تقارير طبية تؤكد بأن ارتفاع بروتين غاما يؤدي لضعف الكبد
آخر تحديث GMT03:42:12
 العرب اليوم -

السكر والمواد النشوية تشكلان تهديدًا خاصًا

تقارير طبية تؤكد بأن ارتفاع بروتين "غاما" يؤدي لضعف الكبد

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - تقارير طبية تؤكد بأن ارتفاع بروتين "غاما" يؤدي لضعف الكبد

التوست والبطاطا يسببان تلف الكبد
لندن ـ كاتيا حداد

أشارت تقارير طبية إلى أن صحة وعمل الكبد تقاس عن طريق فحص الدم لبروتين يسمي "غاما غلوتاميل" ناقلة "الببتيد"، كما يشير ارتفاع مستويات هذا البروتين كعلامة لضعف أداء الكبد، والذي يرتبط عادة بالكحول.

وأوضح الدكتور دايفيد أنوين بخصوص تلك التقارير "أنا مثل العديد من الأطباء الآخرين، كنت أعتقد دائما أن الافراط في شرب الكحول هو السبب الرئيسي لفشل الكبد لدى مرضاي". إلا أن أنوين غير فكرته عندما لاحظ أن العديد من مرضاه يعانون من ارتفاع في مستوى بروتين "غاما" ولكنهم لا يشربوا الكثير من الكحول، أو لا يشربوه اطلاقًا.

وكشفت نتائج اختباراتهم إلى أن ضعف أداء الكبد كان نتيجة لمرض الكبد الدهني غير الكحولي والذي يرتبط بالنظام الغذائي، ويقدر أن 20% من البريطانيين يعانون من حالة ضعف مرضى السكري من نوع 2.

وأوضحت النتائج أيضًا أن هذا المرض يؤدي في بعد الأحيان الى مضاعفات خطيرة منها فشل الكبد في نهاية المطاف، وهي ليست مجرد مقدمة لمشاكل في الكبد، كما يحذر الخبراء أن هذا المرض يرفع من خطر أمراض القلب والسكري، حيث تعتقد الحكمة التقليدية أن مرض الكبد الدهني غير الكحولي يأتي عادة بسبب الافراط في تناول الطعام، وتخزين السعرات الحرارية الزائدة على شكل دهون في الكبد.

تقارير طبية تؤكد بأن ارتفاع بروتين غاما يؤدي لضعف الكبد

ويرى بعض الخبراء أن السكر والمواد الغذائية النشوية تشكل تهديدا خاصا، موضحًا الدكتور أنوين "تسبب هذه المواد الخطر لأنها تتحول بسرعة الى جلوكوز، والكبد هو أول موانئ الجسم لتخزين الجلوكوز، وما لا يستطيع الكبد تخزينه يخزن على شكل دهون في الجسم"، منوهًا أن الحل يكمن في اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات، وهذا يعني تقليل نسبة الجلوكوز والدهون في الكبد.

وأثبت الدكتور أونين هذه النظرية في دراسة نشرت أخيرًا في احدى المجلات العلمية، وأخضع فيها 69 مريضا ممن لديهم مستويات عالية من بروتين "غاما" في الدم، ليخضعوا لنظام غذائي منخفض الكربوهيدرات لمدة 13 شهر، وشمل نظامهم الغذائي الخضار والفواكه منخفضة السكريات والجوز والسمك والبيض واللحوم، للحد من السكريات المضافة وتقليل الكربوهيدرات النشوية مثل الخبز والبطاطا، مع زيادة الدهون الصحية من زيت الزيتون أو الزبدة.

ولفت أنوين إلى أن "النتائج كانت مذهلة، وكان أول ما حدث هو انخفاض في بروتين "غاما" بنسبة 47%، وهذا الأمر معقول نظرا لأن الكبد هو الوجهة الأولى للجلوكوز، وبعد ذلك بدأت علامات تحسن الصحة الرئيسية تظهر منها انخفاض مستويات السكر في الدم بنسبة عشر نقاط، وقلل البعض عقاقير علاج السكري الخاص بهم، وانخفض وزن المشاركين خمسة كيلوغرامات، وانخفض الكوليسترول بمتوسط من 4.3 الى 3.8".

ووصفت منظمة "ترست ليفر" البريطانية التي دعمت الدراسة أنها مفيدة جدًا في فهم كيفية تحسين وظائف الكبد، وأنها عقدت العزم على أن النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات يمكن أن يساعد في خفض عدد الوفيات المبكرة بسبب أمراض الكبد، مضيفًة أن طريقة الدكتور أنوين لبحث مرض الكبد الدهني أتى خلافًا للتيار السائد، وخصوصًا عندما يتعلق الأمر بتناول الطعام الدسم.

وتنصح الوكالة الوطنية للصحة البريطانية باتباع نظام غذائي منخفض الدهون كأفضل وسيلة لمنع وعلاج مرض الكبد الدهني. حيث استطاع الباحثون من جامعة "برمنغهام" تطوير عقار لعلاج هذه الحالة الأسبوع الماضي، من خلال حقن يومية من دواء "ليراجلوتايد" الذي يأخذه مرضى السكري لـ 14 مريض لمدة ثلاثة شهور، ولاحظوا أن أربعة من أصل عشرة مرضى فقدوا الدهون على الكبد، وانخفضت أوزانهم، وكان لديهم علامات أقل من تلف الكبد، وتحسنت علامات السكري لديهم.

تقارير طبية تؤكد بأن ارتفاع بروتين غاما يؤدي لضعف الكبد

ويبين الدكتور أنوين "هذا مثير للاهتمام، ولكنه بالكاد يكون علاجا مثاليا، فالدواء يحتاج أن يحقن يوميا ويصاحبه خطر الاصابة بالغثيان والاسهال ويكلف 1400 جنيه استرليني في العام".

وأضاف "لا أرى أن التوقف عن تناول الكربوهيدرات هو مفاتح لعلاج مرض الكبد الدهني غير الكحولي فقط، بل إن أثر ارتفاع هرمون "غاما" يعمل كإنذار مبكر أن مستويات الجلوكوز ومخازن الدهون في الكبد انتفخت مما يزيد من خطر الاصابة بمرض السكري وأمراض القلب".

وتابع "مرض الكبد الدهني غير الكحولي هو ثالث أكثر مرض انتشارا في العصر الحديث، الى جانب السكري والسمنة كأكبر تهديدات على الصحة، ويعود كل السبب للسكر والكربوهيدرات، ونظرا لأن الأمراض الثلاثة يسببها الأكل، فالعلاج في الأكل أيضا، وذلك بخفض السكر والنشويات في نظمنا الغذائية".

وحذر أستاذ الطب والتمثيل الغذائي في جامعة "نيوكاسل" روي تايلور أن اختبارات الدم واختبار بروتين "غاما" يمكن أن تكون اشارات من أعوام من الكبد الدهني والذي يمكن أن تتطور لتصبح مرض سكري، و يذكر "قبل تشخيص السمري من نوع 2، يكون هناك تاريخ طويل من أمراض الكبد الغير ظاهرة، فمرض الكبد الدهني غير الكحولي يؤدي أيضا لخطر الاصابة بأمراض القلب، فالنسب العالية من بورتين غاما يؤدي للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 65%".

تقارير طبية تؤكد بأن ارتفاع بروتين غاما يؤدي لضعف الكبد

يشار إلى أن ألان ثرفال يعد واحدا من المرضى الذين شاركوا في الدراسة ويبلغ من العمر 42 عاما ويعاني من مرض السكري من النوع الثاني لأكثر من 12 عاما، ووصفت حالته بالخطيرة، ولدى الان وزوجته ثلاث أطفال صغار، وأضاف "كنت أنام 18 ساعة، كنت دائما أعاني من التعب، وكنت لا أستطيع المشي أبدا، وكنت ادير شركة تسويق مع زوجتي ولكنني توقفت عن العمل منذ عامين، وكنت مستعدًا للانتحار".

يذكر أن مستويات بروتين غاما في دمه الان في بداية الدراسة كانت تصل الى أعلى ارتفاعاتها 223، بينما يكون الوضع الطبيعي لها بين 0-50، وكان مستوي السكر في الدم في كثير من الأحيان ثلاث أضعاف المستوى العادي، وبعد أربعة أشهر انخفض مستوي بروتين غاما الى 78، وانخفضت مستويات السكر في دمه كثيرا.

ووصف ثرفال ما حدث معه بالمعجزة ويقول "في غضون أسبوع شعرت أن الضباب بدأ ينقشع من حياتي، وبدأت أستطيع اللعب مع الاطفال وهذا أمر رائع".

وزعم أنه بعد الانتقادات أن التحسينات الهائلة التي حدثت مع مرضى الدراسة مثل آلان ليس لها علاقة بتقليص الكربوهيدرات، ولكنها نتيجة لفقدان الوزن والدهون الزائدة، مضيفًا أن النظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات يشعر الانسان أنه شبعان وبالتالي يأكل أقل.

وأوضح أستاذ البيولوجيا في جامعة "نيويورك داونستت" ريتشارد ديفيد "لو كان انخفاض بروتين غاما نتيجة مباشرة لفقدان الوزن، فمن المتوقع أن ينزل الاثنان معا، ولكن ليس هذا ما حدث، فالتحسن في مستوى بروتين غاما أتى سريعا في غضون اسابيع قليلة من البداية، قبل فقدان الوزن".

تقارير طبية تؤكد بأن ارتفاع بروتين غاما يؤدي لضعف الكبد

يشار إلى أن الدكتور أنوين ما زال متفائلًا بنتائج الدراسة وأوضح "تابعنا المرضى لمدة 13 شهرا في هذه الدراسة، ولكن انا وزوجتي نعمل على الموضوع منذ ما يقرب الثلاثة أعوام، فأنا أبلغ من العمر 57 عاما وأستطيع أن أقطع 10 كيلومترات جريا في 52 دقيقة، فجسدي تعود على استخدام الدهون بدل الكربوهيدرات للحصول على الطاقة، وهي ليست بالتأكيد الحمية التي تحتوي على الكثير من البروتين والقليل من الخضراوات، فالشعور بالصحة جيد ويبعث على النشاط، فتغيير نمط الحياة يحسن حياة الناس، ولا يحتاجون لتناول دوام بعدها، والأمر يستحق المزيد من الدراسات بالتأكيد".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تقارير طبية تؤكد بأن ارتفاع بروتين غاما يؤدي لضعف الكبد تقارير طبية تؤكد بأن ارتفاع بروتين غاما يؤدي لضعف الكبد



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 03:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
 العرب اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab