الجسر المعلق في دير الزور دمّرته الحرب وما زال عالقًا في ذكريات السوريين
آخر تحديث GMT22:09:45
 العرب اليوم -

يعود تاريخ بنائه إلى زمن الانتداب الفرنسي عام 1925

"الجسر المعلق" في دير الزور دمّرته الحرب وما زال عالقًا في ذكريات السوريين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "الجسر المعلق" في دير الزور دمّرته الحرب وما زال عالقًا في ذكريات السوريين

"الجسر المعلق" في دير الزور
دمشق - العرب البوم

لطالما اشتهرت دير الزور بجسورها التي تربط ضفتي نهر الفرات، وتصل جناحي المدينة بعضهما ببعض. وبعد الحرب التي عصفت بحجرها وشجرها وبناها التحتية، اختفت جسور المدينة تماما بعدما استكمل "التحالف الأمريكي"، ما سبق وبدأته التنظيمات الإرهابية كـ"جبهة النصرة" و"داعش"، من تدمير للمدينة وجسورها، وتقطيع لأوصالها، ولأحلام ساكنيها.ذكريات "الجسر المعلق"، هي اليوم الغائب الحاضر في حياة أهل دير الزور، لا أدل على ذلك تداعي أحاديث "المضافات" التي درج سكان المدينة على التلاقي فيها كل مساء، إلى ذكريات المدينة قبل الحرب، وعلى رأسها جسرها المعلق وحباله التي كانت تمتد كالأطواد بين نقاط ارتكازه.

يحتفظ "الديريون"، كما يكنى سكان دير الزور بين أقرانهم السوريين، بصورهم على الجسر المعلق كتذكار من (الزمن الجميل)، كما يصفون السنوات التي سبقت الحرب الإرهابية على بلادهم، فلا تكاد تجد (ديريا) واحدا إلا وله حصته من الصور الشخصية على الجسر، يحتفظ بها في ألبوم صوره أو على جهازه المحمول.صور توثق المكان الذي لطالما احتضن ذكريات المدينة، فهو مقصد الكبير والصغير والعاشق والزائر والسائح لما له من أهمية جمالية وتراثية، كما كان مقصدا للأدباء والشعراء الذين تغنوا به وبنهر الفرات الخالد، ومكان لمن يهوى صيد السمك مستعينا بأعمدة الجسر لتثبيت سنارته.

ويعد الجسر المعلق أهم معلم أثري في مدينة دير الزور، ويعود تاريخ بنائه إلى زمن الانتداب الفرنسي عام 1925، واستمر بنائه 6 سنوات قضى خلالها الكثير من أبناء المدينة، وقد انهت الشركة الفرنسية بناء الجسر في مارس/ آذار سنة 1931.ويمتاز جسر دير الزور المعلق بركائزه الحجرية الأربعة الباسقة، تربطها ببعضها قضبان معدنية فولاذية بأسلوب هندسي بديع، ويبلغ ارتفاع كل ركيزة 36 متراً، أما طول الجسر فيبلغ 450 متراً وعرضه 4 أمتار، وقد كلف إنشاء هذا الجسر مليون وثلث المليون ليرة سورية في ذلك الحين وفي عام 1947 تم تزويد الجسر بالكهرباء، وفي 1955 صبغ باللون الأصفر وأنير بأنوار ملونه غاية في الجمال، تنعكس ليلاً على صفحة مياه النهر.وفي 1980، تم منع السير على الجسر بالسيارات والدراجات النارية، وقبل ذلك، كانت عملية مرور السيارات تنظم عبر استخدام الهاتف بين عامليْن كل منهما يتمركز في طرف من طرفي الجسر، يخبر أحدهما الآخر بمرور سيارة من جهته إلى الجهة الأخرى، فيمنع العامل الآخر مرور السيارات حتى وصولها إلى مقصدها، وهكذا.

بدأ تدمير الجسر في عام 2013، حين قام مسلحو تنظيم "الجيش الحر" باستهدافه بضربات صاروخية، ليأتي تنظيم "جبهة النصرة" الذي انبثق لاحقا عن سلفه "الجيش الحر" ويستكمل مهمة تدميره مع الجسور الأخرى على نهر الفرات، ليلي ذلك ثنائية طائرات التحالف الأمريكي ومفخخات تنظيم "داعش" الإرهابي، اللذين أتيا على ما تبقى من جسور كانت تربط ضفتي نهر الفرات على طول امتداده السوري الذي يناهز 610 كيلو مترا، بما في ذلك جسري "السويعية" و"الباغوز" في البوكمال، وجسري الرقة القديم والجديد، وجسري قرية الكالطة والعبارة، وصولا إلى تدمير آخر الجسور وهو جسر "المغلة" غرب قرية مدينة "معدان" بريف الرقة، بهدف قطع الطريق بين ضفتي نهر الفرات، وفصل منطقة الجزيرة بشكل شبه نهائي عن بقية الأراضي السورية من الجهة الجنوبية لنهر الفرات الجسر المعلق، الذي لطالما كان شريانا اجتماعا واقتصاديا يربط ضفتي الفرات، بقي معلقا في ذاكرة أبناء الفرات ممن يتساءلون اليوم، عما إذا كانوا سيرون الجسر المعلق معلقا من جديد، أما أنه سيبقى في قلوبهم وذكرياتهم فقط.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

"الحبانية" العراقية تستقبل أعدادًا غفيرة من السائحين

جزر الكناري تدعم السياحة على طريقتها وتتكفل بعلاج السائحين من مصابي "كورونا"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجسر المعلق في دير الزور دمّرته الحرب وما زال عالقًا في ذكريات السوريين الجسر المعلق في دير الزور دمّرته الحرب وما زال عالقًا في ذكريات السوريين



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab