توافد آلاف السياح سنويًا على باكستان لممارسة الصيد بالصقور
آخر تحديث GMT17:59:12
 العرب اليوم -

من خلال ترويض بعض الأنواع من الطيور الجارحة

توافد آلاف السياح سنويًا على باكستان لممارسة الصيد بالصقور

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - توافد آلاف السياح سنويًا على باكستان لممارسة الصيد بالصقور

الطيور الجارحة
إسلام آباد – العرب اليوم

يعد السفر وسيلة تغرينا لنتعرف على ثقافات أخرى، أو فقط وسيلة هرب من الملل بحثاً عن تجارب مثيرة توقظ المشاعر وتحرك بداخلنا جملة من الانفعالات الإيجابية، ومع توفر عروض سياحية كثيرة باتت بمتناول اليد، فإن البعض بات يبحث عن تجارب فريدة. إن كانت في أماكن بعيدة فهذا هو عز المنى، وهذا ما تستغله كازاخستان مؤخراً بالترويج لسياحة الصيد بالصقور.

الصيد بالصقر أو «الصقارة» والمعروفة أيضاً باسم «المقناص»، هو باختصار تربية بعض الأنواع من الطيور الجارحة وترويضها لممارسة هواية الصيد. ومع أن هذا النشاط لم ينتشر على نحو واسع عالمياً، إلا أن عشاقه وهواته كثر حول العالم، ومن دول الخليج العربي.

لكن لا بد من الإشارة إلى أن الصقارة في كازاخستان ليست مجرد سياحة، وإنما هي تقليد قديم تعود جذوره إلى الحقبة التي كان فيها الكازاخيون قبائل بدو رُحل. أي له طقوسه وعاداته. في السنوات الأخيرة أصبحت الصقارة واحدة من أهم المجالات السياحية، تجذب آلاف السياح سنوياً في «موسم الصقارة»، الذي يمتد من شهر مايو (أيار) حتى سبتمبر (أيلول).

ويُعرف الصيد بواسطة الصقر منذ القدم باسم «سايات»، ويُرجح أن مصدرها كلمة «صياد» باللغة العربية. واليوم باتت جزءاً من الرياضة الوطنية في البلاد، وتم افتتاح نوادي ومؤسسات ومدارس متخصصة في معظم المدن الكازاخية، للتدريب عليها وتدريس طقوسها وكل ما يتعلق بها من أزياء تقليدية وأدوات لا بد منها لتدريب الصقر.

وتشير بعض الحفريات الأثرية التي تعود إلى العصر البروزني إلى أن الشعوب القديمة في سهول وجبال آسيا الوسطى مارست هذا النوع من الصيد منذ آلاف السنين. كما تشير المراجع التاريخية إلى أنه انتشر في كازاخستان منذ القرن الثالث عشر، وكان في البداية وسيلة للحصول على الطعام، قبل أن يتحول إلى هواية يستعرض فيها ممارسها قدراته للصيد والفروسية على حد سواء. الآن بوسع السياح الاستمتاع إما بالفرجة ومراقبة الهواة، أو بممارسة الصيد بصقور مثل «الحر» و«الشاهين» و«الباشق» وغيرها بأنفسهم برفقة صيادين محليين.

الجميل في هذه السياحة، وهذا النوع من الصيد، أنه يكشف عن علاقة صداقة غريبة بين الإنسان وطائر حُر لا يحب القيود ولا يعرف الخوف. وهذا ما يجعل مراقبة علاقته بصاحبه مثيرة للاهتمام. تلاحظ أن الصقر عادة لا ينقض على فريسته إلا عندما يكون جائعاً، وهو بهذا يشبه الإنسان إلى حد ما. فكلاهما تدفعه غريزته وحاجته للبقاء، للصيد.

تنتشر سياحة «الصقارة» في أكثر من منطقة من كازاخستان، لعل أكثرها شهرة مناطق الصيد بالقرب من مدينة ألما آتا (ألماتي) العاصمة القديمة للبلاد. وتشتهر هذه المدنية التاريخية بتنوع طبيعي وجمال لا نظير له في آسيا الوسطى. جبالها وحدها تُشكل عنصر جذب لهواة الرياضات الجبلية مثل التزلج وغيرها. يطول الحديث عن المدينة، وجمالها وكثرة معالمها التاريخية ومواقعها الطبيعية الجميلة، لكن إذ توقفنا عندها في سياق الحديث عن «الصقارة»، يمكن القول إنها تظهر بأجمل إطلالة طبيعية لها خلال موسم الصيد، من مايو حتى نهاية سبتمبر. في هذه المرحلة تكتسي ألما أتا بما يُشبه بساطاً أخضر مخملياً مزركشاً بألوان الزهور. ومن مناطق عدة تتفجر ينابيع المياه العذبة التي تشتهر بها جبالها. وسط هذا كله ينتقل الناظر إلى عالم خيالي ساحر عند رؤية «جيالو»، أي المراعي الصيفية التي تنتشر على السفوح وحولها خيام الـ«يورت» التقليدية، التي يستقبل فيها أصحابها الضيوف بدفء، وأحياناً برقصات فولكلورية تُقدم خلالها وجبات تقليدية يتم إعدادها على نيران تحت الهواء الطلق. بعد ذلك يدخل السياح إلى «اليورت»، وهي الخيمة التقليدية للقبائل الكازاخية القديمة، دائرية الشكل، تكون جدرانها غالباً من «فرو» يتم تصنيعه بوسائل تقليدية من صوف ووبر الماشية، لتناول المزيد من الأطباق التقليدية مثل «بيسبارماكا»، وتعني الكلمة «5 أصابع»، يرجح أنها سُميت كذلك لأنها تؤكل باليد، وهي وجبة من اللحم والعجين، وطبق مكون من لحم الضأن، وهناك أيضاً طبق «رأس الخروف». ووفق العادات الكازاخية القديمة المتوارثة، يتم تقديمه للضيف الأكثر تكريماً، ويقوم هو بدوره بتوزيع قطع اللحم منه على الآخرين.

واليوم تبدو سياحة الصقارة واحدة من الوجهات الواعدة، التي تُغري العديد من الشباب تحديداً بخوض تجربتها. فهي مزيج من المتعة والثقافة.

قد يهمك أيضًا

تطور العلامات الحمراء على أنثى العنكبوت السوداء لردع الطيور الجارحة

جدل حول إنهاء الحماية البيئية للطيور الجارحة في بريطانيا

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توافد آلاف السياح سنويًا على باكستان لممارسة الصيد بالصقور توافد آلاف السياح سنويًا على باكستان لممارسة الصيد بالصقور



هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:54 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025
 العرب اليوم - أبرز قصات فساتين الزفاف الهالتر الرائجة في 2025

GMT 16:06 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
 العرب اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 02:43 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا
 العرب اليوم - غوتيريس "قلق جدا" لوجود قوات كورية شمالية في روسيا

GMT 01:10 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل
 العرب اليوم - دليل مُساعد لإضافة لمسة جذابة إلى صالون المنزل

GMT 10:59 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حمية مستوحاة من الصيام تدعم وظائف الكلى وصحتها

GMT 08:56 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

هجرات جديدة على جسور الهلال الخصيب

GMT 17:12 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 31 شخصا على الأقل في هجمات إسرائيلية في قطاع غزة

GMT 03:11 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

الخطوط الجوية الفرنسية تعلق رحلاتها فوق البحر الأحمر

GMT 22:38 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.2 درجة على مقياس ريختر يضرب شمال اليونان

GMT 17:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة 32 جنديا بينهم 22 في معارك لبنان و10 في غزة خلال 24 ساعة

GMT 01:36 2024 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولة الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab