لندن - سليم كرم
كشف الجيش البريطاني النقاب عن مستشفى ميداني يمكن نقله إلى أي مكان في العالم، ومن ثم البدء في تشغيله على مسرح العمليات وإسعاف المصابين في المعركة، في زمن قدره 16 ساعةٍ فقط.
ويقدم هذا المستشفى الميداني الذي يوضع في الجزء الخلفي من طائرتين للنقل، نفس الرعاية الصحية التي توفرها هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وتدرب المسعفون على بناء المستشفى الميداني الجديد كجزء من لعبة الحرب اللوجيستية في الصحراء الأردنية، من أجل اختبار ما إذا كان الجيش لا يزال بإمكانه نشر قوة قتالية قوامها يقترب من 30,000 جندي في أي مكان في العالم.
وقضى أكثر من 1,400 جندي ومئات من المركبات ستة أسابيع في الصحراء خارج ميناء العقبة ضمن مناورة عاصفة الشمال، كما تدرب الجنود على القتال الليلي والتخلص من القنابل وجمع المعلومات الاستخبارية، إضافةً إلى التدريبات الحربية الكيميائية والبيولوجية.
وذكر قائد المستشفى الميداني، الكولونيل بول رينولدز، أنها كانت أفضل وأسرع مستشفى في الانتشار عرفها الجيش البريطاني، حيث أنه بإمكان عنابر الخيام وغرف العمليات الجراحية علاج ثمانية جنود يعانون من جروحٍ بالغة في غضون ساعات من الهبوط، مع زيادة استيعابها سريعًا لمزيد من المصابين عند الضرورة.
وفي مسرح العمليات، فإن المستشفى ستعمل على استقرار حالة المصابين قبل إجلائهم إلى بريطانيا، وقال رينولدز قائد مستشفى 34 الميداني إنه بمجرد استلام المعدات، سيتم تقديم أفضل الرعاية الطبية في العالم في غضون 16 ساعة، كما لو كان أحدهم قد أصيب في حادث سير في بريطانيـا، وتوجه إلى مركز الإصابة الذي يوجد في بريطانيا، وأضاف أنه يمكن بعدها نقل المستشفى الميداني بعد تفكيكه إلى أي مكانٍ آخر مع إعادة بناؤها مرةً أخرى في غضون 16 ساعة فقط.
ويضم المستشفى على مساحة 50 متر مربع معدات طبية بقيمة ملايين من الجنيهات، والتي يمكن شحنها على طائرة النقل من طراز سي 17 التابعة لسلاح الجو الملكي، ومن بين هذه المعدات سيارة إسعاف وجهاز أشعة سينية إضافةً إلى جناح العناية المركزة وغرفة العمليات وثلاجة تخزين الدم فضلاً عن أجهزة تحليل الدم والمولدات الكهربائية لتشغيل كل شيء.
وبعد أعوام من العمليات في أفغانستان، حيث الرعاية الطبية في مخيم باستيون الذي تطور تدريجياً ليصبح مركزاً شهيراً تم بناؤه لهذا الغرض، فإن الجيش البريطاني يستعد في الوقت الحالي لإمكانية إرساله إلى الخارج في وقت قصير ومن ثم سيكون عليه إقامة منشآت من الصفر.
وذكر الكولونيل رينولدز أنه وبعد مهمة أفغانستان، فإن الخدمات الطبية تعود في عقلية التمكن من الانتشار في وقتٍ قصير في أي مكان في العالم، مع الاستعداد لتقديم أفضل الخدمات الطبية في فترة زمنية قصيرة، وبينما الهدف هو إقامة المستشفى في 16 ساعة، فإن فريق الكولونيل رينولدز تمكن من بنائها في غضون فترة زمنية تقترب من 11 ساعة خلال التدريبات، في ما تأتي المستشفى الميداني مرفقة بمولداتها الخاصة، مع قيام مهندسين كهرباء ملكيين بتجهيز 268 مخرجًا للكهرباء و86 كشافًا فضلاً عن ست وحدات من مكيف الهواء.
أرسل تعليقك