توزر تعدّ من أجمل المناطق التي ساهمت في نجاح السياحة الصحراوية
آخر تحديث GMT10:41:37
 العرب اليوم -

تمثل بوابة الصحراء للقادم من الشمال وتتدفق فيها الماء من عيون طبيعية

"توزر" تعدّ من أجمل المناطق التي ساهمت في نجاح السياحة الصحراوية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - "توزر" تعدّ من أجمل المناطق التي ساهمت في نجاح السياحة الصحراوية

الواحات التونسية
تونس - حياة الغانمي

نجح القطاع السياحي التونسي في تثمين منتجات جديدة، من أهمها السياحة الصحراوية، التي أصبحت تجذب الكثير من الزوار، بفضل الواحات التونسية التي تحاكي في جمالها الفردوس، وتبدو للوهلة الأولى متشابهة، على الرغم من اختلاف بارز بين واحات الصحراء، وواحات الجبال ثم الواحات البحرية.  ويحتضن الجنوب التونسي ثلاثة أنماط من الواحات متباينة، متكاملة. وتعتبر الواحات التونسية خزانًا للعادات والتقاليد، وحافظة اللغة العربية، وهي منطقة حفظ القرآن الكريم ومرقد علماء كبار وشيوخ أجلاء.

ومن أبرز واحات ولاية توزر، هي واحة "نفطة" التي هي بوابة الصحراء للقادم من الشمال، وتبدو وكأنها سجاد مخملي بسطته الطبيعة على عتبات الصحراء، حيث يتدفق فيها الماء من عيون طبيعية، ثم ينساب في سواقي صافية، يروي الواحة الجميلة المزدانة بأنواع النباتات المختلفة. وتعتز "نفطة" بتاريخها، فهي نبطية الرومان، وإحدى مدن الخوارج التي تأسست فيها دويلات عديدة وكانت عواصم الأباظية، وتحتفظ بطابعها الصحراوي. وتحتل موقعًا فريدًا، بيوتها الصهباء تربض فوق سلسلة من الربي، التي تعلو الواحة وتطل عليها، وقد برزت من خلالها قباب الجوامع الناصعة البياض والمآذن السنية. 

وتذكر نفطة زوارها في صنعاء والكوفة حتى منحتها مدارسها النحوية، لقب "الكوفة الصغرى"، وبها زاوية أبي علي السني العالم الكبير في المذاهب السنية، وخرج منها "الخدر حسين" الذي طغت شهرته الآفاق حتى احتل منصب شيخ الأزهر، ومنها انطلق أهم كتاب وشعراء تونس من البشير خريف حتى الميداني بن صالح، الذين ترجمت أعمالهم لعدة لغات. أما واحة "توزر" والتي هي المدينة الإسلامية التي تعانق قبابها ومآذنها السماء، وهي ممتدة على أكثر من ألف هكتار، فيحلو لزوارها التجوال الطويل بين ظلالها الوفيرة، ونخلها ومياها الغزيرة والخضرة الداكنة وجداولها الفضية، ونسمها العليلة، وفيها مائتي عين تروي أكثر من مليون نخلة. 

 وأهم ما يميز واحة "توزر" أن ماءها يتدفق في منطقة راس العين، عند سفح ربوة تشكل ينابيعها وادي حقيقي ما زالت عليه آثار سدود قديمة، كما استطاعت أن تحافظ على تقاليدها وأصالتها ولغتها العربية القريبة من الفصحى، كما تضم أطراف مدينة توزر أطرف حديقة حيوان في العالم، حيث جمعت في مكان واحد كل نماذج الحيوانات الصحراوية من الغزال الجميل إلى العقرب الخطير. وهي واحة تتميّز بجودة تمورها، متاخمة للصّحراء، ممّا جعلها قبلة للسّائحين قصد التّمتّع بالرّمال الذّهبية، وأشعّة الشمس على مدار السّنة، ومناخها شبه جاف وحارّ صيفا ومعتدل بقيّة الفصول. وتوزر(Tusurus) أو توزروس كما سماها الرومان مدينة الأحلام، هي جوهرة الصحراء، باب الجنة، تقع في الجنوب الغربي من تونس، على الحدود الجزائرية والحد الشمالي الشرقي للصحراء، ويحدها شرقا شط الجريد. 

وإنها إحدى الواحات الأكثر شهرةً في العالم، وأجملها لا سيما أنها ترتوي من مائتي نبع ماء وغابة نخيل رائعة، تعد أكثر من مليون نخلة فوق مساحة تزيد على الإلف هكتار.

وأصبحت توزر اليوم قبلة المشاهير وتزدحم على فصول السنة مقاهيها ومطاعمها وأسواقها بكبار المخرجين والفنانين العرب والأجانب والصحافيين والسياسيين، ونجوم الموضة وغيرهم من رموز المجتمعات الراقية أو المخملية. وأما الرحلات السياحية إلى الواحات العديدة في المنطقة بين جبلية وصحراوية أو الرحلات، التي يتم تنظيمها على متن القطار الملكي السابق، الذي يعود إلى القرن التاسع عشر فمن أهم الفقرات السياحية الناجحة والمطلوبة جدا.

وتشتهر المناطق الصحراوية بصناعة المنسوجات ذات الجودة العالية والتوشيات والرموز الخاصة، ويعتبر المرقوم والكليم من أشهر أنواع السجاد في المنطقة، إلى جانب عدد من المنتجات التقليدية الأخرى في توزر، أو المدن القريبة، مثل قبلي أو دوز كالجلود والملابس الصحراوية والحلي والمصاغات، وغيرها من المنتجات الصحراوية المميزة.

ومنطقة واحات، مثلت مهدًا لعدة حضارات متعاقبة تمازجت فيها الأعراف والثقافات المختلفة. وتحتفظ بأصداء الماضي وعطر السنين، وجنة النخيل، وغارقة في الحلم، وفاتنة، وتفتح أبوابها الشاهقة ليدخل عشاقها، وليتغنوا بجمالها، وليستنشقوا نفحات الطيب وروائح الفردوس المنبعثة من أرجائها. ومنارة للعلم أنجبت أقطابا و فقهاء سجلوا بعلمهم في سجلات التاريخ خلودها.

وأصبحت توزر اليوم قبلة المشاهير، وتزدحم على فصول السنة مقاهيها ومطاعمها وأسواقها، بكبار المخرجين والفنانين العرب والأجانب والصحافيين والسياسيين، ونجوم الموضة وغيرهم من رموز المجتمعات الراقية أو المخملية. وأما الرحلات السياحية إلى الواحات العديدة في المنطقة بين جبلية وصحراوية أو الرحلات التي يتم تنظيمها، على متن القطار الملكي السابق الذي يعود إلى القرن التاسع عشر، فمن أهم الفقرات السياحية الناجحة والمطلوبة جدا.

وتشتهر المناطق الصحراوية بصناعة المنسوجات ذات الجودة العالية والتوشيات والرموز الخاصة، ويعتبر المرقوم والكليم من أشهر أنواع السجاد في المنطقة إلى جانب عدد من المنتجات التقليدية الأخرى في توزر أو المدن القريبة مثل قبلي أو دوز كالجلود والملابس الصحراوية والحلي والمصاغات والسعف وغيرها من المنتجات الصحراوية المميزة.

ويعدّ فضاء الشاق واق من بين أحد المشاريع السياحية الضخمة، ويحكي تاريخ البلاد التونسية منذ العصور القديمة إلى الوقت الجاري، مقسم إلى عدة أجنحة "المتحف، دار زمان، مدينة الأحلام التي تحكي قصة ألف ليلة وليلة، إضافة إلى نزل من فئة الخمسة نجوم ومقاهي ومطاعم"، ويعتبر من المعالم الفريدة في البلاد التونسية ويقع بالمنطقة السياحية بتوزر، ومن أروع المتاحف المجسدة لأكثر من 3000 سنة من الحضارة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توزر تعدّ من أجمل المناطق التي ساهمت في نجاح السياحة الصحراوية توزر تعدّ من أجمل المناطق التي ساهمت في نجاح السياحة الصحراوية



GMT 09:32 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab