خلصت دراسة الدكتور الصيدلاني محمود الشيخ علي، التي حصل عليها درجة "الماجستير" في التغذية العلاجية من جامعة الأزهر في غزة، إلى إمكانية استخدام الطحالب كبديل للعلاج من سوء التغذية في ظل الحصار الخانق ونقص الأدوية.
وفي الدراسة الأولى في الوطن العربي حول فعالية طحلب ""الاسبيرولينا"" كعلاج بديل عن الفيتامينات والمعادن المصنعة كيميائيًا، وكعلاج لسوء التغذية والأنيميا عند الأطفال، تؤكد الدراسة أن الطحالب يمكن أن تكون بديلًا عن بعض الأدوية الكيميائية، وسيصبح هذا الطحلب العلاج المستقبلي لأطفال غزة وغذائهم المفضل.
وأوضح علي، أن دراسته تأتي في ظل تفاقم مشكلة سوء التغذية والأنيميا التي يعاني منها الأطفال في قطاع غزة بسبب الفقر والحروب وغيرها من العوامل التي تزيد من هذه المشكلة الخطيرة التي تؤدي حتمًا لأمراض عضوية تصيب من يعاني من سوء التغذية قد تنتهي بإعاقات دائمة في الدماغ و غيرها من الأمراض انتهاء بالموت.
وأشار إلى أن فلسطين من المناطق حول العالم التي تعاني من سوء التغذية بسبب ارتفاع معدل الفقر والاعتداءات الصهيونية وإغلاق المعابر.
وأكد أهمية الدراسة بعد التفكير في حل بديل يساهم في حل هذه المشكلة بعيد عن تحكم الاحتلال في إدخالها عبر المعابر وهو ما بحث فيه ومشرفوه في رسالة ماجستير بالتغذية الإكلينيكية.
وأوضح أن دراسته تعتبر الأولى في الوطن العربي في البحث عن بديل أو ما يساعد حل مشكلة سوء التغذية عند أطفال فلسطين من الطبيعة و بعد البحث العميق كان التفكير حول إدخال طحلب ""الاسبيرولينا"" ضمن بروتوكول العلاج المتبع لعلاج سوء التغذية فكانت مجرد فكرة صعب تحقيقها في ظل التعقيدات التي يعيشها قطاع غزة من حيث قلة الإمكانات في البحث العلمي التجريبي وبعض الفحوصات التي يحتاجها الباحث على هذا الطحلب من ناحية وعدم تقبل إجراء هذه الدراسة على الأطفال وعدم تقبل الأهالي و المؤسسات الصحية.
ونوه إلى أن طحالب "الاسبيرولينا" فهي نوع من الطحالب الزرقاء - الخضراء، التي تمتص أشعة الشمس لتقوم خلاياها بإنتاج العناصر الغذائية وتحويل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسيجين، وبذلك فهي واحدة من أقدم الأطعمة على كوكبنا المائي، وهي غذاء قلوي يُحافظ على pH الجسم في حالة توازن مثالية حول 7.2 – 7.4 مما يُبعد عنه شبح الأمراض وهناك العشرات من الأنواع لهذا الطحلب ولكن الأكثر استخدامًا هو Spirulina platensis .
وتعتبر مصدر هام من البروتين فنسبة البروتين تتعدى 55% من مكوناته أو حتوي على أكثر من 100 عنصر غذائي متوازن يجعلها توصف بأنها أكثر مصادر التغذية العضوية الكليّة الكاملة، وتتميز أن لها نسبة قابلية هضم تبلغ 95 % مقارنة بأغلب الأطعمة التي لا تتعدى من 15%، وتحتوي على نسبة عالية جدًا من الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية.
وتحتوي على فيتامينات A,D,E، ومجموعة فيتامين B المُركب كاملة، ومثلًا تحتوي من فيتامين ب 12 B- أكثر 4 مرات من الكبد مع العلم عن هذا الفيتامين فقط موجود في المصادر الحيوانية والذي له دور هام في حل مشكلة نوع من أنواع فقر الدم، ويوجد في "الاسبيرولينا" بيتا كاروتين بنسبة أكثر من 25 ضعف الموجودة بالجزر الطازج، وأكثر من 40 ضعف الموجودة بالسبانخ.
كما يحتوي على فيتامين E المُضاد للسرطان أكثر 3 مرات من جنين القمح الطازج وهي تتضمن مجموعة كبيرة من المعادن مثل: البوتاسيوم، الكالسيوم، الكروم، النحاس، الحديد، المغنسيوم، المنجنيز، الفسفور، السيلينيوم، الزنك والصوديوم، وهي تحتوي على الحديد أغنى 58 ضعف السبانخ، و28 مرة من كبد البقر الطازج و تحتوي على الزنك بكمية تعادل احتياج الطفل اليومي و للزنك دور هام في حل مشكلة التقزم و سوء التغذية عند الأطفال.
وأعلن مؤتمر الأمم المتحدة العالمي للأغذية؛ لعام (1974) أن "الاسبيرولينا" أفضل غذاء للمستقبل وتستخدمها وكالة ناسا كغذاء لرجال الفضاء.
أرسل تعليقك