "وزارة الصحة الإسرائيلية لا تنصح ولا تشجع استخدام حقن عقار (ديبو بروفيرا)، وإذا تم ذلك فهو أمر تم من دون أخذ وجهة نظرنا".
أرسل تعليقك