قمنا بالتجول في إحدى أهم المحميات الطبيعية بجمهورية مصر العربية هي " محمية سالوجا وغزال "وهي مزار سياحي بيئي مهم، وبالرغم من صغر مساحة هذه المحمية الا انها لها اهمية كبيرة وعليها الكثير من الرقابة حيث تقع محمية جزر سالوجا وغزال وسط نهر النيل شمال خزان، بالقرب من جزيرة سهيل النوبية، وتعتبر هذه المنطقة محمية طبيعية بقرار رقم 928 لسنة 1986، كما أعلنت "سالوجا وغزال" كمحمية ومحيط حيوي عام 1993 م من برنامج الإنسان والمحيط الحيوي بهيئة اليونسكو " UNESCO" في العاصمـة الفرنسية باريس، وذلك للحفاظ على الحياة البـرية والمصادر الوراثية والتأكيد على التنمية المتواصلة المبنية على أسس بيئية.
أما عن سبب التسمية فقد أكد المرشد السياحي محمد يوسف في حوار مع "العرب اليوم" أن كلمة سالوجا تعني الشلال باللغة النوبية وهذا لاتباط الثقافة النوبية، بالمحمية واقترابها من جزيرة سهيل النوبية لذلك اطلق عليها اسم سالوجا، أما غزال يشير إلى انتشارنوع من الغزلان في المنطقة في فترة زمنية سابقة لم تعد موجود الأن، وأن الهدف الأساسي من إقامة المحمية هو تشجيع سياحة المحميات الطبيعية في مصروالانستفادة من ندرة الطيور والنباتات في جذب الدارسين وتهيئة مناخ لـ"السياحة" البيئية في أسوان.
وتوفير الحماية للطيور المهددة بالانقراض وحماية نباتات المنطقة والعمل على استقرارها وزيادة إنتاجها وزراعة النباتات ذات الأهمية الاقتصادية في مواطن مناسبة بيئيا لضمان دوامها واستقرارها وزيادة إنتاجها، وزراعة شتلات لنباتات نادرة والحفاظ علي السلالة من الانقراض
وتضم المحمية أكثر من 60 نوعًا من الطيور النادرة والمهددة بالانقراض، وبعضها سجلتها آثار القدماء المصريين مثل أبو منجل الأسود. ومن الطيور المهددة بالانقراض: العقاب السنارية ودجاجة الماء الأرجواني التي لها فائدة كبيرة في تطهير البيئة من الآفات الزراعية ومن البقايا المتحللة ، ومن بين الطيور المقيمة والزائرة: الواق والهدهد والأوز المصري والوروار وعصفور الجنة والبلبل
وتتميز المنطقه بسيادة أنواع شجيرية مثل: السنط والطرفة واللويث والهجليج وهذا الكساء الخضري الطبيعي يمثل جزءاً من اللسان الخضري الذي قدر له البقاء بعد إقامة خزان أسوان القديم والسد العالي ويضم الكساء الخضري، ومن اشهر النباتات المستحية حيث يوجد بالمحمية كميات كبيرة منه وهو نبات بمجرد لمسه يضم كل ورايقاتة للداخل وبعد عدة دقائق يرجع كما كان.
وتابع المرشد السياحي بحديثه عن أهمية هذه المحمية التي مازالت محتفظة برونقها منذ ايام الفراعنة أى منذ مايقرب من 7000 عام، وتعتبر المحمية مزاراه هام للسئحين الاجانب والمصريين كما يقوم الكثير من الباحثين والدارسين بالزيارة الي تلك القطعة الجمالية التي تضم العديد والعديد من النباتات والطيور والحشرات النادرة
كما أن المياه تغمر البحيرة الصغيرة بوسط المحمية بالمياة في أيام الفيضان شهري يوليو وأغسطس/آب وتظهر فارغة علي مدار العام لنجد بيوت الأسماك وما انتجتة من ثقوب بالبحيرة كما نجد جدار كبير مرتفع ليحمي المحمية والنباتات في اوقات الفيضان من غمر المياة لها
كما أظهرت جامعة أسوان أهتمام خاص بالمحمية الطبيعية وقامت بتنظم دورات تدريبية لطلاب قسم الجغرافيا حول ظاهرة الحفر ونشاط الإنسان داخل محميات سالوجا وغزال بالتعاون مع إدارة المحميات الطبيعية لجنوب الصعيد ويضم التدريب دراسة ظاهرة الحفر الوعائية الموجودة في محمية سالوجا وغزال وكيفية تكونها وقياسها، وذلك عن طريق تقسيم الطلاب إلى مجموعات عمل لملاحظة العلاقة ما بين الحفر الوعائية ونشاط الإنسان.
ويعلم الجميع إن زيارة محمية سالوجا وغزال بالامر الهام لما تعنية المحمية من اهمية للحفاظ علي النباتات النادرة والطيور من الانقراض لذا يتوجب الموافقة من ادارة المحميات بمديرية شؤون البيئة على الزيارة وذلك باتاذ اجراءات الزيارة و الحصول على الموافقة على زيارة المحمية من خلال تصريح من إدارة المحمية يحدد فيه يوم الزيارة وعدد الزوار إلى المحمية.
كما تتمتع محافظة أسوان بطبيعتها الخلابة فتح الباب أمام منتج سياحى جديد وهو السياحة البيئية ، مضيفا أن هذا المنتج السياحى الجديد فى أسوان محبب للسياحة الداخلية وأيضا للسياحة الخارجية على حد سواء لما يميز أسوان من تراث أسوانى نوبي يتميز بالهدوء والطبيعة الخلابة والتميز فى كافة الجزر الموجودة .
من جانبة أكد محمد عبدالهادي رئيس غرف السياحة بمحافظة أسوان أن ملف السياحة البيئية هو أحد أهم الملفات التي تعد من أنجح الوسائل للانتعاش الاقتصادي وتسهيل الاتصال بالطبيعة ،إن السياحة البيئيةهى ظاهرة جديدة تهدف الى البحث والدراسة والتأمل في الطبيعة والنباتات والحيوانات وتوفير الراحة للإنسان، فالميزة التي يتيحها تطبيق السياحة البيئية ، بجانب إعداد برامج سياحية تعتمد على توجيه السياحة نحو المواقع المميزة فى محافظة أسوان والتأكيد على ممارسة سلوكيات سياحية إبداعية ومسلية، دون المساس بنوعية البيئة أو التأثير عليها وهو ماتسعى إلية الدولة حاليا وهو نشر نوع جديد جاذب للسائح وممتع وترويجي للمحافظة وماتضمها من تنوع للمنتج السياحي.
هذا ومازال الحفاظ علي هذه المحمية قائم لاهميتها واستمرار الابحاث علي الطيور والنباتات مستمر فهي بيئة امانة للحفاظ علي النباتات النادرة والحيوانات ومازال الباحثون الاجانب والمصريين ياتوا بزيارة اليها بقصد البحث ومتبعة الطيور عن قرب
وتعتبر المحمية كأحد المواقع المهمة لرصد الطيور المهاجرة والمقيمة وتم رصد 128 نوعا منها كما تستقبل المحمية إعدادا كبيرة من طلبة المدارس في زيارات للتوعية البيئية من مختلف المراحل التعليمية علي مدار العام الدراسي بالإضافة إلي زيارات ترفيهية إلي المحمية من اهالي أسوان.
وناشد عدد كبير من العاملين بمجال السياحة الدولة بضرورة الأهتمام بمدينة أسوان غنية بمقوماتها الطبيعية والبيئية التى من الممكن أن تجذب السائح الأجنبى والزائر المصرى لقضاء عطلته وسط الهدوء وبعيدا عن الضوضاء وبأسعار مناسبة، مناشدا الحكومة بالنهوض بهذا النمط الذى لن يكلفها ماديا كثيرا بجانب تدريب الكوادر العاملة فى نمط السياحة البيئية وتذليل العقبات أمام الاستثمار فى هذا المجال خاصة فيما يتعلق بإنشاء فنادق بيئية.
ويقول فتحي إن هناك خطوة لتطوير المحمية والقاء الضوء عليها بشكل أكبر ونشر ماتضمة المحمية من اسرار وكنوز من النباتات والطيوروالزواحف، وأنه قريبًا سوف نجد الكثير من التغيرات التي تمشل مزارات أسوان السياحية بمختلف أنواعها .
أرسل تعليقك