أكدت الدراسات الطبية الحديثة أنَّ مرض السمنة المفرطة لدى الأطفال يمثل أحد التحديات الدولية التي تؤرق مجتمعات بأكملها، حيث أنَّ معدلات المرض ازدادت في تسعينات القرن الماضي إلى أن استقرت خلال الأعوام العشرة الأخيرة، مشيرة إلى أنَّ المرض يصيب طفلًا من بين كل 10 أطفال بمجرد انضمامهم للمراحل الابتدائية، إذ يصاب خمس نسبة الأطفال بالمرض ويزداد وزن ثلثي النسبة.
وتحاول الدولة المتقدمة وعلى رأسها بريطانيات الولايات المتحدة الأميركية اللحاق سريعًا بمعدلات السمنة من أجل الحد من خطرها على صحة الأطفال، في الوقت الذي بدأت فيه بعض الأوروبية تشتكي من ارتفاع معدلات البدانة بين الأطفال.
وأوضحت دراسة أجريت بين عامي 1970 وحتى عام 1972، أن حوالي نصف المصابين بمرض السمنة من الأطفال الذين يدرسون في المراحل الابتدائية يستمرون في المعاناة من المرض حتى أثناء البلوغ، مشيرة إلى أنَّ الطفل البدين محفوف بالمخاطر والأزمات الصحية على مدار مراحله الحياتية كلها.
وحذرت الدراسات الحديثة، الآباء الذين يبتهجون بتمتع أطفالهم بـ"شهية صحية" من خطر إصابتهم بمرض السمنة المفرطة؛ مشيرة إلى أفضل النصائح للعلاج بحسب الحالة الصحية لكل طفل وفقا للإرشادات المذكورة بالبيانات التالية:
البدء أثناء فترة الحمل:
الطعام الذي تتناوله المرأة أثناء فترة الحمل يمكن الكشف عنه من خلال السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين في الرحم، وفي وقت مبكر أي بعد 15 أسبوعًا يتمكن الجنين من التعرف على الطعم والنكهة والتعرف على ما هوحلووما هو مر، وتجعل هذه الخطوة الطفل متقبلا للنكهة عند الفطام.
ومن المهم للمرأة أن تتناول مجموعة من الأطعمة الصحية أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية، علمًا أنَّ النساء الرشيقات، ومن لا يدخن، يزددن في الوزن أثناء الحمل ويكن أقل عرضة لإنجاب أطفال يعانون من السمنة المفرطة بعد تمتعهم بمستويات طبيعية من فيتامين (د).
الرضاعة الطبيعية:
يٌعرف لبن الأم بكونه أقل حلاوة من اللبن المصنع، وكل من نوع اللبن نفسه والطريقة التي يتغذي بها الطفل قد تساعدان في تطوير أنماط غذائية صحية، فالرضاعة الطبيعية تجعل الطفل أقل إصابة بالبدانة، وعلى الرغم من أنَّ دراسات عدة كانت تستند على عوامل خارجية، إلا أنَّ الأمهات في البلدان المتقدمة اللاتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية عرضة للسمنة أيضًا.
الصراخ لا يعد دليلًا على الجوع:
لطالما يبكي الأطفال بشدة ما يدفع الأمهات لاعتبار هذه الصرخات علامة على الجوع؛ لكن الرضع في حقيقة الأمر لا يحتاجون إلى تغذية دائما. فهناك العديد من الأسباب وراء بكاء الأطفال منها - الشعور التعب، والحفاض المتسخ، الغازات، ويجري ساخنة الشعور بالحر الشديد أوبالبرد الشديد والرغبة في عناق، الشعور بالملل ويعد الإلهاء من العادات الجيدة التي لا تعتمد على الاستجابة لكل ما يصدر من الأطفال.
المثبابرة:
وأكد عدد من الأبحاث أنَّ الأمر يستغرق من خمس إلى عشر مرات ليتعرف الطفل على الطعم الجديد قبل الولادة حيث كان لا يقبل ذلك.
وأشارت الأستاذة في جامعة ليدز ماريون، التي شاركت في صياغة أبحاث حول هذا الموضوع، إلى أنَّ تعريف الأطفال الصغار مرارا وتكرارا، ولا سيما من تقل أعمارهم عن عامين، على مجموعة من الخضروات، سيزيد من فرصة تفضيله للخضروات والطعام الأخضر في وقت لاحق في مرحلة الطفولة.
التغذية الجيدة والحركة المتواصلة:
هناك مبررات قوية تدفع الحكومات في الدول المتقدمة للحد من بيع المشروبات السكرية، وتحسين الوجبات المدرسية والنظر في فرض ضريبة على الأطعمة غير الصحية، ودعم الأصحاء، غير أن الآباء يتحملون على عاتقهم الجزء الأكبر من المسؤولية فيما يتعلق بما يجري في المنزل.
ويوصي الخبراء في هذه الحالة بالتخلي عن عادات عدة منها عدم تناول الطعام أمام التلفزيون أو شاشات خاصة بالنسبة إلى الأطفال الذين تصل أعمارهم إلى ما يقل عن عامين، ومراقبة كل ما يتناوله الأطفال، وتشجيعهم على ممارسة الرياضة لمدة ثلاث ساعات يوميًا.
كما يجب قضاء حوالي خمس ساعات في اليوم على الأقل في ركوب الدراجات أو الجري، وكذلك ممارسة بعض التمارين الرياضية القاسية على مدار ثلاثة أيام في الأسبوع، وينبغي ممارسة بعض التمارين الرياضية لتقوية العضلات مثل تمارين الضغط أو الجمباز.
أرسل تعليقك