العمليات القيصرية تتزايد بعدما أصبحت الخيار الأول للكثير من النساء الحاملات
آخر تحديث GMT04:51:58
 العرب اليوم -

السوريات يفضلنها لتجنب فجأة المخاض وآلام الولادة الطبيعية

العمليات القيصرية تتزايد بعدما أصبحت الخيار الأول للكثير من النساء الحاملات

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - العمليات القيصرية تتزايد بعدما أصبحت الخيار الأول للكثير من النساء الحاملات

عملية ولادة قيصرية

دمشق - جورج الشامي لم تعد الولادة القيصرية في عصرنا الحالي تحتاج إلى مسوغ طبي يستدعي إجراءها ضمن الحالات الطارئة أو تأخر في الولادة أو في حالات لحدوث وفاة الأم الحامل وإخراج المولود عن طريق هذه العملية، بل أصبحت الخيار الأول والرئيسي للكثير من السيدات وموضة تستهويهن، كنوع ٍ من الترف، حتى شهدت تزايدًا ملحوظًا وبشكل لافت في الآونة الأخيرة، بحيث بات سؤال السيدة الحامل كيف تفضلين الإنجاب؟ سؤالا تقليديًا تكون الإجابة عليه غالبًا ودون تردد: "أرغب في أن تكون ولادتي من خلال عملية قيصرية لما لها من ميزات عديدة، منها التخلص من الآلام والمخاوف وحالات القلق التي تنجم عن الولادة الطبيعية.
فبعد حلول عام 2010، بات نصف نساء العالم ترفضن تحمل آلام الولادة، وستقارب نسبة العمليات القيصرية المجراة في أوروبا قرابة 90%، وأن النساء في أميركا أصبحن يلجأن لمثل هذه العمليات بنسبة 30%، في حين توصلت دراسة جديدة من جامعة "جنيف" مفادها أن مخاطر وفاة الوليد في هذه العمليات يبلغ تمامًا ضعف مخاطر وفاة الوليد طبيعي الولادة.
ويبقى السؤال مطروحًا لماذا أصبحت الولادة القيصرية منتشرة بكثرة؟ ولماذا تفضلها النساء؟ وهل هي آمنة إلى هذا الحد حتى يقبلن عليها بإرادتهن؟ وهل ستختفي الولادة الطبيعية إلى الأبد؟ وما رأي الطب في ذلك؟ والإجابة في التحقيق التالي:
يبقى للتطور العلمي الفضل الكبير الذي أضحى بسببه تجاوز العديد من المخاطر التي ترافق عملية الوضع من خلال إجراءات أهمها إخضاع الحامل لعملية قيصرية حفاظًا على حياتها وحياة جنينها، ولكن أحيانًا ترغب الحوامل في إجراء هذه العملية ليس لضرورة طبية ولكن لأسباب كثيرة أهمها الخوف من آلام الولادة، ويلجأن للولادة القيصرية للتخلص من حالة الذعر من الولادة الطبيعية التي تسيطر عليهن طوال فترة الحمل.
وتقول السيدة راما (34 عامًا)، وواحدة من النساء اللواتي يفضلن الولادة القيصرية: "تزوجت منذ 6 أعوام، ولدي طفلة وخلال فترة حملي كانت تنتابني حالة من الخوف مجرد التفكير بالآلام الحادة التي تصاحب الولادة، إلى أن قررت أن ألد قيصريًا تفاديًا لساعات الوجع الطويلة، مع أن الطبيب المشرف كان يؤكد لي أن وضعي ووضع الجنين لا يستدعي ذلك وكان ينصحني بالولادة الطبيعية، إلا أنه وافق على إجراء العملية بعد إصرار مني، وخوفًا من أن يكون لحالتي النفسية أثر سلبي على استعصاء الولادة، مع إني لا أخفي أن هناك آلامًا شعرت بها بعد الولادة القيصرية، ولكن برأيي تبقى أرحم من الطبيعية".
وأصبحت الولادة القيصرية في عصرنا الحالي مطلبًا ترفيهيًا تقبل عليه الكثير من السيدات، فلم تعد امرأة القرن الـ 21 تنتظر موعد ولادتها وكأنه مفاجأة، بل أصبحت هي من تحدده باليوم، وربما بالساعة، نوعًا من أنواع الموضة الدارجة، دون النظر إلى أن ظاهرة الولادة المخطط لها مسبقًا قد تحمل الكثير من السلبيات التي قد تعرض الأم والجنين للخطر في الوقت ذاته، ولعل هذا الأمر الذي قد يبدو مستهجنًا للوهلة الأولى، إلا أنه بات على ما يبدو حالة منتشرة بين أغلب النساء التي تهوى التميز كالسيدة لانا كنعان، وهي أم لطفلين والتي ترى في اختيار الأم ليوم مميز من أجل ولادتها يتلاءم مع مناسبة معينة شيء رائع وتضيف "أميل دومًا إلى التميز في الحياة وانتقاء كل ما هو مختلف لذلك ومن نوع التميز كنت أختار التواريخ التي تتصادف مع حدث معين، لأن هذه المناسبة ستبقى ذكرى يحتفل بها الجميع ويتذكرونها في كل عام، وقررت أن يكون لأطفالي تواريخ ميلاد مميزة أيضًا، لذلك وقبل أن يحين موعد ولادتي بشهر كنت أحدد اليوم والتاريخ وأتفق مع الطبيب لإجراء ولادة قيصرية في اليوم نفسه، وأنا لا أرى أن هناك سلبيات لتحديد موعد الولادة، فهي آمنة وليست لها مخاطر كبيرة كما يعتقد البعض وكلامي هذا عن تجربة شخصية ما دامت تحت إشراف الطبيب واستشارته".
وعند مراجعة مديرية التخطيط في وزارة الصحة، أشارت الأرقام إلى أن "معدل الولادات القيصرية والولادات الطبيعية في المشافي العامة في آخر إحصاء أجري للعام 2012، بلغ في دمشق 1743 ولادة قيصرية و5735 ولادة طبيعية وفي حلب 2859 ولادة قيصرية و8161 ولادة طبيعية وفي اللاذقية 2771 ولادة قيصرية و2890 ولادة طبيعية وفي طرطوس 2379 ولادة قيصرية و3893 ولادة طبيعية، حمص 0ولادة قيصرية و2035 ولادة طبيعية، حماة 4227 ولادة قيصرية و7742 ولادة طبيعية، إدلب 1621 ولادة قيصرية و4398 ولادة طبيعية، الحسكة 1679ولادة قيصرية و12550 ولادة طبيعية، دير الزور 1129ولادة قيصرية و4665 ولادة طبيعية، الرقة 1104 ولادة قيصرية و6440 ولادة طبيعية، درعا 2557 ولادة قيصرية و13054 ولادة طبيعية، السويداء 2409 ولادة قيصرية و4288 ولادة طبيعية.
بينما نجد أن معدل الولادات القيصرية في المشافي الخاصة في أغلب المحافظات ارتفع عن معدل الولادات الطبيعية، حيث بلغ عدد الولادات القيصرية في دمشق 3781 مقابل 3131 ولادة طبيعية، اللاذقية 2435 ولادة قيصرية مقابل 560 ولادة طبيعية، طرطوس 3311 ولادة قيصرية مقابل 374 ولادة طبيعية، إدلب 531 ولادة قيصرية مقابل 328 ولادة طبيعية، حماة 354 ولادة قيصرية مقابل 870 ولادة طبيعية، الحسكة 2945 ولادة قيصرية مقابل 1806 ولادات طبيعية، دير الزور 1625 ولادة قيصرية مقابل 742 ولادة طبيعية، درعا 914 ولادة قيصرية مقابل 312 ولادة طبيعية، السويداء 1204 ولادات قيصرية مقابل 860 ولادة طبيعية.
وبلغة النسب العامة، نجد أن نسبة الولادات القيصرية في المشافي الخاصة تجاوزت الـ 62 % مقابل 37 % ولادات طبيعية.. على حين كانت نسبة الولادات الطبيعية في المشافي الحكومية 74 % مقابل 25 % نسبة الولادات القيصرية.
وهناك من يشير بأصابع الاتهام نحو التزايد بحالات القيصرية إلى أن بعض المتخصصين اختصاص نسائية يعممون فكرة أفضلية العملية القيصرية، لأنها تجني ربحًا ماديًا أكبر، وتختصر الوقت الطويل الذي يأخذه إجراء ولادة طبيعية، ولأنها مريحة أكثر للطبيب الذي يحدد موعدًا مسبقًا يتلاءم مع أجندة، وقته وأنهم لا يمانعون في حال طلبت الحامل منهم إجراء قيصرية اختيارية، وتوضيح الأخطار التي قد تلم بها. على حين يرفض البعض الآخر هذا الاتهام ويؤكد أن الطبيب من المستحيل إن يلجأ لعملية قيصرية ويعرض نفسه لمساءلة قانونية ويجعل حياة الأم وجنينها في خطر، إن لم يكن هناك داع طبي يستدعي ذلك، وإذا اختارت السيدة القيصرية من تلقاء نفسها، فالطبيب أول ما يقوم به هو شرح مدى حاجتها لها وتوضيح أبعاد إجرائها ومقارنتها بالطبيعية ويخلي مسؤوليته في حال أصرت الحامل على الجراحة وتبقى هي من تتحمل مسؤولية قرارها.
إن استحداث العمليات القيصرية جاء لتجنب تعرض الأم والجنين لأي خطر يمكن أن يضع حدًا لحياة إحداهما أو يتسبب في مضاعفات صحية وتشوهات مستقبلية لذلك وخوفًا على سلامة الأم أولا، وخصوصًا إذا كانت صحتها في وضع متدهور وآلام الولادة تكون مجهدة لها يتدخل الطبيب النسائي لإنهاء الحمل بعملية قيصرية لأسباب عديدة ستوضحها الدكتورة ابتهاج مرزوق (اختصاصية توليد وأمراض النساء) وتعرفنا أكثر عن الولادة القيصرية وسلبياتها ومتى يلجأ إليها الطبيب. وعن هذه الأسئلة تجيب قائلة: يعتبر الطب الولادة القيصرية إجراء جراحيًا مهمًا وضروريًا لإنقاذ الأم والجنين في حالات عدة، أهمها ارتفاع الضغط الشرياني الشديد ومراحل الإرجاج الحملي وما قبل الإرجاج النزف النسائي في الشهر التاسع من الحمل بسبب انفكاك المشيمة الباكر وارتكاز المشيمة المركزي، كما يعتبر مهمًا من أجل إنقاذ الجنين في حال تألمه أثناء المخاض والولادة الطبيعية وانبثاق الأغشية الباكر وعدم حدوث ولادة طبيعية ومخاض خلال 48 ساعة.
وعن متى يوافق الطبيب السيدة على إجراء العملية القيصرية تقول: يوافقها إذا كان هناك استطباب صريح بالدرجة الأولى لإجرائها أي جنين مقعدي أو معترض أو في حال سوابق قيصرية حديثة أي من أقل من عام ونصف العام أو تكون الأم حامل بمولودها الأول وقد تجاوزت الـ 35 من العمر، وكذلك يوافقها عند وجود ولادة سابقة عسيرة أدت إلى أذية الوليد مثل نقص الأكسجة أو أدت إلى أذية الأم. أما السلبيات التي تنتج عن الولادة القيصرية أولا هي كأي عمل جراحي إذا أجريت بشروط صحية فالسلبيات قليلة جدًا، وفي حال كانت هناك سلبيات فهي فترة التعافي هنا تكون أطول من الولادة الطبيعية ويكثر بعد القيصرية مشاكل التهاب الوريد الخثري وانتان الجرح وفي حالات قليلة قد يصاب الحالب بسبب ربطه أثناء العمل الجراحي ويؤدي إلى أذية الكلية.
وبالنسبة لازدياد نسبة العمليات القيصرية في وقتنا الحالي يعود لأسباب، منها تزايد الحمل عالي الخطورة، أي الحمل المصاحب لمشاكل طبية مثل داء السكري أو ارتفاع الضغط الشرياني وتزايد نسبة الحمل المتعدد أي الحمل التوءمي والثلاثي واستخدام التقنيات المساعدة على الإنجاب وأطفال الأنابيب ونتيجة الوعي الصحي والمراقبة الدورية للحوامل، إضافة إلى تأخر سن الإنجاب بسبب تأخر سن الزواج، غير أن تغير ثقافة الأمهات الحوامل وتخوفهن من الولادة الطبيعية وخشيتهم من حوادث مشاكل أخرى.
وتقول الدكتورة ابتهاج مرزوق (طبيبة نسائية): إن نسبة العمليات القيصرية تضاعفت في العام الأخير في سورية، نتيجة الأوضاع الحالية وذلك بسبب قلق الحامل وخوفها من المخاض المفاجئ وعدم تلبية الأطباء للحالات الإسعافية الليلية، خوفًا من الحوادث التي قد يتعرضون لها، لذلك أصبح الطبيب بعد موافقة السيدة الحامل والتأكد من نضج الجنين أي إن عمر الحمل أصبح 38 أسبوعًا حمليًا يحدد موعد قيصرية انتخابية دون أن تتعرض الحامل للمخاض.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العمليات القيصرية تتزايد بعدما أصبحت الخيار الأول للكثير من النساء الحاملات العمليات القيصرية تتزايد بعدما أصبحت الخيار الأول للكثير من النساء الحاملات



GMT 23:52 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول فيتامين د والكالسيوم يعرضان كبار السن لحصاوى الكلى

GMT 20:45 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أنيميا نقص الحديد ترتبط بسوء التغذية والعادات الخاطئة

GMT 19:47 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مضادات الاكتئاب قد تُثبت فعاليتها في إبطاء "ألزهايمر"

GMT 19:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجبات السريعة ترفع نسبة الإصابة بالاكتئاب إلى 40%

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 03:27 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة
 العرب اليوم - فلورنسا الإيطالية تتخذ تدابير لمكافحة السياحة المفرطة

GMT 20:15 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
 العرب اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 22:43 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
 العرب اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab