نظام بيئي فريد في البحيرات الهندية الشمالية  لعشاق الجمال والسكينة والطيور
آخر تحديث GMT15:28:57
 العرب اليوم -

سياحتها تعتمد دائماً على رغبة في الجديد والمختلف

نظام بيئي فريد في البحيرات الهندية الشمالية لعشاق الجمال والسكينة والطيور

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - نظام بيئي فريد في البحيرات الهندية الشمالية  لعشاق الجمال والسكينة والطيور

منطقة لداخ الهندية
نيودلهي ـ العرب اليوم

سياحتها تعتمد على رغبة في الجديد والمختلف وركوب الصعب

تُذكر الهند فتتبادر للدهن صور الساري ونجوم بوليوود إلى جانب نكهة الكاري وألوان التوابل الدافئة. لكن الهند أكثر من هذا. فهي طبيعة متنوعة تُشكل البحيرات جزءا مهما منها. بحيرات مهمة وكثيرة تتناثر حول الهيمالايا ويسهل مشاهدتها في المناطق منخفضة الارتفاع وكذا المناطق النائية على الارتفاعات العالية. وأغلب هذه البحيرات تجري فيها مياه عذبة مع وجود أخرى بمياه مالحة. بعد توسع نطاق السياحة وانفتاحها على العالم، كان من البديهي أن تتحول هذه البحيرات إلى مناطق جذب للراغبين في وجهات متميزة.

أشهر هذه البحيرات:

تتميز منطقة «لداخ» الهندية - وهي جزء من هضبة تشانغثانغ في إقليم جامو وكشمير بشمال الهند - بالصحراء الباردة، والممرات الجبلية شاهقة الارتفاع، فضلا عن المناظر الطبيعية الخلابة وبحيراتها الصافية اللامعة المتلألئة. وتمنح هذه البحيرات للمنطقة سحرا طبيعيا منقطع النظير. وتحتفظ هذه البحيرات غير المطلة على السواحل البحرية بالمياه لنفسها، ولا تنقلها إلى الأنهار أو البحار أو المحيطات عبر أي سبيل كان، وإنما تستبقيها لتغذي بها المستنقعات المجاورة، وهو ما يساعد على الاحتفاظ بالتربة الساحلية والرمال، وتيسر التحكم والسيطرة على الفيضانات في مواسمها، كما تزود المنطقة بخدمات بيئية عالية القيمة.

بحيرة «بانغونغ تسو»

من أعلى البحيرات الملحية في العالم من حيث الارتفاع. وتمتد عبر الحدود المشتركة بين منطقة لداخ الهندية وإقليم التبت الصيني.

وتشتق اسمها «بانغونغ» من كلمة باللغة التبتية تعني «البحيرة الطويلة الضيقة الساحرة». وهي اسم على مسمى. يقع الامتداد السماوي لبحيرة «بانغونغ» ذات الحوض المغلق على ارتفاع شاهق يبلغ 4350 مترا عن سطح البحر. وتعتبر البحيرة من المحطات الشعبية المعروفة للمُهتمين بزيارة منطقة لداخ الهندية، كونها من معالم الجذب السياحية المهمة في الهند. بل ربما تكون على رأس قائمة المزارات لدى كل من يرغب أو يفكر في زيارة البلاد. ويعكس فيلم «الحمقى الثلاثة» الهندي، من إنتاج عام 2009 اللمسة الجمالية الساحرة لهذا المكان إلى حد جعل بعض المشاهدين يتساءلون ما إذا كانت تلك الأجواء حقيقية وواقعية أم مجرد ديكور من ديكورات سينما بوليوود.

من المعروف عن بحيرات المياه المالحة تدني الغطاء النباتي المكتنف لها، مع قلة أو انعدام آثار المخلوقات البحرية مثل الأسماك وما شابه ذلك، باستثناء الكائنات القشرية. ومما يميز هذه البحيرة عن غيرها هي قدرتها على تغيير لونها من درجات الأزرق حتى الأخضر وصولا في بعض الأحيان إلى بعض درجات اللون الأحمر الزاهي.

وبصرف النظر عن الاستمتاع بجمال البحيرة، فمن أفضل الأنشطة التي يمكن ممارستها فيها، قضاء ليلة كاملة في المخيمات المتناثرة على ساحلها. كما يمكن التقاط الصور رفقة حيوانات القطاس الهندية الأليفة، فضلا عن نسخة طبق الأصل من السكوتر الأصفر الذي استخدمته الممثلة الهندية «كارينا كابور» في فيلم «الحمقى الثلاثة» سالف الذكر.

وبرغم أنها من البحيرات ذات المياه المالحة فإن مياهها تتجمد في فصل الشتاء ويصير سطحها صلبا جامدا كمثل الطرق الجبلية المحيطة، يُحولها إلى مسرح للتزلج على الجليد. غير ذلك فإن المجتمعات المحلية، من البدو الأصليين والمستوطنين الوافدين، تعتمد على هذه البحيرات في كسب عيشها وأرزاقها، وتستخدم في رعي ماشية القطاس الأليفة والأغنام والخيول.

المياه العذبة حول البحيرة تُعتبر موئلا للكثير من الحيوانات المستوطنة، مثل القطاس البري، وغزلان المسك، والباندا الحمراء وغزلان التبت والحمير البرية وفهود الجليد وظباء التبت وما إلى ذلك.

- تخضع منطقة البحيرة لسيطرة الجيش الهندي.

وفي حين أن المواطنين الهنود لا يحتاجون إلى تصاريح لدخولها، فإنه على السياح الأجانب الحصول على تصاريح مقابل رسوم رمزية من النائب المفوض لمنطقة «ليه».

بحيرة «تشاغار تسو»

إن أصابك السأم من المشاكل والصراعات، وتبحث عن ملاذ منعزل تماما، فإن بحيرة «تشاغار تسو» مقصدك. فهي تتميز بمناظر طبيعية صافية مع طقس بارد خفيف، فضلا عن بيئة غير ملوثة. هذه الأجواء تجعلها من الوجهات المفضلة لعشاق المشي الطويل ومحبي الطيور.

بحيرة «ياراب تسو»

لا تزال سرا من أسرار منطقة لداخ الخفية نظرا لطريقها الوعر. فهي تقع في وادي نوبرا إلى الشمال من وادي لداخ والوصول إليها يكون عبر مدقات جبلية. لكن بمجرد الوصول إليها سيهتز كيانك لرهبة وروعة مناظرها. ويطلب سكان المنطقة الأصليين من السياح والزائرين عدم الاغتسال أو السباحة في مياه البحيرة لقداستها عندهم. وأنت هنا، لا تنس المرور على الينابيع الحارة القريبة منها.

بحيرة «تسو موريري»

بحيرة جبلية على شكل لؤلؤة، أدرجت في عام 2003 على قائمة «الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية» بموجب معاهدة «رامسار». ومع ذلك هي من أقل البحيرات استكشافا في منطقة لداخ الهندية.

وتعد هي الأخرى مطلب عشاق مراقبة الطيور، حيث تشهد مرور أسراب كبيرة من الطيور المهاجرة من أمثال الطيور الكركية، والأوز الطيار، والغطاسيات. كما يمكن في المساء التقاط انعكاسات القمر الكامل والنجوم المتراصة على مياهها ذات اللون الأخضر الزمردي.

ولأنها واحدة من أكثر بحيرات منطقة لداخ عزلة، فإنه أغلب من يزورونها أناس يرغبون في اكتشاف الأماكن الأقل ازدحاما والطبيعة العُذرية.

تتغذى بحيرة «تسو موريري» من الجداول والينابيع المائية الرافدة إليها، كما أنها تتغذى من ذوبان كتل الجليد المائية القريبة منها. وتتجمد تلك البحيرة تماما خلال فصول الشتاء القاسية حتى أنه يمكن للسائحين المسير عليها في بعض المواضع.

بحيرة «تسو كار»

مزيج من المياه العذبة والمالحة، ولذلك يُطلق عليها اسم البحيرة التوأم إلى الجنوب من وادي لداخ. وهي بحيرة ذات مياه زرقاء براقة مع خلفية جبلية شاهقة ومهيبة، كانت منذ عدة سنوات من أهم مصادر الملح الذي يُصدر إلى إقليم التبت. كما أنها تعتبر من أروع الأماكن لعشاق مراقبة الطيور، ومن أكثر الطيور مشاهدة هناك نجد بط الشهرمان الأحمر، والأوز شريطي الرأس، والغطاسيات المتوجة، والطيور الكركية داكنة الأعناق.

نصائح سياحية مهمة:

- يمكن الوصول إلى منطقة لداخ من ولاية هيماشال براديش الشمالية الهندية، وذلك عبر ممر بارالاتشالا ومنطقة سارتشو المرتفعة.

- كما يمكن الوصول إلى وادي لداخ من إقليم جامو وكشمير عبر طريق ليه - سريناغار السريع.

- تعاني منطقة لداخ بأكملها، بما في ذلك مواقع البحيرات، من انخفاض مستويات الأكسجين في الهواء، ولذلك يجب استشارة الطبيب قبل السفر إليها، لا سيما بالنسبة لأولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والمضاعفات الصحية الأخرى.

- يعتبر التأقلم مع الأجواء المرتفعة فيها، من الضرورات بالنسبة للسياح والمسافرين. كما يُنصح بالبقاء هناك لفترة لا تقل عن يومين أو ثلاثة أيام بغية التعود على الأجواء المرتفعة.

- مداومة شرب الماء للمحافظة على رطوبة الجسم، فهذا من الأمور المهمة. يُنصح أيضا بتجنب الركض في المناطق العالية حيث الأكسجين المنخفض.

- الأهم أن تلك المناطق ذات حساسية بيئية عالية، لهذا يجب تفادي إلقاء المخلفات، أو إزعاج الحيوانات، أو محاولة إتلاف نظامها البيئي بأي صورة من الصور.

قد يهمك أيضًا

"أوبرا مصر الطريق"عرض مسرحي في فرنسا للترويج لمسار العائلة المقدسة

225 مليون سائح للمنطقة العربية بحلول 2030

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظام بيئي فريد في البحيرات الهندية الشمالية  لعشاق الجمال والسكينة والطيور نظام بيئي فريد في البحيرات الهندية الشمالية  لعشاق الجمال والسكينة والطيور



إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 02:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
 العرب اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 22:02 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء
 العرب اليوم - أفكار لتجديد المنزل في فصل الشتاء

GMT 10:04 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث
 العرب اليوم - شيرين رضا توضح أسباب غيابها عن رمضان للعام الثالث

GMT 06:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
 العرب اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 01:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العنف فى المدارس !

GMT 05:45 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مُبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 02:07 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

العُلا... لقطة من القرن الثامن

GMT 08:22 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل جندي إسرائيلي من لواء كفير برصاص قناص شمال قطاع غزة

GMT 07:19 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 4.7 درجات يضرب أفغانستان في ساعة مبكرة من اليوم

GMT 13:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مستوطنون يحتلون مسجداً ويبثون منه أغنيات عبرية

GMT 06:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يحذّر من حقبة "تغيير سياسي كبير" بعد فوز ترامب

GMT 13:36 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"تسلا" تستدعي 2400 شاحنة من "Cybertruck" بسبب مشاكل تقنية

GMT 22:39 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

سقوط قنبلتين ضوئيتين في ساحة منزل نتنياهو

GMT 16:54 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد فهمي ضيف شرف سينما 2024 بـ 3 أفلام

GMT 14:15 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد أمين يعود بالكوميديا في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab