لندن ـ كاتيا حداد
كشفت دراسة جديدة أن المرضى المصابين بالسمنة المفرطة الذين يخضعون إلى جراحات السمنة، عرضة لاكتساب الوزن المفقود بعد مرور خمسة أعوام من إجراء العملية.
ولا ينكر الخبراء تأثير جراحة البدانة الذي يتسم بأنه أكثر فعالية لضمان فقدان الوزن، أكثر من الاكتفاء بإتباع نظام غذائي سليم وممارسة التمارين الرياضية.
ويحذر الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن الأطباء بحاجة إلى دراسة المزيد، بشأن المرضى الذين يحققون الاستفادة الأفضل من العملية الجراحية.
وأكد فريق البحث الطبي من جامعة "تل أبيب" في "إسرائيل" أنه ينبغي على الأطباء التركيز على تطوير استراتيجيات ما بعد العملية، لمساعدة المرضى على استمرار تأثير جراحة السمنة وفقدان الوزن.
وأوضح قائد الفريق البحثي أندريه كيدار، لوكالة "رويترز" حول البحث: "عادة ما يصبح العام الأول ما بعد جراحة السمنة، فترة شهر عسل ينبغي الاستفادة منها لاكتساب عادات صحية جديدة، وفي حالة عدم حدوث ذلك سيتم استعادة الوزن، ولذلك فلا نعتبر الجراحة علاجًا، ولكن من الضروري توخي الحذر من إتباع العادات السيئة في تناول الطعام".
ويعاني 1.9 مليار من البالغين من زيادة الوزن أو السمنة في جميع أنحاء العالم، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وأثبتت الدراسات التي لا تعد ولا تحصى أن البدانة تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكري واضطرابات المفاصل وبعض أنواع السرطان، ويشار إلى أن إجراء العمليات الجراحية لفقدان الوزن اكتسبت شعبية كبيرة في الأعوام الأخيرة.
ولا تخلو جراحات السمنة من المخاطر، حيث يعاني بعض المرضى من سوء التغذية، وكشفت الجمعية الأميركية لجراحة علاج البدانة أن نحو 180 ألف شخص يخضعون لجراحة السمنة في الولايات المتحدة وحدها كل عام.
ومن المعروف أن جراحات السمنة الأكثر شيوعًا، هي تصغير المعدة عن طريق استئصال جزء منها، مما يقلل حجم المعدة إلى حجم الموز.
وتتبع الباحث كيدار وزملائه 443 مريضًا يعانون من السمنة المفرطة، خضعوا لاستئصال جزئي للمعدة، لمعرفة مدى الوزن المفقود، وعما إذا كانوا شهدوا تحسنًا في ظروفهم الصحية، بما في ذلك مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكولسترول في الدم.
وتمكن المشاركون في الدراسة من خسارة 77% من وزنهم في المتوسط بعد مرور عام واحد، إلا أنه ومع مرور الوقت بدؤوا في استعادة أوزانهم تدريجيًا، والعودة إلى وزنهم الحقيقي، حيث تمكن المرضى من المحافظة على أوزان أقل من وزنهم الطبيعي بنسبة 70%، بعد مرور ثلاثة أعوام.
وكشفت الدراسة أن 56% من المشاركين تمكنوا من المحافظة على فقدان الوزن مقارنة بما قبل العملية الجراحية، وتماثل نصف مرضى السكر من المشاركين إلى الشفاء الكامل بعد مرور عام واحد، بينما شفي 38% بعد مرور ثلاثة أعوام و20% في خمسة أعوام.
أرسل تعليقك