مجموعة إرشادات لحجاج بيت الله الحرام تساعد في التقليل من الأثر البيئي السيء
آخر تحديث GMT10:13:41
 العرب اليوم -

الحفاظ على المياه و تجنُّب استخدام الأكياس البلاستيكية وشراء المنتجات المحلية

مجموعة إرشادات لحجاج بيت الله الحرام تساعد في التقليل من الأثر البيئي السيء

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - مجموعة إرشادات لحجاج بيت الله الحرام تساعد في التقليل من الأثر البيئي السيء

حجاج بيت الله
مكة المكرمة ـ سعيد الغامدي

تتناثر زجاجات المياه والأكواب البلاستيكية وعلب طعام فيها الكثير من بقايا الطعام غير المأكول، وأكياس بلاستيكية. كما تختلط الفضلات بأبخرة ثاني أكسيد الكربون المنبعثة من أميال من الحافلات تقلُّ حجاجًا متعبين ولكنهم مبتهجون على الطرق الصحراوية الترابية. هذه هي الآثار البيئية التابعة لأكبر حج سنوي في العالم،  إنه مشهد مؤسف، نقيض للتجربة الروحية التي لا مثيل لها التي تحدث في الحج.

قد يبدو الاتجاه للحفاظ على البيئة خيارًا جليًا بينما نعرف المزيد عن آثار تغير المناخ، ولكن بالنسبة للمسلمين، حماية الطبيعة والحفاظ عليها ليست مجرد مسؤولية اجتماعية، ولكنها أيضا مسؤولية دينية، فوفقا للقرآن الكريم فإن كل إنسان خليفة على الأرض، فيكون مسؤولاً عن رعاية الطبيعة بجميع أشكالها. وعلى حد تعبير عالم البيئة عثمان ليولين: "لدى البشرية قدرة هائلة على القيام بالخير والشر، ومع القدرة تأتي المسؤولية"، وإذ يصل حوالي ثلاثة ملايين حاج إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة - أكثر الأماكن المقدسة في الإسلام - أثناء الحج، حيث أصبح الأثر البيئي قضية محل الاهتمام.

قبل ست سنوات، ألفت الدكتورة حسنة أحمد، وهي الرئيس التنفيذي لمنظمة "غلوبال وان" الدولية للتنمية في المملكة المتحدة، أول "دليل أخضر للحج" في العالم بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية، وهي تشير إلى أن المسلمين في عام 2017 قد يكونون أكثر وعيا بمسؤوليتهم تجاه البيئة وأكثر نشاطا في المساهمة في التغيير الإيجابي. وقالت: "لقد بدأت بوضع خطط طموحة للغاية للدليل الأخضر، ولكنني أعتقد أنه قبل ست سنوات لسوء الحظ، عندما أُصدِر الدليل لم يكن العالم الإسلامي مستعدا لاتخاذ إجراء حقيقي"، وأضافت "ما زلت متفائلة جدا في أن يواصل آخرون هذا العمل ويدفعون الحجاج إلى السير بخفة على هذه الأرض، واستغلال قوتهم بصفتهم مستهلكين لمطالبة وكلاء السفر بوضع تغير المناخ في الاعتبار".

ويستخدم الدليل أسسًا من القرآن الكريم وسنة النبي محمد للتأمل في الدمار البيئي الذي قد يسببه الحجاج، فضلا عن تقديم إرشادات عملية حول كيفية جعل الحج تجربة أكثر روحية واستدامة. وترى الدكتورة حسنة أن المسلمين في المملكة المتحدة يجب أن يكونوا في طليعة الحجاج الذين يحافظون على البيئة، وأضافت: "في حين أننا بحاجة إلى إدراك الوضع الاقتصادي السيئ للمسلمين في المملكة المتحدة، إلا إنه لا يزال عذرا غير كاف لعدم إسهامنا في قضية تغير المناخ، وقد أصبح المسلمون أكثر إدراكا لمسؤولياتهم باعتبارهم خلفاء في هذا الكوكب، وخاصة المسلمين في تلك الألفية الذين أصبحوا على وعي تام بالأثر البيئي المترتب على تصرفاتنا".

ومن العوامل الأساسية المؤثرة على البيئة في الحج ارتفاع عدد الحجاج، والتوسع الكبير والمستمر في المملكة العربية السعودية، وإعادة بناء المواقع المقدسة والفنادق، ليس من غير المألوف أن نسمع أحد الحجاج يعلن إنه أدى طقوس الحج مرات عديدة، على خطى نبي الإسلام، وعلى الرغم من أن الحج عدة مرات ليس ممنوعا، إلا إن التعاليم البيئية للإسلام جنبا إلى جنب مع النتائج العلمية في الوقت الحالي من المفترض نظريا أن تقلل قيام الحجاج بالذهاب مرات عديدة للحج.

وتقول الدكتورة حسنة: "من المهم أن يدرك الناس أن الذهاب مرات عديدة للحج تصرف غير مسؤول، لأن الضغوط الناتجة من وجود ثلاثة ملايين شخص بهذا التقارب ستؤدي حتما لحدوث تأثير بيئي"، إذ تعتقد أن نظام الحصص وسيلة عملية لمعالجة المشكلة.
ولا شك أن الحكومة السعودية تواجه تحديا هائلا في إدارة هذا الشكل الفريد من أشكال السياحة، ولكنها تحرز تقدما، وقالت الدكتورة حسنة: "تعمل المملكة العربية السعودية بجد لتوفير الطاقة الشمسية للمملكة بصرف مبلغ 50 مليار دولار لتعزيز الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما أنشأت مترو مكة للحجاج"، وبحلول عام 2018، من المفترض أن يعمل خط سكة حديد عالي السرعة بكامل طاقته، يخدم مكة المكرمة والمدينة المنورة ومدينة جدة حيث يصل الحجاج.

وتفخر بعض الفنادق، مثل فندق موفنبيك أنوار المدينة، بتثقيف الموظفين وأعضاء المجتمع حول الممارسات المستدامة، وقد نفذ المدير العام للفندق ورئيس لجنة البيئة به سامح النشار خطة عمل تفصيلية تضمن عدم تأثير الأعمال على مواقع التراث الثقافي والطبيعي، وتعطي الأولوية للمنتجات الصديقة للبيئة؛ وتزيد باستمرار الوعي بالممارسات المستدامة.

وانضم آخرون إلى الدكتورة حسنة في سعيها لجعل الحج غير ضار بالبيئة، فمنذ فترة طويلة يشجع الدكتور فارودين ماغري مانغونجايا من "جامعة ناسيونال" في جاكرتا وكلاء السفر الاندونيسيين للاعتماد على السفر المستدام، ويقدم الآن للحجاج أول تطبيق للحج الصديق للبيئة في العالم، ويهدف التطبيق لتثقيف الحجاج عن مسؤولياتهم كخلفاء في الأرض وتحفيزهم على القيام بدورهم من أجل البيئة. فكيف يستطيع الحجاج أن يكونوا مسؤولين بيئيا، وأن يقللوا من الأثر البيئي السيء ويجربوا الحج بطريقة أكثر جدوى من الناحية الروحية؟
الحفاظ على المياه

التقليد النبوي يعلم المسلمين استخدام المياه باعتدال، حتى لو وجد المرء نفسه في مصب النهر.
اختر شركة طيران صديقة للبيئة.
وتميل أحدث الطائرات إلى طيران أكثر كفاءة وأقل تلويثا.

اختر فندقًا يهتم
لا تترك الأمر لوكيل السفر لحجز فندقك، وغالبا ما يكون قد حجز غرف في وقت سابق ولا يعتبر المسؤولية البيئية ميزة في صنع القرار، قم ببحثك الخاص لمعرفة الفنادق الملتزمة بالممارسات البيئية السليمة.
استخدم زجاجة مياه يمكن إعادة استعمالها
املأ الزجاجة ثانية بدلا من شراء المياه المعبأة في زجاجات مما يساهم في خلق النفايات.

تجنب الأكياس البلاستيكية
استخدم أكياس قماش يمكن إعادة استعمالها بدلا من ذلك.
اشترِ المنتجات المحلية
استبدل سلاسل الوجبات السريعة المألوفة التي تميل إلى استيراد مكوناتها من أوروبا وأميركا الجنوبية بالمقاهي والمطاعم المستقلة التي تستخدم المنتجات المحلية، الشيء نفسه ينطبق على الهدايا التذكارية، اشترِ من البائعين الذين يبيعون المنتجات المصنعة محليا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجموعة إرشادات لحجاج بيت الله الحرام تساعد في التقليل من الأثر البيئي السيء مجموعة إرشادات لحجاج بيت الله الحرام تساعد في التقليل من الأثر البيئي السيء



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab