الرباط - العرب اليوم
ترافق الإعداد لسيناريوهات الخروج من الحجر الصحي في المغرب مع استراتيجيات وبرامج تروم تخطي الأزمة وتدليل الصعاب خلال مرحلة ما بعد «كوفيد - 19»، التي يقر المسؤولون بأنّها ستكون أصعب من مرحلة فرض الحجر الصحي، ومن بين القطاعات التي يسعى مسؤولوها إلى استشراف المستقبل على أمل تجاوز الأزمة والحد من الخسائر التي أفرزتها الجائحة، تأتي السياحة وأخذاً بعين الاعتبار أهمية القطاع السياحي، سارع المسؤولون، في مرحلة أولى، إلى دراسة تأثيرات انتشار كورونا واتخاذ تدابير وإجراءات لمواجهة تداعياته، من خلال اعتماد برنامج عمل لإعادة إحياء النشاط السياحي، بالعمل على تقوية نظام الرصد وجمع البيانات لتحليلها ورفع التقارير بشأنها إلى لجنة اليقظة الاقتصادية، في أفق تقديم الدعم لتفادي إفلاس الشركات في مجال السياحة والحفاظ على مناصب الشغل، وذلك بسبب تضررهما الكبير من الجائحة.
وشدد المسؤولون على أن المفتاح لتجاوز الأزمة يمر عبر إنعاش السياحة الداخلية، وتكثيف الجهود للنهوض بقطاع النقل الجوي، وإطلاق حملات ترويجية رقمية، ودعم المهنيين للولوج إلى الوسائل الرقمية، وتوفير الإمكانات للإنعاش التدريجي للقطاع، والرفع من القدرة التنافسية للمغرب والاستفادة من سمعته لجلب السياح بعد رفع حالة الطوارئ الصحية وفي سياق هذه الدينامية، كان الموعد، يوم الجمعة الماضي، على مستوى وجهة الصويرة (جنوب الدار البيضاء)، مع تقديم لخريطة طريق مدينة الصويرة الخاصة بالموسم السياحي والدخول المقبل، بحضور نادية فتاح العلوي وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي.
وتعد هذه الخريطة، التي أعدتها جمعية الصويرة موكادور بشراكة مع المجلس الإقليمي للسياحة، حسب أندري أزولاي، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس والرئيس المؤسس لـجمعية الصويرة موكادور، «ثمرة موهبة والتزام لتطوع ودفاع مجموع الصويريين الذين تمكنوا بسخاء وانخراط من العمل خلال أسابيع لرسم معالم هذه الخطة، مستمدين في ذلك ما تزخر به المدينة من مؤهلات». وأوضح أنّ خريطة الطريق تهم الموسم السياحي الذي انطلق أخيراً، وكذا الدخول المقبل خلال شهر سبتمبر (أيلول)، والممتد إلى نهاية السنة الجارية، مع برمجة نحو عشرين مظاهرة، ستنظم طبقاً للتدابير الصحية والاحترازية المعمول بها من قبل السلطات العمومية، وفق وضعيات تتلاءم مع الظرفيات، وذلك حتى «تحافظ الصويرة وتعزز وتديم ديناميتها»، وتابع أنّ «موقع الصويرة وطموحاتها وطلباتها ومتطلباتها كلها تتسم اليوم بالمشروعية».
وأكد أزولاي أنّ «سياحة الغد ستكون، في المقام الأول، سياحة الإيكولوجيا والرفاهية»، مشدداً على مركزية الثقافة في إعادة تأسيس الصناعة السياحية والفندقية بالنسبة لفترة ما بعد «كوفيد - 19» وزاد أزولاي متحدثاً عن خصوصيات وجهة الصويرة والتوجهات المرسومة لما بعد الأزمة: «هنا بالصويرة، نستضيف الفنون بصفة عامة والثقافة بصفة شاملة، فوق منصة المعرفة، الأمر الذي يمكننا من التطور والتقدم، وأن نكون كما كان الصويريون دائماً يطالبون بها دائماً وهو العالمية وفن العيش المشترك ومحو الخلافات».
من جهتها، قالت فتاح العلوي إنّ زيارة الصويرة مكنت من الاطلاع على البرنامج السياحي والثقافي الذي وضعه فاعلو المدينة والممتد على عدة أشهر، مشيدة بخريطة الطريق، التي قالت إن من شأنها تعزيز إقلاع النشاط السياحي بمدينة الرياح، ورفع منسوب الثقة في هذا القطاع الحيوي على مستوى هذه الوجهة، ومنها على المستوى الوطني، مشددة على ضرورة تكامل الجهود لضمان نجاح جماعي لفترة ما بعد الحجر الصحي، داعية الفاعلين المحليين إلى التعبئة الدائمة للاستئناف التدريجي للنشاط السياحي في ظروف صحية وآمنة، بهدف صون صحة السياح والمستخدمين.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
انهيار حركة النقل الجوي بنسبة 95% في غرب أفريقيا بسبب كورونا
تعرف على قائمة البلدان المستعدة لاستقبال السياح من حول العالم
أرسل تعليقك