المجتمعات العربية تمزج بين رهبة الموت والرغبة في الخلود
آخر تحديث GMT12:45:37
 العرب اليوم -

800 مغربي فقط يقررون التبرع بأعضائهم بعد الوفاة

المجتمعات العربية تمزج بين رهبة الموت والرغبة في الخلود

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - المجتمعات العربية تمزج بين رهبة الموت والرغبة في الخلود

مغاربة يوقعون تصريح بالتبرع بعد الوفاة بأعضائهم

الدار البيضاء - سعيد بُونوار يفكر المرء لأعوام، ويقرر أن يتبرع بأمواله وأملاكه إلى من يرى أنه الأحق بها، أثرياء يهبون ثرواتهم لليتامى والفقراء والموعزين، فنانون وكتاب يهبون إبداعاتهم ومؤلفاتهم إلى من هم في حاجة إليها.. لكن هل فكر أحد يوماً في أن يهب عينيه أو يديه أو كليتيه أو قلبه إلى من هو أحوج إليه.    الطلب صعب وأصعب منه القدرة على الذهاب إلى قاض وتوقيع تصريح بالتبرع بعد الوفاة، يشعر المرء في هذه اللحظات، كما لو أنه يوقع عقد عمل استعجالي مع الموت.
إحساس نفسي رهيب تجاوزه 800 مغربي فقط في ظرف 11 عاماً، وقرروا التوقيع بكامل قواهم العقلية على التبرع بأعضائهم بعد الموت، والغريب أن السجل الخاص بالمتبرعين بأعضائهم يتقدمهم فرنسي مقيم في المغرب.
   موضوع التبرع بالأعضاء بعد توديع الدنيا، بات من"تابوهات" المجتمعات العربية الإسلامية التي تخلط فيه بين رهبة الموت والرغبة في الخلود، فالطرح بالنسبة إلى الكثيرين أشبه برغبات الفراعنة في تخليد أجسادهم تحت التراب.
     وشدد وزير العدل المغربي مصطفى الرميد على أهمية التبرع بالأعضاء ليستفيد المحتاجون إليها٬ لما تنطوي عليه هذه العملية من منافع لمن هم في أمسّ الحاجة إلى أعضاء٬ وقال مُسترجعاً دراسته الإسلامية العليا إن"الجانب الشرعي في هذا الباب محسوم، إذ أن الإسلام يحض على فعل مثل هذه الأعمال الخيرية٬ كما أن المجامع العلمية الإسلامية كافة، لا تتردد في القول بإباحة عملية التبرع بالأعضاء".
   وأردف الوزير"إذا كان مآل جسد الإنسان بعد وفاته إلى زوال٬ فمن باب أولى أن يتبرع بها لإنقاذ حياة إنسان آخر هو في أَمسّ الحاجة إليها".
   وترى أستاذ القانون الخاص في جامعة محمد الخامس في الرباط الدكتور رجاء ناجي مكاوي بوصفها من أوائل المغربيات اللاتي سارعن بالتبرع بأعضائهن أنه على المغاربة والمسلمين عامة أن يبادروا بهذا السلوك الإنساني العميق، وتقول "عليكم أن تعلموا أنه مادام العضو المُتَبَرَع به يمنح الحياة لجسد آخر، فسيظل المُتَبَرِع يكسب أجراً كما في أي صدقة جارية".
   ورجاء ناجي مكاوي كانت أول امرأة عربية ومسلمة تُنجز أطروحتها للدكتوراة في موضوع التبرع بالأعضاء، وكانت أطروحتها سبباً في إصدار الحكومة المغربية لقانون ينظم العملية حتى لا تتحول إلى مُتاجرة في أجساد الناس.
وقال رئيس مصلحة طب الكُلي في مستشفى ابن رشد في الدار البيضاء ورئيس المجلس الاستشاري للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية البروفيسور الرمضاني بنيونس إن المجتمع المغربي يفتقد لثقافة التبرع بعضو من الجسد، وهو سلوك يرتقي إلى درجة القداسة بعد الوفاة، وعبر عن استغرابه لهذا الشح في التبرع.
ومنعاً لأي التباس لدى الناس، تَدَخَّل المُشرّع المغربي لينص على إلزامية التصريح بالتبرع٬ وأن تكون الموافقة من دون مقابل مادي أمام رئيس محكمة أو قاض يساعده طبيبان من أجل شرح عملية التبرع بعد ممات المُتَبَرِع الذي يشترط فيه العقل وبُلوغ السن القانوني.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المجتمعات العربية تمزج بين رهبة الموت والرغبة في الخلود المجتمعات العربية تمزج بين رهبة الموت والرغبة في الخلود



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab