رياض كارميلا
الدار البيبضاء ـ سمية الوكاي
يقع "" في دروب وأزقة قديمة لمدينة مراكش الحمراء المغربية على بعد خمس دقائق من متحف المدينة، وثمان دقائق من ساحة جامع الفناء، يجمع هذا الرياض بين رياضين اثنين ويضم ثلاث باحات وغرفًا متعددة للضيوف، يمكن الانعزال في إحداها إذا رغب المرء في ذلك، فلا يمكن التردد أو التفكير للحظة
حين يتعلق الأمر بزيارة هذا الرياض فهو ركن جميل للانعزال في جو هادئ ودافئ بعيد عن ضوضاء المدينة وصخبها، إنه حقا ملاذ سلام ومكان لراحة البال.
يبعد المطار من المدينة مسافة ثمان كيلومترات، لهذا ينصح خبراء السياحة برياض كارميلا قبل اختيار النزل والقيام بإجراءات السفر، وطلب سائق خاص يقل السائح من المطار إلى الرياض لتسهيل مهمة التنقل في أحسن الظروف، وهذه المسألة تحد من الوقوع في مشاكل متعلقة بالتفاوض بشأن الثمن المتعارف عليه، وما يمكن أن يعقب ذلك من تلاعبات، فرياض كارميلا يوفر سائقين، وهذه الخدمة يمكن الاستفادة منها مقابل خمسة عشر يورو بالنسبة إلى ثلاثة أشخاص، ويتاح استعمال باص صغير تبعًا لعدد السياح.
ويمكن أداء المبلغ المحدد للإقامة في هذا الرياض إما نقدًا أو عن طريق البطاقة البنكية، سواء باليورو أو الدرهم، وتخفض نسبة خمسة في المائة في حالة الأداء بواسطة البطاقة البنكية. ويوفر الرياض وجبتي الفطور والعشاء، ويتم تقديمهما في الساحة الرئيسية خلال فصل الشتاء وفي الفضاء الخارجي خلال فصل الصيف، ولا يُحرم السائح من متعة تذوق مجموعة متنوعة من الأطباق التقليدية المغربية.يوضع فريق داخل رياض كارميلا رهن إشارة الزبون للاستفادة من حمام تقليدي مغربي بامتياز، والتعرف عن قرب على خصوصية الحمام المغربي وأدق تفاصيله، من خلال استعمال الصابون البلدي والغاسول المغربي لترطيب الجسم، ومساج متنوع بزيت الأركان المعروف بخصائصه التجميلية.وينظم الرياض رحلات جماعية يجد فيها السائح نفسه بين خيارين إما المشي على ظهر الجمال أو استعمال المنطاد الهوائي لاختلاس نظرات من الجو على الأرض، إذ على بعد سبع كيلومترات من مراكش الحمراء يكتشف الزوار ناديًا تقليديًا بفضاء جميل وسط أشجار الزيتون وحقل الزهور، الأمر الذي يثير فضول السياح لتتبع الخطوة الثانية من الرحلة في كل من الأطلس والصحراء، وبعدها يستفيد السياح من دروس في الطبخ المغربي.وليست هذه سوى البداية لأن أجندة الزوار تكون مليئة بالمفاجآت والمغامرات يتيه ليلها في نهارها ونهارها في ليلها، يزال بعدها اللثام عن وجه منطقة مولاي إبراهيم على بعد ثلاثين كيلومترًا من مدينة مراكش، عبر المرور بممر ضيق يمكن التعرف بعده على منطقة أسني المعروفة باللوز والزيتون، وبعد ذلك يحلو التجوال وتزداد الرحلة متعة بعد عبور طريق طويلة تؤدي إلى منطقة إمليل الجبلية، هذه القرية وجدت مقرها بين ممرات رائعة على مقربة من جبل توبقال أعلى قمة جبلية في أفريقيا الجنوبية. يستطيع السائح الركوب على ظهر البغال إن كان المشي مرهقًا ومتعبًا، وينزل بعد ذلك أهلاً وسهلاً للإفطار لدى مرشد سياحي من أبناء قرية إمليل، والتمتع برؤية بانورامية ساحرة على المكان يزينها منظر مُغرٍ على الأطلس، وبعد هذه الرحلة بين المناطق القروية أسني وإمليل وجبال توبقال لمراكش الحمراء يعود السياح أدراجهم إلى رياض كارميلا وكلهم شوق وحنين إلى رحلة ثانية تأخذهم إلى جو عليل، وهواء نقي، وكرم أناس تذكر طباعهم بأن الدنيا ما زالت بألف خير
أرسل تعليقك