مسقط - عبد الغني يحيى
تشتهر مدينة صلالة العُمانية بطقوس الطعام المثيرة التي لا تتناسب مع أصحاب القلوب الضعيفة؛ فمن العادات العمانية القديمة وضع رأس الحيوان المذبوح على الطاولة أمام الضيوف، بينما يجوب الأسواق المحلية الرجال اللذين يحملون سكاكين ضخمة استعدادًا لذبح الحيوانات، أما أسواق السمك فتزخر بالتونة وقرش المطرقة الصغيرة والكثير من فواكه البحر مثل الكالاماري وغيره.
وتعتبر المدينة عاصمة محافظة ظفار، جنوب السلطنة، وتبعد أكثر من 600 ميل إلى الجنوب من العاصمة مسقط، وهي مسقط رأس السلطان قابوس حاكم البلاد، وتضم قصرًا ضخمًا للسلطان لم يزره منذ العام 2010، وتعد أيضًا صغيرة ومنخفضة الارتفاع وتقع بين بحر العرب والجبال، وهي هادئة وآمنة بشكل ملحوظ.
وتمتاز صلالة بشراب جوز الهند الذي تقدمه الأكواخ على الطريق، وتضم أسواقها الكثير من البضائع مثل الكشمير والقبعات المطرزة وتحديدًا في سوق الحافة، إلى جانب البخور المميز، وهو تقليد عريق للمدينة وصناعة استمرت آلاف السنين، إذ تعد المنطقة واحدة من الأماكن القليلة جدًا التي تنتج الراتنغ العطري.
وتضم أيضًا شجرة البان الفريدة من نوعها في المنطقة والتي يستخرج منها الراتنغ بعملية شاقة جدًا، وما يزال أهل المنطقة يستخدمونه في الطقوس الطبيعة والدينية والتعاويذ.
ويشتهر الشعب العُماني بالود والترحّاب، واعتاد الناس تناول طعامهم جالسين القرفصاء على طاولة منخفضة حافيي الأقدام وحتى في المطاعم، والذي يعد مطعم بن عتيق أشهرها في المدينة، وتتكون عادة الوجبة من سمك القرش وصلصة جوز الهند والأرز ولحم البقر، والحلوى البودينغ بالتمر.
وتحتوي صلالة على أنقاض محمية سمهرم الموجودة على لائحة اليونسكو للتراث العالمي، وتقسّم المدينة إلى 3 أقسام وهي المنطقة السكنية والدينية والتجارية، وهناك خطط كبيرة لتطويرها، وتمتلك أميالاً من الشواطئ وتحديدًا شاطئ تقوع، صاحب الرمال المذهلة والمباني القديمة، التي تحتوي على شرفات معقدة.
وتشمل خطط التطوير تدشين الكثير من الفنادق على الشواطئ، ولكن الموجود الآن هو فندق واحد 5 نجوم يدعى روتانة، اللذي يحتوي على غرف واسعة وكبيرة ودورة مياه داخلية وشرفة خاصة، ويبدو أن المدينة مقبلة على ازدهار عصرها السياحي عما قريب.
أرسل تعليقك