جورجيا زاخرة بعبق التاريخ الثري والعادات القديمة والحياة الحقيقية في منطقة القوقاز
آخر تحديث GMT02:19:36
 العرب اليوم -

كانت نقطة عبور في طريق الحرير القديم وتعيّن عليها مرارًا أن تصدّ الغزاة

جورجيا زاخرة بعبق التاريخ الثري والعادات القديمة والحياة الحقيقية في منطقة القوقاز

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - جورجيا زاخرة بعبق التاريخ الثري والعادات القديمة والحياة الحقيقية في منطقة القوقاز

جورجيا
موسكو - العرب اليوم

على طول الجبال الهائلة، والقرى النائية والسكان المشهورين بكرم الضيافة، تجد جورجيا زاخرة بعبق التاريخ الثري والعادات القديمة، حيث يلقي الزوار نظرة على الحياة الحقيقية في منطقة القوقاز، وإذا تحدثنا من الناحية الثقافية فإن الجورجيين هم أقرب إلى الغرب، فالدولة متعددة الأعراق تعتنق المسيحية منذ ما يقارب 1800 عام، والكنيسة الأرثوذكسية الجورجية هي المذهب المسيحي المهيمن.

وتضم الدولة ذات الأراضي الخصبة للغاية سبع مناطق مناخية مختلفة، وجورجيا التي كانت يوماً ما نقطة عبور في طريق الحرير القديم، تعيّن عليها مراراً أن تصدّ الغزاة، وعندما حاول آغا محمد خان شاه فارس غزو العاصمة تبليسي في القرن الثامن عشر، دعا الجورجيون الروس لمساعدتهم، حسب وكالة الأنباء الألمانية.

في بداية القرن التاسع عشر تم دمج الدولة التي تقع في منطقة القوقاز في الإمبراطورية الروسية كأحد أقاليهما، ويشرح أحد السكان المحليين: "دَعَوْنا الروس، وإلا كنا أصبحنا دولة مسلمة اليوم، ولكن الآن لا يمكننا التخلص منهم"، وإحدى شخصيات القرن العشرين التي يجب أن تتحمل اللوم في هذا الخصوص هو ستالين، ووُلد باسم جوزيف جوجاشفيلي في جوري، على بعد 70 كيلومتراً من العاصمة، حيث ما زال الزعيم يحظى بالاحترام إلى اليوم - وهو ما يثير غضب الكثير من أبناء جورجيا، والمنزل الذي وُلد به محاط بمبنى ستاليني العمارة.

وفي عام 1957، أي بعد أربع سنوات من وفاة الزعيم، افتُتح متحف ستالين في وسط المدينة، وفي الحديقة يمكن للزوار أن يروا عربة القطار التي ركبها الزعيم متوجهاً إلى مؤتمر يالطا الشهير لمقابلة فرانكلين روزفلت وونستون تشرشل، غير أن بقية المدينة في حالة بالية حيث تتقشر دهانات جدران المباني السكنية السوفياتية واحداً تلو الآخر، وبقع الألوان الوحيدة هي قطع من الملابس المغسولة التي عُلِّقت لتجفّ.

ويطلب أحد المارة سيجارة بالروسية، ويرد عليه أحد أبناء جورجيا: "آسف... أنا لا أتكلم إلا الإنجليزية"، ويوضح قائلاً: "أكره أن يفترض السياح الروس بصورة تلقائية أننا نتحدث لغتهم"، وبلغ النفور الجورجي تجاه روسيا ذروته مع اندلاع الحرب الروسية الجورجية في عام 2008 حول إقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.

اقرأ أيضاً:

قبرص تتوقع نمو الاقتصاد بأكثر من 3 % خلال السنوات المقبلة

واليوم يعد أي سائح محبوباً أكثر من السائح الروسي - خصوصاً إذا ما جاءوا من أجل التمتع بتقليد للخمور يعود إلى ثمانية آلاف عام أو مدن الكهوف الشهيرة أو زيارة تبليسي النابضة بالحياة، وليس زيارة مسقط رأس ستالين، ولكن في الجبال التي تقع باتجاه الشمال، بالقرب من الحدود التركية والأرمينية يكون الأمر مختلفاً، قلة من السياح هم من يذهبون إلى هناك - وهو أمر يدعو إلى الخجل لأن السكان المحليين ودودون للغاية.

وعلى امتداد 100 كيلومتر لا يوجد إلا مقهى واحد حيث يقدمون قهوة تركية قوية وأنواعاً مختلفة من الكعك مقابل 2 لاري (أقل من دولار واحد). وعلى ارتفاع 1700 متر هناك العديد من القرى الصغيرة التي تطل على الجبال، والتي تغطي قممها الثلوج طوال العام.

الشوارع في حالة يُرثى لها، مما يدفع السائقين إلى التركيز الشديد، وعند الجدران المنخفضة المشيدة بالطوب وزوايا الشوارع والساحات هناك مجموعات من شخصين أو ثلاثة أشخاص مستغرقين في الحديث.

 ويشرح السائق المحلي: "هذه هي وكالة الأنباء الخاصة بنا. إذا أردت أن تعرف آخر الأنباء في المنطقة، فهذا هو المكان الذي تحصل عليها فيه".

المنازل صغيرة ومشيّدة من الحجارة غير المكسوة بالجص، والسقوف الأمامية يتناثر فيها روث الأبقار الذي يتم تجفيفه وتقطيعه ليستخدم كوقود للتدفئة في الشتاء، وتبيع النساء العجائز الفلفل وفول الصويا والمتسنيلي -وهي البقول المحفوظة الخضراء- في الشارع، والشبان على متن خيول يدفعون أمامهم قطيعاً من الأبقار إلى الحظائر، وهناك يبرز كرم الضيافة للجورجيين، إذ يسارع السكان المحليون إلى دعوتك لتناول كوب من القهوة. ويُستقبل الزوار بعناق وقُبلة على الخد.

ويقول المضيف: "نحن في العادة نطبخ طعاماً إيطالياً، ولكن اليوم نأكل طعاماً جورجياً"، وتلي القهوة الموعودة وجبة من أربعة أطباق، تحتوي على لحم بقري ذي نكهة خاصة مغموس في صلصلة الجوز مصحوبة بنبيذ أحمر منزلي الصنع.

قد يهمك أيضاً :

"ستالين" يجوب شوارع جورجيا بسيارة "بنتلي"

اختبار للدم يُساعد مرضى السرطان على تجنّب آثار العلاج الكيميائي

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جورجيا زاخرة بعبق التاريخ الثري والعادات القديمة والحياة الحقيقية في منطقة القوقاز جورجيا زاخرة بعبق التاريخ الثري والعادات القديمة والحياة الحقيقية في منطقة القوقاز



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab