واشنطن ـ رولا عيسى
يعمل باحثون أميركيون حاليًا على تطوير قطرات للعين، يمكن أن تحل محل عمليات المياه البيضاء، حيث تعتبر قطرات العين الجديدة غير مكلفة وسهلة التطبيق، ويُنصح بوضعها مرتين يوميًا وسيطرحها الباحثون لتكون قيد الاستخدام على نطاق واسع في اقل من خمسة أعوام.
وكشف الباحثون خلال الاختبارات التي أجروها على قطرات العين الجديدة، أنها تتمكن من حل كتل البروتين التي تحجب الرؤية لأكثر من نصف المتقاعدين أو كبار السن، ويعتبر العلاج الوحيد حاليًا لإعتام عدسة العين هو إجراء عملية جراحية، التي على رغم من سرعتها لا تخلو من المضاعفات.
وفضلاً عن ذلك، فإن هيئة الصحة الوطنية البريطانية "NHS" التي تعاني من ضائقة مالية تقنن جراحة العيون للمرضى في بعض أجزاء البلاد، ويخبرهم الأطباء أن رؤيتهم سليمة جدًا بما يكفي لعدم الخضوع لعملية جراحية، وذلك على الرغم من معاناتهم من إعتام عدسة العين بصورة شديدة تمنعهم من القيادة أو القراءة.
وتبلغ الهيئة الوطنية البريطانية، كبار السن الآخرين أنهم سيخضعون للجراحة في عين واحدة فقط، ما يعني أن توفر دواء رخيص وفعال، سيساعد المزيد من المرضى من الحصول على العلاج الذي يحتاجونه، ومن المثير في الأمر أنه إذا التزم المرضى باستعمال قطرات العين في وقت مبكر، فسيتمكنون من الشفاء من المياه البيضاء في البلدان النامية في المقام الأول.
ويحدث إعتام عدسة العين أو المياه البيضاء عندما تتجمع البروتينات في عدسة العين معا، وتمنع الضوء من المرور إلى عدسة العين، ما تجعلها معتمة، عندئذ تصبح الرؤية غير واضحة وتبدو الألوان باهتة، وقد تؤدي المياه البيضاء حال تركها دون علاج إلى فقدان البصر، لأنها الحالة المرضية التي تزيد من احتمالات العمى أكثر من أمراض العيون الأخرى.
وتوصل الباحثون أثناء إجراء الدراسة إلى اكتشاف مادة كيميائية تسمى "انوستيرول"، موجودة بشكل طبيعي في العين السليمة، تتمكن من تبديد الكتل البروتينية التي تحجب عدسة العين، والمثير في الأمر أن قطرات العين "انوستيرول" فعالة لدى الكلاب المسنة، شأنها شأن البشر، الذين تطورت لديهم حالة إعتام عدسة العين مع التقدم في العمر.
وتمكن العقار الجديد من إزالة المياه البيضاء في عدسات عيون الأرانب، وتتمكن مادة "أنوستيرل" من تفريق التكتلات البروتينية في السن الصغيرة، ولكن مع تقدم العمر يزداد تراكم البروتين، ولا تتمكن العين من إنتاج "أنوستيرول" بما يكفي لإزالة البروتين، وهو السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى تطور المياه البيضاء.
وكان الباحث وطبيب العيون كانغ تشانغ، هو أول من توصل إلى فكرة قطرات العين، بعد علاج طفلين من المياه البيضاء، فعندما قرأ الحمض النووي لديهم، اكتشف وجود طفرة جينية تمنعهم من تكوين "الانوستيرول"، ويؤكد الباحثون من جامعة "كاليفورنيا" في سان دييغو، أن "الأنوستيرول" أمن من الناحية العلاجية، لأن العين تنتجه بشكل طبيعي، معربين عن أملهم في بدء التجارب السريرية الأولى من العام المقبل إلى عامين/ وربما يحمل "انوستيرول" وعدا بعلاج أمراض أخرى يتكتل فيها البروتين، بما في ذلك مرض "الزهايمر".
أرسل تعليقك