بوغوتا - ليال نسر
كشفت بحوث جديدة أن تدخين الحشيش له تأثير ضار على الدماغ، حيث يقلل المخدر إطلاق الدوبامين وهو مادة كيميائية بالغة الأهمية لنظام الكفاءة في الدماغ في مناطق في العقل ترتبط بالتعلم والذاكرة، وبيّنت دراسات سابقة أن إدمان مخدرات أخرى مثل الكوكايين والهيروين له أثار مماثلة على إطلاق الدوبامين إلا أن دليل ذلك بالنسبة للحشيش كان لا يزال مفقودا حتى الآن.
وذكرت مُعدة الدراسة الرئيسية الدكتورة أنيسا أبي درغام من المركز الطبي لجامعة كولومبيا " أن الاستخدام الكثير وعلى المدى الطويل للحشيش يؤدي إلى إضعاف نظام الدوبامين والذي له مجموعة متنوعة من الآثار السلبية على التعلم والسلوك"، ولاحظ الباحثون إطلاق مستويات منخفضة من الدوبامين في منطقة من الدماغ مسؤولة عن الذاكرة العاملة والسلوك المندفع والانتباه.
وشملت الدراسة 11 من البالغين تقع أعمارهم بين 21 إلى 40 عاما ويعتمدون بشدة على الحشيش و12 شخصا مشاركة من الأصحاء، وبدأت مجموعة مدمني الحشيش استخدام المخدر في عمر 16 عاما وأصبحت تعتمد على الماريجوانا في عمر 20 عاما، وأفاد الباحثون أنه في الشهر السابق للدراسة كان ما يقرب من جميع المشاركين مشاركين في تدخين الماريجوانا على أساس يومي، واستخدم الباحثون عملية تدعى التصوير المقطعي البوزتروني ((PET)) لتتبع الجزيئات التي تربط مستقبلات الدوبامين في الدماغ، وتمكنوا من قياس إفراز الدوبامين في منطقة الدماغ المتعلقة بالتعلم والذاكرة ومناطقها الفرعية أيضا.
وتتبع الباحثون إطلاق الدوبامين في عدة مناطق أخرى من الدماغ بما في ذلك منطقة المهاد والدماغ الأوسط والكرة الشاحبة، وبقي المشاركون المدمنون على الحشيش في المستشفى لمدة أسبوع من الامتناع عن التدخين قبل المشاركة في الدراسة للتأكد من أن مسح (PET) لا يقيس الآثر الحاد للمخدر، وتم مسح جميع المشاركين من قبل وتم إعطائهم منشطات عن طريق الفم لانتزاع إطلاق الدوبامين، وبالمقارنة بالمشاركين في المجموعة الضابطة الأصحاء تبين أن أولئك الذين يعتمدون على الحشيش كانوا أقل في إفراز الدوبامين في منطقة الدماغ المسؤولة عن التعلم والذاكرة فضلا عن غيرها من المناطق التي تعد مهمة للتعلم، وفحص الباحثون العلاقة بين إفراز الدوبامين في منطقة رئيسية في الدماغ والأداء المعرفي في مهام التعلم والذاكرة العاملة، وفي حين لم يكن هناك أي اختلاف بين المجموعات في مهمة الأداء ارتبط إنخفاض مستوى إفراز الدوبامين لدى جميع المشاركين بالأداء السيئ في كافة المهام.
وأضافت الدكتورة درغام " في ظل انتشار استخدام الماريجوانا وخاصة بين الشباب، نعتقد أنه من المهم النظر في الآثار المحتملة لإدمان الحشيش على مناطق رئيسية في المخ"، وأوضحت أنه من الصعب أن نجزم ما إذا كان انخفاض الدوبامين حالة موجودة من قبل أم نتيجة الاستخدام المكشف للحشيش، ولفتت دورغام إلى أن الاعتماد الكثيف على الحشيش الذي يؤدي إلى الاستخدام المكشف له تأثير سلبي على التعلم والسلوك، وذكرت الدكتورة جيفري ليبرمان رئيسة الطب النفسي في CUMC والرئيس السابق للجمعية الأمريكية للطب النفسي " تضيف هذه النتائج إلى مجموعة البحوث التي كشفت عن الآثار السلبية المحتملة للحشيش ولاسيما على الشباب، وذلك في الوقت الذي تزيد فيه سياسات الحكومة والقوانين الوصول إليه واستخدامه"، وتم نشر البحث في دورية Molecular Psychiatry.
أرسل تعليقك