برلين - العرب اليوم
رغم بُعد ألمانيا جغرافيًا إلا أن مدنها وقراها كانت وجهات مفضلة إجازتي الصيفية وكان يسهل الوصول إليها، فسواء أردت التوجه إلى سويسرا أو النمسا أو بلجيكا، كانت تفصلني فقط مسافة ساعات قليلة بالقطار عن هذه الدول، لكن مع ظروف الجائحة والقيود التي فرضتها أصبح السفر صعب المنال لكثير منّا.لكن الرغبة في السفر لاتزال موجودة، وفرص التعافي في 2021 عاليّة كما أن أحلامنا في السفر ستكون قابلة للتنفيذ بشكل من الأشكال.
كشف المجلس الوطني الألماني للسياحة عن استعداد ألمانيا للتحولات العديدة التي سيحملها عام 2021، وتوقعاته بتعاف تدريجي يشهده الطلب على السياحة العالمية، بما في ذلك زيادة كبيرة يسجلها معدل الزيارات من الإمارات والسعودية.ويستفيد المجلس من دراسات معاهد أبحاث السوق وإحصائيات عام 2020 ليتوقع إدراج ألمانيا في قائمة وجهات السفر للمسافرين العالميين عند تخفيف القيود المفروضة على السفر.
ألقت أزمة كوفيد-19 والركود الناجم عنها في قطاعاتٍ واسعة من السياحة العالمية بظلالها على الميزانية العمومية للسياحة الوافدة إلى ألمانيا لعام 2020. وفي ذات الوقت، تؤكد الدراسات الدولية على الجاذبية الكبيرة التي تمتاز بها ألمانيا كوجهة سياحية تستقطب المسافرين العالميين بصورة متزايدة. وتجاوب قطاع السياحة مع متطلبات الأزمة واعتمد إجراءات واضحة للصحة والسلامة بما يضمن توفير مستويات عالية من الثقة للمسافرين بمجرد عودة السياحة. وتماشياً مع التوجّه بتكييف رحلة العملاء تبعاً للظروف الحالية، عمل القطاع على تطبيق مبادرات التحول الرقمي على العديد من العمليات وتحسين مفاهيم النظافة الشاملة، فضلاً عن العمل على مواءمة العروض السياحية مع احتياجات العملاء المتغيرة. وتتيح هذه البيئة المعدّلة ظروفاً ملائمة لمرحلة التعافي.
واجهت السياحة الوافدة إلى ألمانيا تحديات كبيرة في عام 2020. وتشير المعلومات الأولية الصادرة من المكتب الفدرالي الألماني للإحصاء إلى تسجيل 32 مليون إقامة ليلية لسياح أجانب مع ما لا يقل عن 10 أسرة ومواقع تخييم، أي بانخفاض في معدل الإقامة الليلية بنسبة 64.4% مقارنةً بالعام السابق.يحافظ المجلس الوطني الألماني للسياحة على توقعاته الإيجابية، خاصةً بعد الدراسة التي أجراها يوجوف والتي كشفت أن 48% من سكان الإمارات العربية المتحدة و46% من سكان المملكة العربية السعودية يخططون للسفر إلى خارج دولهم خلال عام 2021.
ويأتي الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة على رأس أسباب السفر، وفقاً لما ذكره 45% من المشاركين في استطلاع يوجوف. وتندرج ألمانيا في صدارة الوجهات السياحية التي تستقطب المسافرين نظراً لغناها بطيفٍ واسع من القلاع والغابات والجبال الرائعة.على الرغم من استمرار مرحلة الإغلاق والقيود على السفر، هناك سبب يدفع للتفاؤل الحذر. وعلى ضوء تجارب العام الماضي، هناك توقع بزيادة في معدل السفر من دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصةً خلال أشهر الصيف مع تخفيف القيود المفروضة على السفر.وبناءً على هذه التطورات، يمكن استعادة السياحة الوافدة إلى ألمانيا إلى مستوياتها المسجلة قبل الأزمة بحلول عام 2024، فيما سيحافظ التحول الرقمي والابتكارات والتوجه نحو السياحة المستدامة في ألمانيا على أهميته كشرط أساسي لانتعاش السوق.
قــــــــــــــــــد يهمـــــــــــــــــــــك ايضـــــــــــــــــــــــــــــــا
أرسل تعليقك