رحلة تحوُّل سنغافورة من مُستعمَرة إلى الدولة الأكثر أمانًا في العالم
آخر تحديث GMT19:24:53
 العرب اليوم -

الأغلى في تكلفة المعيشة ولا يخشى سكانها السرقات والجريمة

رحلة تحوُّل سنغافورة من "مُستعمَرة" إلى الدولة الأكثر أمانًا في العالم

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - رحلة تحوُّل سنغافورة من "مُستعمَرة" إلى الدولة الأكثر أمانًا في العالم

أحدى المطاعم في دولة سنغافورة الجميلة
واشنطن - العرب اليوم


تتصدر سنغافورة قائمة أغلى مناطق العالم من حيث تكلفة المعيشة، إلا أنها تُصنّف الدولة الأكثر أمانًا في العالم، فعلى عكس الحياة في الكثير من المدن الكبرى، لا يخشى السكان هنا السرقات أو العنف، ويعد معدل الجريمة في سنغافورة من بين أدنى المعدلات في العالم، كما أن معدل الضرائب بسنغافورة من بين أقل معدلات الضرائب في العالم، ولا يزيد إجمالا عن 22 في المئة.

احتفلت سنغافورة عام 2015 بمرور خمسين عاما على استقلالها، وبعد أربع سنوات من هذا التاريخ بدأت الاستعداد للاحتفال بمرور 200 عام على تأسيسها عندما وضعها السير ستامفورد رافلز كمركز تجاري لشركة الهند الشرقية التابعة لبريطانيا.

وخلافًا للاحتفالات التي شهدها عيد الاستقلال الخمسين، يجرى الاحتفال بالذكرى المئتين للتأسيس من خلال إحياء لحظات ذات مغزى خاص في تاريخ البلاد، نظرا لاختلاف الآراء إزاء الاستعمار البريطاني للجزيرة ورفض الكثيرين من سكان سنغافورة للاحتفال بهذه الذكرى من الأساس. لكن الهيئة المعنية بتنظيم الاحتفالات تقول إن هذه المناسبة تعد فرصة لكي يتأمل المواطنون في الماضي الاستعماري الذي لا يعود إلى 200 عام فقط بل إلى 700 عام إجمالا، والتفكير في القيم التي ساهمت في وصول سنغافورة إلى ما هي عليه الآن.

وقد حددت الهيئة تلك القيم بالانفتاح والتعددية الثقافية وتقرير المصير، وهي القيم التي يثمنها الكثيرون ممن يعيشون هنا. ويقول إل جي هان، صاحب مطعم لابيرنث الحائز على نجمة ميشلان: "سنغافورة بلد له هويته الخاصة، فالتنوع في العرق والدين يمتزج بسهولة في التفاعل الاجتماعي وفي الطعام والمعالم الموجودة في البلاد. ورغم هذا التنوع، هناك العديد من القواسم المشتركة بين السنغافوريين في الطريقة التي يتحدثون بها والقيم التي يلتزمون بها، وقبول الناس باختلاف مشاربهم".

ورغم ما تتمتع به سنغافورة من تنوع ثقافي، ما زال موقفها إزاء الميول الجنسية المختلفة لم يتطور بعد، ولا تزال تلتزم بقاعدة ورثتها من العهد الاستعماري البريطاني تحظر مثلية الجنس، رغم الطعن على هذا الحظر مرارا أمام المحاكم. وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن هذا الحظر سيخضع لمراجعة قضائية جديدة في 2019 بعد أن ألغت الهند حظرا مماثلا يعود للعصر الاستعماري.

إن مزيج الثقافات في تلك البلاد يساعد الوافدين إليها، ولاسيما الغربيين، على التكيف بسرعة. وتقول ألكسندرا فيغ، أمريكية تعيش في سنغافورة منذ ثلاث سنوات وتكتب مدونة للرحلات بعنوان "مسافرة عذراء" إن سنغافورة "بوابة رائعة لآسيا، سواء جغرافيا بفضل كونها مركزا رائعا لمقاصد سياحية أخرى قريبة مثل بالي وبوراكاي؛ أو ثقافيا لعلاقاتها المتجذرة بالغرب، ولاسيما بريطانيا."

وتضيف: "يُشاهد المتجول في سنغافورة المعابد البوذية جنبا إلى جنب مع المتاجر المشيدة على الطراز البريطاني، وأسواق الطعام المحلية التي تقدم وجبات الدجاج والأرز الصيني إلى جانب الأرز المقلي على الطريقة الإندونيسية وشطائر اللحم على الطريقة الغربية".

وحسب تقرير أصدرته مؤخرا مؤسسة "إكونوميست انتليجنس يونيت"، إذ يصل سعر استئجار شقة صغيرة مكونة من غرفة واحدة إلى 1394.50 دولارا أمريكيا، بينما يصل متوسط سعر السيارة الجديدة إلى نحو 73.978 دولارا أمريكيا. وتتسم سنغافورة بالنظافة الفائقة وسهولة المواصلات، حيث تندر الاختناقات المرورية. ويرجع ذلك جزئيا للقيود التي تفرضها الحكومة على السيارات وارتفاع أسعار المركبات.

ويقول جوردن بيشوب، كندي يعيش في سنغافورة ويعمل كمحرر بصحيفة "هاو آي ترافل، إن أسواق الطعام المفتوحة في سنغافورة ليست كباقي الأماكن التي تقدم أطعمة في الشوارع، مشيرا إلى أن اثنين من محال البيع بتلك الأسواق قد حصلا على نجمة ميشلان عام 2016، وهو أمر غير مسبوق بالمرة.

ولا تتوقف التعددية الثقافية عند الطعام، بل لدى السكان لغتهم الخاصة التي تعكس بوتقة الانصهار تلك، وهي لغة لا تعترف بها الحكومة (بل اتخذت مؤخرا خطوات لإثناء الناس عنها) ألا وهي لغة الـ"سنغليش" التي تمزج بين الإنجليزية ولغات أخرى مثل الماندرين والهوكين والكانتونيز فضلا عن لغة الملايو والتاميل، والتي يتحدث بها الناس في المناسبات غير الرسمية.

وتقول أليسون أوزاوا ساندرز، وهي أمريكية تعيش في سنغافورة منذ خمس سنوات وتشارك في كتابة "دليل المغتربين إلى سنغافورة": "يمكنك أن تترك سيارتك مفتوحة أو حقيبة يدك بدون مراقبة. وكامرأة يمكنني الخروج ليلا في أي منطقة دون أن أشعر بالقلق على سلامتي. وكأم، لا يساورني القلق من أنني لو غفلت عن أولادي لحظة فسوف يتعرضون للخطف".

يقول بينو تشوا، الذي يقيم في سنغافورة منذ 11 عاما: "البعض يقول إن الحياة هنا مملة، لكنني شخصيا أرى أن ما يشعرون به من رتابة يرجع للأمن والراحة، وهو أمر أفضله كثيرا على القلق يوميا من التعرض للسرقة في الشارع".

قرأ أيضا:

افتتاح فندق فورسيزونز أبوظبي في جزيرة المارية

وتظهر ملامح النشاط التجاري بوسط المدينة، حيث يتنقل الموظفون بخطى سريعة، لكن يستطيع المرء أن يهرب من صخب المدينة إلى المناظر الطبيعية الخلابة في أماكن قريبة.

يقول دانيال بيرنهام، متخصص البحث عن الرحلات الجوية الآسيوية بشركة سكوتس تشيب فلايتس للرحلات، "لا تبعد شقتي أكثر من 25 دقيقة سيرا على الأقدام عن الغابات الكثيفة، حيث يمكن الاستمتاع بمشاهدة الطيور البرية. وتضم سنغافورة عددا كبيرا من الحدائق الوطنية الجميلة والكثير من أشكال الحياة البرية، بالنظر إلى حجمها وكثافتها السكانية".

ونظرا لصغر مساحة تلك الجزيرة، يُنصح السكان بالاستفادة بمطار تشانغي الذي يتمتع بشهرة عالمية ورخص أسعار الطيران للسفر للخارج. ويقول بيرنهام: "إذ شعرت بالملل، من السهل أن أستقل الطائرة للقيام برحلة للخارج".

تقع سنغافورة شمال خط الاستواء بدرجة واحدة ومناخها حار طوال العام، وهو ما يعني أن المغتربين يكونون بحاجة لبعض الوقت للتعود على تلك الأجواء.

تقول أوزاوا ساندرز: "على المرء أن يعتاد التعرق طوال الوقت، وستترك الرطوبة أثرها على شعرك فلن يبدو كهيئته ببلدك الأصلي". ويشير بيرنهام إلى أنه لا غنى عن أجهزة التكييف في كل مكان بسبب ارتفاع درجة الحرارة.

يقول بيرنهام: "كثير من الزوار والمغتربين يخلطون تصورهم للحياة في سنغافورة بما يشاهدونه في أفلام مثل 'آسيويون أثرياء بجنون' أو بحياة المغتربين المترفين الذين تدفع شركاتهم نفقات انتقالهم للعيش بسنغافورة، لكن تكلفة العيش في سنغافورة لن تكون فلكية لو عشت كما يعيش السكان المحليون الذين يستأجرون مسكنا شعبيا ويطبخون في المنزل ويستخدمون المواصلات العامة. وبالتالي، فإن تكلفة المعيشة بهذه الطريقة ستكون أقل بكثير مقارنة بالولايات المتحدة".

وقد يهمك ايضًا:

إليك أرخص الوجهات السياحية في أوروبا

إليك قائمة بأفضل الوجهات السياحية في شهر آذار

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رحلة تحوُّل سنغافورة من مُستعمَرة إلى الدولة الأكثر أمانًا في العالم رحلة تحوُّل سنغافورة من مُستعمَرة إلى الدولة الأكثر أمانًا في العالم



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة

GMT 17:33 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

حرب غزة ومواجهة ايران محطات حاسمة في مستقبل نتنياهو

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

مي عز الدين بطلة أمام آسر ياسين في رمضان 2025

GMT 03:30 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

11 قتيلا وعشرات الجرحى إثر حادث دهس في سوق بألمانيا

GMT 08:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب توفيق يكشف للمرة الأولى سراً عن أشهر أغانيه

GMT 09:03 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يشوق جمهوره لدويتو مع رامي صبري

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مدحت صالح يروى صفحات من قصة نجاحه على المسرح الكبير

GMT 14:05 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab