اللبنانيون يمضون عطلاتهم بين الشمس والقمر والنجوم
آخر تحديث GMT04:25:42
 العرب اليوم -

يجدون في تأملها أسلوبًا للتخلص من همومهم اليومية

اللبنانيون يمضون عطلاتهم بين الشمس والقمر والنجوم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - اللبنانيون يمضون عطلاتهم بين الشمس والقمر والنجوم

لبنان
بيروت - العرب اليوم

إذا تصفحت بسرعة مواقع التواصل الاجتماعي؛ من «فيسبوك» و«إنستغرام» و«تويتر»، لا بد أن تلفتك الدعوات الكثيفة لجمعيات وقرى لبنانية للمشاركة في رحلات تتعلق بالكواكب، فتأمُّل مغيب الشمس واكتمال القمر وعناقيد النجوم يشكل أحدث صرخة في عالم العطلات لدى اللبناني اليوم. فهو يجد فيها أسلوباً للتخلص من همومه اليومية وفسحة تواصل افتراضية مع المجرات والأجسام الفلكية بعيداً عن رتابة إيقاع حياته اليومية وكذلك عن آفة إدمان «الجوال».

وجاءت هذه النشاطات التي تُنظم أسبوعياً بمثابة طاقة فرج لبعض اللبنانيين الذين يبحثون عن فكرة جديدة تسمح لهم بإمضاء عطلة الأعياد. فلقد امتدت إلى نحو سبعة أيام متتالية بفضل تزامن عيد الأضحى مع عيد انتقال السيدة العذراء. وشكلت هذه المشاريع وسيلة هروب مجانية أحياناً وذات تكلفة رمزية أحياناً أخرى وذلك حسب كل نشاط وطبيعته. وكما الفنادق والمقاهي الواقعة في بيروت قبالة شاطئ البحر، كذلك مناطق ريفية يزيد ارتفاعها على 1000 متر تروج لهذه الرحلات.

ويستقطب مشهد الغروب في الطابق الأخير من فندق «فور سيزونز» وعلى شرفة «سباين» في ضبية وسطيحة «أيريس» على الواجهة البحرية وغيرها، شريحة لا يُستهان بها من الشباب اللبناني. فيجتمعون هناك مع أصدقائهم ضمن جلسة لا تشبه غيرها، ويتأملون خلالها منظر مغيب الشمس وهي تغطس في البحر على مدى نحو 30 دقيقة، فيغسلون بدورهم أفكارهم المعلّبة بفعل أدوات الزمن الإلكتروني المحيطة بهم في أماكن العمل والمنزل. ومعها يجددون خلاياهم الفكرية مع مشهدية تتصل اتصالاً مباشراً بالطبيعة.

ومن على جبال لبنانية كصنين وفاريا وفالوغا وتنورين الفوقا وأرز الشوف وغيرها، تُنظم رحلات متنوعة في هذا الإطار لتشمل منظر اكتمال القمر الذي يحدث مرة في الشهر. وكذلك للتمتع بمشهدية النجوم المتلألئة في السماء عندما يكون القمر غائباً. وأيضاً لتأمل منظر طبيعي آخر يتمحور حول ساعة الغروب التي تحصل ما بين السابعة والنصف والثامنة مساء، حسب توقيت لبنان.

«إنها تُعد من الساعات الذروة التي يشهدها فندقنا في بيروت». تقول ماريا سابيلا مديرة التسويق في فندق «فور سيزونز». وتضيف إن «منظر غياب الشمس وهي تغطس في بحر بيروت ومن الطابق 26 في الفندق، تحول إلى وجهة سياحية بحد ذاتها يقصدها اللبنانيون المقيمون والسياح العرب والأجانب للتمتع بمنظرها». ويزدحم طابق «روف توب» في الفندق المذكور بهواة هذا النوع من المشاهد الطبيعية بعد أن تم تجديده عمارة وديكوراً موقعين من قبل المهندس اللبناني الشهير برنار خوري، فيتابعونها وهم يرتشفون فنجان قهوة أو مشروبات باردة في مقهى الطابق الـ26 المطل على ناحية الغرب في ظل ديكورات يطغى عليها الأبيض، وتنعكس راحة على الجالس في أحضانها.

«إنها لحظات رائعة لا أحب تفويتها لا بل أعتبرها علاجاً طبيعياً أفرغ من خلاله همومي اليومية»، يعبّر مارك خوري أحد الذين التقيناهم على شرفة الفندق المذكور واصفاً مشهدية غروب الشمس.
ومن جرود بلدة كفردبيان وصولاً إلى بلدة فاريا يجري تنظيم رحلات مشي يقطع المشاركون فيها نحو 8 كيلومترات من أجل مشاهدة منظر غياب الشمس من على علوّ 1500 متر عن سطح البحر. «لقد بدأنا في تنظيم هذه الرحلات منذ نحو 8 أشهر مع بضعة أشخاص لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين. واليوم أصبح يفوق عددهم الـ1000 وبينهم سياح أجانب ولبنانيون يهوون رياضة الهايكينغ (السير على الأقدام)». تقول باسكال أسمر التي تنظم هذه الرحلات في بلدة فاريا، وتضيف: «وكما غياب الشمس فإننا ننظم رحلات لمشهدية اكتمال القمر ومجرات النجوم. فاللبناني اليوم يعيش تجربة جديدة مع الطبيعة بعد أن تحولت إلى نزعة ترافقنا طيلة موسم الصيف، وتضفي نوعاً من الاسترخاء والراحة على يومياته».

ومن بلدة تنورين الفوقا حيث بإمكان المشاركين في رحلة اكتشاف المنطقة، التمتع بموازاة ذلك بمنظر غياب الشمس، يقول إيلي: «جميع الجبال في لبنان تتلقف هذه المشهديات في طبيعتها، كونها تقع على ارتفاعات عالية تجذب الأشخاص من كل الأعمار». وعما يميز لحظات غياب الشمس في البلدة المذكورة يوضح: «إن منظر غيابها من فوق الغيوم وصولاً إلى البحر يشبه رقصة تعبيرية خيالية من النادر مشاهدتها في مواقع أخرى».

وفي منطقة أرز الشوف تتلألأ النجوم في سمائها الصافية، وضوء القمر المكتمل، وكذلك منظر غياب الشمس محاطة بأشجار الأرز، فتؤلف لوحة طبيعية خلابة. «لقد كنا السباقين في تنظيم هذه الرحلات واكتشاف مناظر طبيعية تخطف الأنفاس». يقول هادي عساف صاحب جمعية «سيدرز غراوند كامبسيت» المنظمة لهذا النوع من الرحلات في منطقة الشوف. ويتابع : «هدفنا منها توطيد العلاقة ما بين اللبناني والطبيعة، وكذلك فرصة السماح له في التمتع بلحظات من الصمت والتأمل، في ظل مشهدية اكتمال القمر أو غياب الشمس، وحتى خلال مشاهدة مجرة نجوم (درب التبانة) التي تبدو بوضوح من هنا». أما جديد هذا النوع من الرحلات المرتكزة على رياضة المشي، فيتجلى في مشهدية «مون سيت» (moon set) ، أي لحظات غياب القمر. «إنها مشهدية جديدة نحاول تسليط الضوء عليها لاستقطاب أكبر شريحة ممكنة من اللبنانيين». يقول هادي عساف في سياق حديثه لـ«الشرق الأوسط»، ويتابع: «فبلحظات قصيرة عادة ما تحصل فجراً نرى القمر يتحول من الأزرق بفعل انعكاس لون السماء عليه ليتحول إلى أصفر، ومن ثم إلى أحمر تماماً، كالشمس قبيل أن تغرق في البحر».

بعض هذه الرحلات تُقام مجاناً من قبل فرق محلية صغيرة، فيما لا تزيد كلفة بعضها الآخر عن 20 دولاراً. وهي تغطي تكلفة وسائل النقل التي تنقل هواة المشي من بيروت إلى مناطق بعيدة، وكذلك ثمن وجبات خفيفة يتناولونها في استراحات متقطعة.

قد يهمك أيضا:

تدفّق كثيف للسيّاح الجزائريين عبر المعابر الحدودية نحو تونس لقضاء العطلات

سان أنطونيو ثاني أكبر مدينة في ولاية تكساس الجنوبية وأفضل أماكن العطلات

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللبنانيون يمضون عطلاتهم بين الشمس والقمر والنجوم اللبنانيون يمضون عطلاتهم بين الشمس والقمر والنجوم



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 03:30 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات
 العرب اليوم - لبنان يطالب بتطبيق القرار 1701 بحرفيته دون إضافات أو تفسيرات

GMT 15:16 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء
 العرب اليوم - العلاقة بين الاكتئاب وحرارة الجسم دراسة جديدة تسلط الضوء

GMT 01:13 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك
 العرب اليوم - جيش منظم على الإنترنت ضد "تزوير الانتخابات" يدعمه إيلون ماسك

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية

GMT 09:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

هيدي كرم تتحدث عن صعوبة تربية الأبناء

GMT 15:09 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

توتنهام يتأخر بهدف أمام أستون فيلا في الشوط الأول

GMT 11:18 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

رامي صبري يُعلق على حفلته في كندا

GMT 04:13 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يعرب عن «صدمته» إزاء المعارك في وسط السودان

GMT 21:38 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

هاريس تتعهد بالعمل على إنهاء الحرب في الشرق الأوسط
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab