أعلن بحث طبي أن تناول الطعام الصحي بدلا" من الزبدة قد لا يقلل من خطر الاصابة بأمراض القلب، في الوقت الذي ينصح فيه الانسان دائما بالابتعاد عن الاطعمة التي تحتوي على الزبدة لأنها من الدهون المشبعة المضرة، وأن يستبدلها بالزيوت النباتية مثل زيت عباد الشمس، والذي يرتبط عادة بانخفاض مخاطر الاصابة بأزمات قلبية.
ويدافع العديد من العلماء عن هذه المشورة، في الوقت الذي يتصاعد فيه الجدل حولها من جديد، وألقت البحوث الجديدة المزيد من الشكوك بشأن المبادئ التوجيهية، بعد أن وجد علماء من المعاهد الوطنية للصحة في أميركا أن الذين أكثروا من تناول الدهون الصحية القادمة من الزيوت النباتية تراجع لديهم الكوليسترول ومع ذلك لم يترجم هذا التراجع الى انخفاض في أمراض القلب أو خطر الوفاة مقارنة مع الأشخاص الذين تناولوا الزبدة.
ووجدوا أن الأشخاص الذين لديهم انخفاض أكبر في مستويات الكولسترول لديهم مخاطر وفاة أعلى، ونشرت الدراسة في المجلة الطبية البريطانية، وينصح البريطانيون منذ عام 1983 بالحد من استهلاك الدهون الى 30% من اجمالي الطاقة وخفض استهلاكهم من الزبدة والحليب كامل الدسم وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على دهون مشبعة عالية بنسبة 10%.
ونصحوا أيضا بتناول الدهون غير المشبعة القادمة من الخضار مثل زيوت عباد الشمس وأوميغا 6 لاعتقاد العلماء بأنها ترتبط في الحد من مخاطر الاصابة بأمراض القلب، الا أن العديد من الدراسات الكبيرة وجدت أن الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الدهون المشبعة ليسوا أكثر عرضة للموت في وقت مبكر من غيرهم، مما دفع عددا" متزايدا" من العلماء الى تغيير رأيهم حول المبادئ التوجيهية.
وخلصت مجموعة من العلماء من جامعات ولاية كاليفورنيا الشمالية والينوي الى عدم وجود علاقة واضحة بين تناول الدهون غير المشبعة وانخفاض خطر أمراض القلب، وقالوا أن نتائجهم تقترح أن هناك مبالغة في تقدير فوائد استبدال الدهون المشبعة بالزيوت النباتية.
وأعاد العلماء في بحثهم تحليل التجربة التاجية لمينيسوتا في السبعينات والتي شارك فيها أكثر من 9423 مريضا" من مستشفيات الامراض العقلية للدولة ودور رعاية المسنين، وخلال التجربة بدلت مجموعة من الناس وجباتهم الغذائية العادية والتي تضمنت الزبدة لإتباع نظام غذائي غني بالزيوت النباتية مثل زيت الذرة غير المشبع.
ووجد الفريق أنه في حين ان هذه الحمية كانت خالية من الزيوت المشبعة مما ادى الى انخفاض في مستويات الكوليسترول في الدم الا أن المجموعة شهدت ارتفاعا" في معدل الوفيات، وكتب العلماء أنه لم يكن هناك دليل على وجود فائدة على انخفاض الكوليسترول على أمراض القلب أو خطر الاصابة بالنوبات القلبية.
وأوضح طبيب ومستشار المنتدى الوطني للسمنة الدكتور عاصم مالهوترا " ان رسالة الصحة العامة تحتاج الى التغيير في التركيز على التغيرات الغذائية التي تبتت أنها تحسن الصحة، هذا يعني اتباع النظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط."
وأوضحت خبيرة التغذية في الصحة العامة البريطانية أليسون تدستون " تشير الأدلة أن تناول الكثير من الدهون المشبعة يرفع مستويات الكولسترول ويزيد من خطر الاصابة بأمراض القلب، ونحن نأكل كل الدهون المشبعة أكثر م اللازم، وهذا يعني اكتساب الكثير من السعرات الحرارية، مما يؤدي الى زيادة الوزن والسمنة."
ورفض المدير الطبي المشارك في مؤسسة القلب البريطانية جيرمي بيرسون النتائج قائلا " نحن نعلم ان الكثير من الكوليسترول في الدم يمكن أن يزيد من خطر الاصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وهذا هو السبب في أن ادارة مستويات الكوليسترول في الجسم أمر بالغ الأهمية."
وشرحت مديرة شركة يونيليفر كارولين جاري قائلة " تؤكد الأدلة الدامغة أن الحد من تناول الدهون الحيوانية واستبدالها بالزيوت والدهون النباتية تساهم الى حد كبير في صحة القلب، ونحن ندعو الناس في جميع أنحاء العالم للحد من تناول الدهون المشبعة."
وستقدم اللجنة الاستشارية العلمية للتغذية المشورة للحكومة بعد مراجعة الأدلة حول الدهون المشبعة ضمن التقرير المقرر العام المقبل، وفي هذا الوقت وجد باحثون من جامعة هارفارد العام الماضي أن الدهون غير المشبعة ترتبط بانخفاض خطر الاصابة بأمراض القلب، واقترحت الدراسة أن العديد من النا س ممن يخفضون تناول الدهون المشبعة يميلون الى تناول النشويات أكثر، وهنا يمكن عامل الخطر.
أرسل تعليقك