الصويرة مدينة منسية مشهورة بالأساطير والرياح
آخر تحديث GMT12:45:37
 العرب اليوم -

حَوَّلَها مهرجان "كناوة" إلى قبلة للسياحة العالمية

الصويرة مدينة منسية مشهورة بالأساطير والرياح

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الصويرة مدينة منسية مشهورة بالأساطير والرياح

الصويرة مدينة الأساطير والرياح

الصويرة - سعيد بونوار ما أن تتنفس صعداء النجاة من مسالك وعرة وأنت في طريق الإطلالة على الصويرة.. المدينة المغربية العريقة التي تحكمها الأساطير، حتى تتراءى لك أفواج القنافذ والسلاحف والأرانب البرية والخنازير وهي تعبر الطريق المُعبّد، أحاسيس مليئة بالخوف والرهبة من المدينة الصامتة التي لا يُسمع فيها غير هبوب الرياح ، وتبدو شوارعها الموشحة بعبق بحري فارغة إلا من مشردين أو حمقى أو مفكرين عالميين يجوبون أزقتها بحثا عن الحقيقة، وحدها النوارس تطلق أصواتها وكأنها تُنْذِر بقدوم التتار أو ترفع شعارات المطالبة بوقف زحف الحضارة على المدينة.
الصويرة مدينة منسية مشهورة بالأساطير والرياح
تتوقف السيارة الرباعية عند مدخل باب من أبواب المدينة، هنا انتهت مهمة السيارة وبات التجوال مُرادِفاً للقدرة البشرية على المشي، فالدُّور السكنية المتقاربة، وضيق الأزقة حول المدينة إلى أشبه بغرف متراصة تحكي عن زمن الألفة.. حتى وقت قريب لم يكن سكان مدينة الصويرة يعرفون معنى الصخب، فالمدينة التي استقر بها الفينيقيون قبل التاريخ، أسست لمسارها الحضاري تاريخاً حافلاً بالأحداث والمواقف..مدينة عاشت على إيقاع أطماع غربية منذ أن توقف عند أمواجها الفاتح عقبة بن نافع وهو يتحسر على هذا البحر الكبير الذي منع جيوشه من نشر الإسلام إلى ما وراء الأطلسي.
الصويرة مدينة منسية مشهورة بالأساطير والرياح
يقف المرشد السياحي عند أحد أسوار المدينة، وهو يتحدث إلى سياح ألمان قائلاً "أكَّدَت الأبحاث الأركيولوجية التي أُجريت في جزيرة موكادور قرب مدينة الصويرة وجود مرفأ تجاري فينيقي، إغريقي، روماني"، ويضيف وهو يحاول مسك جلبابه نتيجة الرياح التي تهب بين الفينة والأخرى "حسب المؤرخين العرب والأجانب فإن اسم موكادور هو الاسم القديم للصويرة القديمة أتى من الاسم الفينيقي ميكدول والذي يعني الحصن الصغير".
الصويرة مدينة منسية مشهورة بالأساطير والرياح
يعتبر العهد العلوي عهد التأسيس الحقيقي للمدينة والذي يعود إلى عام 1760، وهو العام الذي يتزامن مع إنشاء السلطان العلوي محمد بن عبد الله ميناء الصويرة الذي كان يستقبل التجارة الخارجية بهدف تطوير علاقات المغرب مع أوروبا".
أسوار المدينة التي تحتضن المدافع المُصَوَّبة إلى البحر تختزل تاريخاً من مقاومة العدو البرتغالي والأسباني القادم من البحر، وميناؤها الذي جعل منه السلطان محمد بن عبد الله أكبر ميناء في أفريقيا يشهد على غنى وتطور الحضارة العربية الإسلامية، إذ من هذا الميناء كانت تتحرك السفن المغربية المحملة بالبضائع والمصنوعات والسواعد البشرية إلى أوروبا ومنه أيضاً كانت تتحرك البوارج إلى أميركا بعد اكتشاف هذه القارة.
ومازال الميناء يحتفظ بمعالمه التاريخية، غير أنه بدل السفن العملاقة التي كانت تنطلق من رصيفه استولت القوارب الصغيرة على مساحات من الميناء، ذلك أن أغلب سكان الصويرة يعتمدون على الصيد التقليدي.
وفي الصويرة التي اقترحها "بلفور" على يهود العالم بدل فلسطين، مازال يتعايش اليهود والمسلمون، بل إن لهؤلاء حياً كبيراً يسمى "الملاح"، وكان يهود الصويرة الذين هاجر معظمهم إلى فلسطين في عقد الستينات من القرن الماضي يسمون بـ"تجار الملك" ويحظون برعاية السلطان ويؤدون شعائرهم دون تضييق، فالشوارع النظيفة مازالت شاهدة على المعمار الإسلامي الأندلسي.
على بُعد أميال قليلة من شاطئ المدينة، تنتصب جزيرة صغيرة، تحتضن اليوم أعشاش صقور نادرة، ولأن بعض المشعوذين مستعدون لدفع الملايين نظير الحصول على بيضة الصقر المذكور، فقد انتبهت السلطات المغربية إلى خطورة الأمر، فجعلت من الجزيرة محمية لا يمكن دخولها إلا بتصريح من السلطة.
ويؤمن عدد من المفكرين والرسامين العلميين أن في المدينة شيئاً من الأسطورة التي تجعل منها قِبلة عدد من هؤلاء ممن يفضلون قضاء ما تبقى من العمر في مدينة تنام 11 شهرا لتستيقظ في إيقاعات مهرجان "كناوة" العالمي للموسيقى ثم تعود لتنسج الأسطورة.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصويرة مدينة منسية مشهورة بالأساطير والرياح الصويرة مدينة منسية مشهورة بالأساطير والرياح



GMT 09:32 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab